ومنهم: من كثر بداره ديار الفاسقين، وكثر جمائع الظالمين، وعمر أسواق الجائرين.
ومنهم: من ظلم نفسه وأغواها، واختار الهلكة فأرداها، ثم يطمع أن يخلف الله وعده، ويظلم بإخلاف الوعيد نفسه، والحكيم لا يظلم نفسه بالمحال، وإخلاف صدقه في المقال، للكفرة الفجرة الضلال، العصاة للواحد الرحمن، العظيم المتفضل المنان، ذي العزة والكرم والإحسان، والقدرة والمحال والسلطان، والحكمة والجلال والبرهان، واللطف والبر والإيمان، من لا يعذب أولياءه، ولا يظلم في الحكم أعداءه، ولا يأخذ أحد بغير كسبه، ولا يعذبه إلا بذنبه، ولا يعذب بصغائر الذنوب، ولا تخفى عليه خواطر القلوب (1)، ولا تحتجب عنه خفيات الغيوب، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
- - -
كتاب
شواهد الصنع
والأدلة على وحدانية الله وربوبيته
كتاب شواهد الصنع والأدلة على وحدانية الله وربوبيته
الحمد لله الذي لا يعذب من حمده، ولا يضل عن الهدى من أرشده، ولا يخيب رجاء من قصده، ولا يذل من نصره، ولا يضل سعي من شكره، ولا يعمى عن الحق من بصره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، شهادة من أيقن بوحدانيته، وتعرض لعفوه ورحمته وجوده وكرمه ورأفته، وأقر (2) بذل ملكته، وتخضع لعظمة سطوته، وانقطع إليه بكليته، وأخلص (3) قلبه لمحبته، وانقاد لأمره وطاعته، وتاب إليه من خطيئته، وأستعين به على نصيحته، وأرغب إليه في مودته، وإلهام رشده وحكمته.
وبعد يا أخي (4) فإن الله جل ذكره، تعرف إلى خلقه بإيجاد ما أوجد من بريته، وصنع ودبر بمشيئته، ثم أوصل إليهم العلم لربوبيته، بما أظهر لهم من أعاجيب فطرته، وشواهد صنعه، وآياته.
পৃষ্ঠা ১২৯