মাদিনা ফাদিলা ক্যাব্র তারিখ
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
জনগুলি
بالعذوبة والنضارة آسرات.
ويبقى «دير تيليم» - على الرغم من الشروط القاسية للقبول فيه، ومن إسراف أهله في التعلق بالترف - قصة خيالية أو «فانطازيا» ممتعة ومبهجة، ويؤسفنا أن نكتفي هنا باقتباس الفصلين التاليين:
كيف أمر جاركانتوا بإنشاء الدير للراهب؟
هنالك لم يبق إلا الراهب وحده، الذي أراد جراكانتوا أن يجعله رئيسا لدير إشبيلية، ولكنه رفض هذا العرض، وكان بإمكانه أن يعطيه دير بورجي أو دير القديس فلونت - الذي كان أفضل منه - أو كليهما لو شاء ذلك، ولكن الراهب رد عليه ردا قاطعا بأنه لن يتولى شئون الرهبان ولن يتحمل مسئوليتهم، إذ كيف أستطيع (كما قال بنفسه) أن أحكم غيري وأنا لا أملك أمر نفسي، وإذا تصورت أنني قدمت لك في الماضي أو يمكن أن أقدم لك في المستقبل أي خدمة ترضيك، فأذن لي بأن أقيم ديرا يوافق تفكيري وخيالي - وأعجب جارجانتوا بالفكرة التي سرته سرورا شديدا، فعرض عليه إقليم تيليم الذي يقع بالقرب من نهر اللوار ويمتد مسافة فرسخين في غابة بور - هووا العظيمة، وعند ذلك طلب الراهب من جارجانتوا أن يؤسس نظامه الديني المخالف لكل الأنظمة الأخرى. قال له جارجانتوا: أول شيء ينبغي عليك الانتباه إليه هو ألا تبني حائطا حول الدير الذي تزمع إنشاءه؛ لأن جميع الأديرة الأخرى مسورة بحوائط قوية وأسوار منيعة. قال له الراهب، ولم يكن ذلك بغير مبرر (إذ رأى أن الحائط والسور مترادفان): حيثما وجد سور أمامي وسور خلفي فقد وجد الهمس، والحسد، والتآمر الذي لا ينتهي. ولما كانت بعض الأديرة في العالم قد جرى العرف فيها بأن أي امرأة تدخله (وأعني بذلك كل امرأة طاهرة شريفة) تكلف مباشرة مسح الأرض التي مشت عليها، فقد صدرت الأوامر بأن أي رجل أو امرأة سبق لهما الدخول في الأنظمة الدينية، وشاءت المصادفة أن يدخلا هذا الدير الجديد، فلا بد من غسل جميع الغرف التي عبراها وتنظيفها تنظيفا تاما، ولما كان كل شيء في الأديرة الأخرى يوجه ويحدد وينظم بالساعة، فقد أصدر أمره بإخلاء المبنى الجديد من أي ساعة أو مزولة، وأن ترتب كل ساعاتهم حسب المناسبات والظروف العارضة، والسبب في هذا (كما قال جارجانتوا) هو أن الخسارة الكبرى في رأيه، تأتي من عد الساعات، إذ ما الفائدة التي تعود على الإنسان من وراء ذلك؟ وهل في الدنيا بلاهة أعظم من أن يوجه الإنسان حياته وينظمها على صوت جرس، لا على ضوء تقديره وفطنته؟
أضف إلى ذلك أنهم في ذلك العهد لم يقبلوا دخول أي امرأة في الأديرة، إلا إذا كانت مصابة بالعمى أو العشى، مشلولة أو عرجاء، تعسة الحظ أو مشوهة، بلهاء أو متبلدة الذهن، منحرفة أو فاسدة، ولم يسمحوا كذلك لأي رجل بدخوله إلا إذا كان عليلا أو منحرفا، وضيعا قليل الأصل أو سكيرا نكدا مشاكسا، هنا قال الراهب لنرجع إلى موضوعنا، فأي نفع يرجى من امرأة لا هي جميلة ولا هي طيبة؟ أجابه جارجانتوا بقوله: لكي تصبح راهبة، ورد عليه الراهب قائلا: وتحيك القمصان والثياب؛ وهكذا صدرت التعليمات بألا تقبل امرأة في هذا النظام الديني (الجديد) إلا إذا كانت جميلة، متناسقة الملامح، حلوة الطبع، ولا يقبل كذلك أي رجل لا يكون وسيما، جذابا، لطيف المعشر.
ولأن أديرة النساء لم يكن يدخلها الرجال إلا بالحيلة، أو سرا أو عن طريق التسلل، فقد تقرر ألا تعيش فيه (أي في الدير الجديد) نساء في غيبة الرجال، ولا رجال في غيبة النساء.
ولأن الرجال والنساء جميعا، الذين كانوا يقبلون في تلك الأنظمة الدينية بعد إتمام تعليمهم واجتيازهم سنة الاختبار المحدد لهم، كان يفرض عليهم أن يقيموا هناك طوال أيام حياتهم، فقد قضت الأوامر بأن كل من يقبل في الدير (الجديد) من النساء أو الرجال، يكون له الحق الكامل في أن يغادره آمنا راضي النفس، وفي أي وقت يشاء.
وأخيرا، (ولما كان المعتاد) أن يقسم الأتقياء من الرجال والورعات من النساء ثلاثة أيمان يتعهدون فيها بالمحافظة على العفة، والفقر، والطاعة، فقد وضعت القواعد وسنت القوانين التي تعطي الحق لكل من يدخل الدير (الجديد) في أن يتزوج زواجا شريفا، وأن يتملك الثروة ويعيش حرا على هواه. أما من ناحية التوقيت المناسب لترسيم الأشخاص في النظام الجديد، وعدد السنوات التي تحدد صلاحيتهم لذلك سواء بالزيادة أو النقصان، فقد تقرر أن تقبل النساء من العاشرة حتى الخامسة عشرة، وأن يقبل الرجال من الثانية عشرة حتى الثامنة عشرة.
طريقة الحكم والمعيشة في تيليم
لم يقضوا كل حياتهم (أي سكان دير تيليم) مقيدين بالقوانين واللوائح والقواعد، بل وفق هواهم وإرادتهم الحرة. كانوا ينهضون من فراشهم حين يطيب لهم ذلك، ويأكلون، ويشربون ويعملون، وينامون وقتما يحبون ويجدون في أنفسهم الاستعداد لذلك. لم يكن أحد يقوم بإيقاظهم من النوم، أو يفرض عليهم تناول الطعام أو الشراب أو مزاولة أي عمل آخر، فبذلك أوصى جارجانتوا. ولم يطلب منهم، في ظل النظام الدقيق الذي يحكم حياتهم، سوى مراعاة قاعدة واحدة: «افعل ما تشاء.»
অজানা পৃষ্ঠা