قلت: وأخرجه الإمام علي بن موسى الرضا بسند آبائه بلفظه، وأخرجه الرافعي في تاريخه، والدار قطني عن علي عليه السلام بلفظه.
وأخرج أبو القاسم بن أسعد الزنجاني في فوائده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من دخل المقابر ثم قرأ فاتحة الكتاب، و((قل هو الله أحد))، و((ألهاكم التكاثر))، ثم قال: اللهم إني جعلت ثواب ما قرأت من كلامك لأهل المقابر من المؤمنين والمؤمنات كانوا له شفعاء إلى الله)).
وأخرج عبدالعزيز صاحب الجلال بسنده عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم، وكان له بعدد من فيهم حسنات)).
قال المحب الطبري: وفي الإحياء للغزالي والعاقبة لعبدالحي عن
أحمد قال: إذا دخلتم المقابر فاقرأوا بفاتحة الكتاب والمعوذتين و((قل هو الله أحد))، واجعلوا ذلك لأهل المقابر فإنه يصل إليهم.
[بحث في أنواع التوسل مدعما بالأدلة]
وأما التضرع والاستغاثة فلا يخلو:
إما أن يكون المقصود بذلك مجرد القبر، أو من فيه لاعتقاد أنه ينفع ويضر من دون الله تعالى، فلاشك في قبحه، وذلك غير واقع فيما نعلمه في هذه الأقطار، ولو ظهر وقوعه لأنكر على فاعله.
وإن كان المقصود الدعاء إلى الله وحده، والتوسل بالأخيار، فذلك غير ممنوع، بل مشروع، والأدلة على ذلك مسطورة مشهورة، ولم يأت صاحب الرسالة بما يمنع من ذلك لا حجة ولا شبهة فيتوجه الخطاب عليه، وكذلك فرشها لم يشر فيه بدليل ولا شبهة قط.
পৃষ্ঠা ৬৫