153

[الجواب عما يتمكن حامل علم الجفر من معرفته]

[سبب تسمية علم الجفر بذلك]

وأما لماذا سمي بذلك؟

فلأنه كتب في جلد جفر كما ذكر ذلك أبو العلاء في شعره وابن قتيبة في كتاب أدب الكاتب وغيرهما.

وأما قولك: وهل يتمكن حامله من معرفة كل غيب في المستقبل؟ فالجواب: سبحان الله لايعلم كل ذلك إلا الله سبحانه، وإنما يتمكن من معرفة ماذكر فيه من العلم لاغير، فالعموم الحقيقي غير مقصود وإن وقع في ظاهر عبارة، فالواجب حملها على مايجوز ويمكن عقلا وشرعا، وقد وردت عمومات كثيرة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولايراد بها العموم الحقيقي كما قال تعالى: ((تدمر كل شيء)) [الأحقاف:25] ((وأوتيت من كل شيء)) [النمل:23] ((خالق كل شيء)) [الأنعام:102] وقد روي في الصحاح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطب خطبة أخبرهم فيها بماهو كائن إلى يوم القيامة. قال حذيفة رضي الله عنه: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بماهو كائن إلى أن تقوم الساعة. أخرجه مسلم، وقال حذيفة أيضا: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقاما فماترك شيئا يكون من مقامه ذلك إلا حدثنا حفظه من حفظه ونسيه من نسيه. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود. وقال عمرو بن أخطب الأنصاري: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبر بما هو كائن إلى يوم القيامة فأعلمنا أحفظنا. أخرجه مسلم، وهذا كثير لايجهله أحد من أولي العلم.

পৃষ্ঠা ১৪৬