فتوسِع أَهْلَها أَقِطًا وسَمْنًا ... وحَسْبُكَ من غِنًى شِبَعٌ ورِيُّ).
قالَ الرادّ: قد جاء شِبْعٌ، بإسكان الباء، في المصدر، قال الشاعرُ (١):
وكلُّهُم قد نالَ شِبْعًا لبَطْنِهِ ... وشِبْعُ الفتى لؤمٌ إذا جاعَ صاحبُهْ
فالشِّبْعُ هاهُنا مصدرٌ، لأَنَّ اللؤمَ إنَّما توصفُ بهِ الأفعالُ لا الذوات، ولكنَّ الأكثرَ في المصدرِ أنْ يأتي بفتحِ الباءِ. فأمَّا الشِّبْعُ، بسكونِ الباءِ فالمقدارُ الذي يُشبع الإِنسانَ.
وقولُ عامةِ زمانِنا: شَبَعٌ، بفتحِ الشينِ، لَحْنٌ.
* * *
وقالَ أيضًا (٢): (ويقولون: امرأةٌ أَرْمَلَةٌ ونِسوةٌ أَرامِلُ، للنساءِ اللاتي هلكَ عنهنَّ أزواجُهُنَّ. والأرملةُ: المُحتاجَةُ).
قالَ الرادّ: كانَ ينبغي له ألَّا يُدْخِلَ مثلَ هذا في لَحْنِ العامةِ، لأنَّه قد قالَ به كثيرٌ من اللغويين. وما حكاهُ بعضُ أَهْلِ اللغةِ لا تُلَحَّنُ بهِ العامةُ.
قالَ ابنُ الأعرابي ﵀: الأرملةُ التي ماتَ عنها زوجُها.
قالَ الرادّ: وهذا الذي قاله ابنُ الأعرابي هو المعروفُ الذي يستعملُهُ الناسُ قديمًا وحديثًا. واشتقاقُ الأرملةِ من الإِرمالِ، وهو
_________
(١) بشر بن المغيرة في اللسان والتاج (شبع).
(٢) لحن العوام ٢٢٩.
1 / 49