أما بعد: فهذه نبذة في تضليل بعض البدع المحدثة التي صار الاستمرار عليها سنة متبعة والإلف بها والنشوء عليها صيراها حسنة، وإن كانت قبيحة وهي: مسألة تجصيص القبور ورفعها والبناء عليها وزخرفتها وتسريج السرج عليها وفرشها والصلاة فيها والتلاوة عندها والتضرع والاستغاثة.
والجواب والله الموفق لمنهج الصواب: أما الدعاء والتلاوة فلم
يورد صاحب الرسالة شيئا مما يقتضي المنع عنهما بل في سياق ما استدل به مايفيد شرعية الدعاء كما ستقف عليه إن شاء الله تعالى.
[شرعية التلاوة عند القبور]
ولنا على شرعية التلاوة عند القبور أدلة منها:
مارواه الإمام علي بن موسى الرضا بسند آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من مر على المقابر وقرأ ((قل هو الله أحد)) إحدى عشرة مرة، ثم وهب أجره للأموات أعطي من الأجر بعدد الأموات )).
وأخرج أحمد في المسند، وأبو داود، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم عن معقل بن يسار عنه صلى الله عليه وآله وسلم : ((اقرؤا على موتاكم يس)).
قال في شرح الجامع الصغير: أي من حضره مقدمات الموت، وأخذ بعضهم بظاهر الخبر، فصحح أنها تقرأ بعد موته، والأولى الجمع عملا بالقولين"، انتهى منه باختصار.
قلت: المتعين الأخذ بالحقيقة لعدم الصارف.
قال في حواشي بلوغ المرام: لابأس بقراءة القرآن على الموتى كما بين ذلك بأدلته الحافظ ابن القيم في كتابه الروح فانظره، وانظر كتابنا المحكم المتين"، انتهى [من صفح 107/ طبع سنة 1372 ه].
قال الأمير في تأنيس الغريب: وأخرج أبو محمد السمرقندي في فضائل ((قل هو الله أحد)) عن علي رضي الله تعالى عنه : من مر على المقابر وقرأ ((قل هو الله أحد)) إحدى عشرة مرة، ثم وهب أجره للأموات أعطي من الأجر بعدد الأموات.
পৃষ্ঠা ৬৪