نسيبه وكاتبه إذ ذاك. فجمعت هذه المراجع ووضعت «تاريخ زحلة» مستعينا على تفصيل بعض الحوادث بأحاديث بعض الشيوخ المعروفين بصحة محفوظهم وتحقيق رواياتهم، فجاء التأريخ مطولا:
أيا وطني إن فاتني بك فائت
من العيش فلينعم لساكنك البال
ولكي لا يكون هذا التاريخ ناقصا؛ قدمت الكلام على مدينة زحلة وحالتها الجغرافية وموقعها ووصفها قبل أن أسترسل إلى ذكر وقائعها وشئونها، وما تقلب عليها من الحوادث الخطيرة، وذكر مشاهيرها وأسرها ونحو ذلك من المباحث اللذيذة.
ولما كنت قد بدأت بنشر هذا التاريخ في السنة الأولى من جريدة المهذب، التي توليت إنشاءها منذ كانت صغيرة مدرسية إلى أن صارت كبيرة عمومية، وكتبت شيئا مقتطفا من هذا التاريخ في كتابي «دواني القطوف» من صفحة 116-125؛ لم أجد بدا من الإشارة إلى ذلك هنا إحاطة بأطراف الموضوع، وحفظا لحقوق طبع هذا الكتاب الذي أنفقت وقتا وعناء في ترتيبه وتنسيقه على أسلوب عصري.
ولما كان جناب إبراهيم أفندي نقولا الراعي صاحب امتياز «جريدة زحلة الفتاة» يحب إحياء هذا الأثر الوطني قياما بالواجب؛ فاوضني بشأن طبع هذا التاريخ، فاتفقت معه على ذلك لقاء قيمة معلومة بشروط مسجلة، بحيث تكون حقوق إعادة طبعه محفوظة لإدارة جريدة زحلة الفتاة فقط.
فإلى كرام الزحليين مواطني أزف الآن هذا التاريخ الوطني، آملا ممن يرى فيه خللا أو زللا أن يرشدني إليه لأصلحه في الطبعات الآتية، وما العصمة إلا لله الذي هو خير من يعتصم به في افتتاح كل عمل لتحسن خواتمه. جعل الله افتتاح هذا العمل مدرجة لخير الختام بمنه وكرمه.
عيسى إسكندر المعلوف
هوامش
اسم زحلة وموقعها
অজানা পৃষ্ঠা