<II.9> @NUM@ ط : في الأشياء الجزئية التي تعلم بعلم المطالع
وقد يظهرمما نحن واصفوه من الأبواب أن أزمان المطالع إذ قد وضعناها علي هذه الجهة التي وصفنا، فإن سائر ما ينتفع به في هذا الجزء من العلم يسهل تناوله كله من غير أن نحتاج في شيء منه إلي براهين خطوطية ولا رسم جدول زائد علي ما رسمناه. (¬108)
فأول ذلك إنا إذا أعطينا نهارا أو ليلا عرفنا مقداره بأن نحسب الأزمان من الاقليم الذي قصد قصده. أما أزمان النهار، فمن جزء الشمس إلي الجزء المقابل له علي توالي البروج؛ وأما أزمان الليل، فمن الجزء المقابل لجزء الشمس إلي جزء الشمس نفسه. فإنا إذا أخذنا مما يجتمع من الأزمان جزءا من خمسة عشر جزءا منه، حصلت لنا تلك المدة المفروضة كم هي من الساعات الأستوائية. وإذا أخذنا جزءا من اثني عشر جزءا منه، حصلت لنا الساعة الزمانية لتلك المدة بعينها كم من زمان هي.
وقد يستخرج أيضا مقدار الساعة الزمانية بأسهل من هذا الوجه، وذلك بأن يؤخذ من هذا الجدول الذي وضعناه للمطالع تفاضل الجمل الموضوعة إما للنهار فبإزاء جزء الشمس وإما لليل فبإزاء الجزء المقابل له في الدائرة الموازية التي تحت معدل النهار. وفي الدائرة الموازية التي للإقليم المفروض فإنا إذا أخذنا سدس ما نجده من التفاضل ثم نظرنا فإن كان الجزء الذي نقصد لما حياله في نصف الدائرة الشمالي زدناه علي الأزمان الخمسة عشر التي لساعة واحدة استوائية، وإن كان في النصف الدائرة الجنوبي نقصناه من هذه الخمسة العشر الزمان حصل لنا من ذلك عدد أزمان الساعة الزمانية المقصود لها.
/T104/ ثم من بعد ذلك فإنا نرد الساعات الزمانية إذا فرضت لنا إلي ساعات استوائية. وذلك بأن نضاعف إما ساعات النهار فبأزمان ساعات ذلك النهار في الميل المقصود له، وإما ساعات الليل فبأزمان ساعات تلك الليلة. فإنا إذا أخذنا من المجتمع جزءا من خمسة عشر جزءا منه حصل لنا عدد ساعات استوائية. وبعكس ذلك قد نرد الساعات الاستوائية إذا فرضت لنا إلي ساعات زمانية بأن نضاعفها بخمسة عشر ونقسمها علي أزمان نظائرها من ساعات ذلك البعد المقصود له.
وأيضا فأنه إذا فرض لنا في وقت ساعة زمانية أي ساعة كانت، فإنا (¬109) أولا نستخرج الجزء من دائرة البروج (¬110) في ذلك الوقت بأن تضاعف عدد الساعات إما من النهار فالتي من طلوع الشمس وإما من الليل فالتي من مغيب الشمس بأزمان الساعات النظائر لها. /H144/ ويلقي ما اجتمع إما للنهار فإن نبتديء من جزء الشمس وإما لليل فمن الجزء المقابل له علي توالي البروج نحسب مطالع الاقليم المقصود له فإلي أي جزء انتهي العدد قلنا أن ذلك الجزء هو الطالع في ذلك الوقت.
فإن أردنا استخراج الجزء الذي في وسط السماء فوق الأرض، فإنا نضاعف أبدا الساعات الزمانية التي من نصف نهار اليوم الماضي إلي الساعة المفروضة بأزمان الساعات النظائر لها. فما بلغ من العدد ألقيناه بأن نبتديء من جزء الشمس علي توالي البروج بحسب المطالع في الكرة المنتصبة وإلي أي جزء خرج العدد كان ذلك الجزء هو المتوسط للسماء فوق الأرض في ذلك الوقت.
পৃষ্ঠা ২৭