/H88/ فنقول إن جملة ما ينبغي أن يتقدم، فيعلم في هذا أيضا هو أن الأرض لما كانت تنقسم بأربعة أرباع، تقع لها عن دائرة معدل النهار وعن إحدي الدوائر المرسومة علي قطبي هذه الدائرة فإن مقدار المسكون منها عندنا يحتوي عليه أحد الربعين الشماليين علي التقريب. وأبلغ ما يظهر به ذلك إما في العرض، وهو المسافة بين الجنوب والشمال، فإن ظل المقاييس في كل موضع عند استواء الليل والنهار يقع في أنصاف النهار إلي ناحية الشمال أبدا ولا يقع أصلا إلي ناحية B الجنوب. وأما في الطول، وهو المسافة بين المشرق والمغرب، فإنا نجد الكسوفات بأعيانها التي كانت في زمان بعينه، وخاصة كسوفات القمر، عند من كان في أقاصي المشرق من المسكونة عندنا وعند من كان في أقاصي المغرب، لا تتقدم أو تتأخر بأكثر من اثنتي (¬5) عشرة ساعة من الساعات الاستوائية؛ والربع نفسه في الطول أنما مقدار مسافته اثنتا عشرة ساعة من قبل أنه يفرزه أحد نصفي دائرة معدل النهار.
وأما من الأشياء الجزئية فأول ما يجب أن نعلم مما يصلح لما قصدنا له أجل الخواص اللازمة في كل واحدة من الدوائر التي هي أميل إلي الشمال عن دائرة معدل النهار الموازية لهذه الدائرة مما يقع في المساكن التي تحتها. /H89/ وهذه هي المعرفة ببعد قطبي الحركة الأولي عن الأفق أو بعد النقطة التي علي سمت الرأس عن دائرة معدل النهار في دائرة نصف النهار؛ /T76/ ومن الذين تصير الشمس علي سمت رؤوسهم ومتي تصير كذلك وكم من مرة بعرض ذلك؛ وأي نسب هي نسب الظل في الاستوائين (¬6) والانقلابين في أنصاف النهار إلي المقاييس؛ وكم مقدار تفاضل الأيام الطوال والأيام القصار بالقياس إلي النهار المعتدل؛ وسائر ما يتبع ذلك من (¬7) الزيادات والنقصانات الجزئية لكل يوم وليلة؛ ومعرفة ما يطلع من دائرة معدل النهار مع الدائرة المائلة وما يغرب منها معها؛ وجميع ما نجده يلزم من أمر خواص الزوايا الحادثة عن أجل الدوائر العظام ومقاديرها.
<II.2> @NUM@ ب : كيف نعلم إذا فرض مقدار أطول ما يكون من النهار (¬8) أن مقادير القسي التي تنفصل من الأفق بين دائرة معدل النهار وبين الدائرة المائلة تكون مفروضة
فلنضع بالجملة مثالا لذلك الدائرة التي تمر علي الجزيرة المسماة /H90/ رودش الموازية لدائرة معدل النهار حيث ارتفاع القطب ستة وثلاثون جزءا وأطول ما يكون النهار أربع عشرة ساعة ونصف من الساعات الاستوائية. (¬9) ولتكن دائرة نصف النهار @NUM@ ألف @NUM@ باء @NUM@ جيم @NUM@ دال ونصف دائرة الأفق @NUM@ باء @NUM@ هاء @NUM@ دال وكذلك نصف دائرة معدل النهار @NUM@ ألف @NUM@ هاء @NUM@ جيم وقطبها الجنوبي نقطة @NUM@ زاي . ولنضع نقطة الانقلاب الشتوي من الدائرة التي تمر علي أوساط البروج تطلع علي نقطة @NUM@ حاء ولنرسم علي نقطتي @NUM@ زاي @NUM@ حاء ربع (¬10) دائرة من أعظم الدوائر ولتكن @NUM@ زاي @NUM@ حاء @NUM@ طاء . /T77/ ولنجعل أولا مقدار أطول النهار مفروضا وليكن القصد معرفة مقدار قوس @NUM@ حاء @NUM@ هاء من دائرة الأفق. فمن قبل أن دور الكرة أنما يكون علي قطبي معدل النهار، من البين أن نقطة @NUM@ حاء ونقطة @NUM@ طاء تصيران علي دائرة نصف النهار وهي دائرة @NUM@ ألف @NUM@ باء في زمان واحد. وإذا ابتدأت نقطة @NUM@ حاء من المشرق ومرت صاعدة علي الأرض حتي تنتهي إلي وسط السماء كان هذا الزمان هو الزمان الذي تحده قوس @NUM@ طاء @NUM@ ألف من دائرة معدل النهار. وإذا ابتدأت من وسط السماء تحت الأرض وصارت إلي المشرق كان هذا الزمان هو الذي تحده قوس @NUM@ جيم @NUM@ طاء . /H91/ وقد يلزم من ذلك أيضا أن زمان النهار، وهو (¬11) ضعف الزمان الذي تحده قوس @NUM@ طاء @NUM@ ألف ، وزمان الليل ضعف الزمان الذي تحده قوس @NUM@ جيم @NUM@ طاء . فإنا قد نعلم علي الإطلاق أن القطع التي فوق الأرض والتي تحت الأرض من الدوائر الموازية لدائرة معدل النهار تقسمها كلها بنصفين نصفين دائرة نصف النهار.
পৃষ্ঠা ১৬