ومن النكات اللطيفة ما يروى عن عوض بك الأسد المرعبي أحد أعيان عكار، الذين تغير عليهم إبراهيم باشا أنه اجتمع مرة بأحد القواد المصريين على أثر هذه الموقعة في سوق العقادين في طرابلس الشام، فكتب القائد المصري على ورقة بيت عنترة القائل:
لي النفوس وللطير اللحوم ولل
وحش العظام وللخيالة السلب
وقال له انظر ما أجمل خطي! ففطن عوض بك وكتب تحته بيتا آخر من القصيدة هو:
إن كنت تعلم يا نعمان
6
أن يدي
قصيرة عنك فالأيام تنقلب
وقال له: وانظر أيضا ما أجمل خطي! وهي محاضرة بديعة.
وفي هذه السنة 1834م مني المطران أغناطيوس العجوري بداء الفالج، فعانى مضضه مدة ثمانية أشهر انتقل في آخرها إلى رحمة ربه وذلك في شهر آب، ودفن في دير النبي إلياس تحت النافذة الشمالية، وترك للكرسي خمسمائة كيس؛ أي مائتين وخمسين ألف غرش وزعها بوصيته. وكان قد خدم الكرسي ثماني عشرة سنة بغيرة واجتهاد ووعظ ناجع، وقد انضم بواسطته كثير من بني الطوائف الأخرى إلى طائفته الكاثوليكية مثل بني المعلوف والحاج شاهين الأرثوذكسيين وغيرهم، وزاد على ختمه كلمة «زحلة»، وأرخ ضريحه الشيخ ناصيف اليازجي بقوله وهو من أقدم منظوماته المهملة:
অজানা পৃষ্ঠা