وأضافها الأرثوذكس إلى زحلة. وظن غيرهم أنها كلشيس أو خلقيس والصحيح أن هذه عنجر (عين الجر)، ولهذا لا نستطيع أن نعلم اسم مدينة زحلة القديم قبل خرابها إلا إذا كانت مسماة باسم هيكل زحل فيها،
2
وقد أشرنا إلى أنه كان مشيدا في علين. وإذا لم تصح جميع هذه الآراء، فالأولى أن تكون المدينة قد اشتهرت بعد خرابها بزحل أرضها وطمر آثارها القديمة، فتغلب عليها هذا الاسم وبقيت مدة لم تتجدد أبنيتها خشية أن تصاب بما أصيبت به قبلا، وفي لبنان أسماء قرى بهذا المعنى مثل عين زحلتا وبزحل وغيرهما.
أما موقع المدينة القديم، فربما كان في الوادي القائمة فيه الآن، ثم زحلت الأرض من الجانبين فطمرتها. أو أنها كانت في مشارفها الدنيا ممثلة مستعمرات صغيرة مثل المشيرفة وعلين وعين الدوق وكساره (قيصرية) وتل زينة. أو أنها كانت في محلة البساتين مثل دمشق؛ لأن فيها أطلال أبنية كثيرة تحت الأرض ولا سيما عرجموش وترحين. فكان البردوني يتخللها كما يتخلل بردى تلك، ويتوزع في أحيائها. وهكذا بنى الأقدمون مدنهم المجاورة للمياه مثل طرابلس الشام وجبيل وغيرهما.
وكانت أواخر القرن السابع عشر وأوائل الثامن عشر للميلاد معترك التحزب بين القيسيين واليمنيين،
3
ففي سنة 1693م عزل علي باشا عن أيالة طرابلس الشام وصار وزير الصدارة، ولما كان قد رأى في مقاطعة طرابلس عيث المشايخ الحماديين وفسادهم في البلاد؛ أرسل وهو على طريقه إلى الأستانة رسولا من حلب إلى الأمير أحمد المعني، يعرض عليه ولاية مقاطعة الحماديين في جبيل والبترون، والضرب على أيديهم ومنع شرهم عن مقاطعة طرابلس التي خلفه في حكمها أرسلان باشا المطرجي، فلم يقبل بذلك الأمير المعني، فأوغر صدر الوزير عليه وولى واليين من غير الحمادية على مقاطعاتهم، ففر الحمادية إلى الشوف، وصاروا يعيثون في البلاد ودهموا مدبر أرسلان باشا حاكم طرابلس، وقتلوا كثيرا من رجاله وابن الأمير موسى علم الدين اليمني، فرفع الشكوى أرسلان باشا إلى السلطان أحمد العثماني، وأخبره أن الأمير المعني هو الذي يساعد الحماديين على العيث في البلاد، وقد اعتصموا بمقاطعاته فأمر السلطان في هذه السنة بكف يد الأمير أحمد المعني القيسي، وإسناد الولاية إلى الأمير موسى علم الدين اليمني على مقاطعاته السبع؛ وهي الشوف والجرد والمتن والغرب وكسروان وإقليم جزين وإقليم الخروب. ثم أصدر أوامره السلطانية إلى الوزراء في سورية أن يجتمعوا بعساكرهم، ويقتصوا من الأمير المعني ومشايعيه لكثرة عيثهم.
فاجتمع الوزراء وخيموا في مرج عرجموش
4
قرب زحلة في محلة الفيضة الآن، وكانوا درسن باشا التفكجي والي حلب رئيس العساكر، وإسماعيل باشا والي دمشق، ومصطفى باشا والي صيداء، وأحمد باشا والي غزة، وأرسلان باشا المطرجي والي طرابلس، وعسكرهم ثلاثة عشر ألفا، فانضم إليهم جماعة اليمنيين وأحزابهم وبعض القيسيين مثل المشايخ النكديين، ومشايخ بني العيد والشيخ سيد أحمد أبي عذرا اليزبكي والشيخ حصن الخازن وغيرهم من مشايعيهم.
অজানা পৃষ্ঠা