মাদিনা ফাদিলা ক্যাব্র তারিখ
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
জনগুলি
A. B. Gough
في المقدمة التي كتبها لطبعة أطلنطا الجديدة التي نشرت عام 1924م: «عندما واجه بيكون هذه المشكلة الجديدة لتقسيم العمل التي دفعته إليها تجربته الخاصة، ارتكب - كما كشف التاريخ اللاحق - خطأ غريبا وهو توزيع المراحل المختلفة في المسار العام للبحث العلمي، لا العلوم المختلفة، على باحثين مختلفين. صحيح أنه ينبغي أن يكون هناك دائما باحثون أو مشاركون ثانويون من فئات مختلفة، كالمستكشفين، والجامعين، والباحثين الميدانيين للطبيعة ... إلخ، الذين يجمعون المواد، بجانب الطلبة والمساعدين الذين يجرون التجارب الأولية البسيطة، والحاسبين والإحصائيين الذين يستخلصون النتائج الرياضية والتفاصيل الأخرى، والمحررين الذين يجمعون ويلخصون ويراجعون نتائج البحوث العلمية التي تجري في مناطق مختلفة من العالم وتنشر في الحوليات والمجلات، والفنيين الذين يقومون بتطبيق الاكتشافات العلمية على الأغراض العملية. إن أمثال هؤلاء العاملين يمثلون بعض الفئات التي نجدها عند بيكون. ولكن وظائفهم لا يمكن وصفها أو تحديدها بشكل دقيق صارم. «فالمصابيح» أو «مفسرو الطبيعة» كثيرا ما أطلق عليهم اسم «مقدمي المهور» أيضا. وقد اخترع ديفي
Davy
مصباح الأمان، وأدخل كلفين
Kelvin
تحسينات على الإبرة المغناطيسية البحرية وعلى التلغراف. وكلما ارتفع مستوى العمل، زادت أهمية العامل الشخصي الذي تجاهله بيكون في الغالب. والواقع أن تنظيم بيت سليمان، شأنه شأن نسق بيكون المنطقي الذي يعكسه ويعبر عنه، تنظيم مسرف في آليته وعدم مرونته بحيث لا يمكن أن يسمح للعبقرية بحرية الحركة. وليس هناك مكان في بنسالم لعالم مثل كوبرنيكوس، أو نيوتن، أو داروين أو باستير، ولم يكن في استطاعتهم أبدا أن يصبحوا مفسرين للطبيعة لو لم يكونوا قد انشغلوا باستمرار بأعمال شديدة التواضع. ومما يدعو إلى الدهشة أن نجد الدولة حريصة على إسناد تنفيذ البحوث العلمية لثلاثة - لا أكثر ولا أقل - من الموظفين المنظمين بشكل مذهل، مع أن هذه البحوث في حقيقة الأمر تتويج لإنجاز دءوب كلف أندر وأسمى العبقريات العلمية عمرا كاملا.»
وأكثر ما يثير الدهشة هو أن هؤلاء «الموظفين» يخولون الحق في إخفاء أسرار اكتشافاتهم عن الدولة، على نحو ما يشرح الأب الأعلى لبيت سليمان في قوله: «... ونحن نتشاور حول أي الاختراعات والتجارب التي اكتشفناها يمكن أن يسمح بنشره، وأيها يحظر نشره، ونقسم جميعا على التعهد بالسرية والتكتم على تلك الاختراعات والتجارب التي نرى من المناسب أن تبقى سرا، على الرغم من أننا نكشف عن بعضها أحيانا للدولة، ونحجب عنها البعض الآخر.»
واليوم بعد أن أصبح لدى معظم الدول معاهد علمية ومحطات أبحاث وأصبحت تحتفظ بجيش من العلماء الذين يتقاضون مرتبات هائلة، فإننا ندرك أن من المستحيل أن توجد في داخل الدولة جمعية تتمتع بكل الامتيازات التي تصورها بيكون. إن ازدواجية السلطة شيء مستحيل، فإما أن يكون العلماء أدوات في يد الدولة، كما هو الحال اليوم، وإما أن يحكموا الدولة، كما فعلوا في بنسالم.
وأطلنطا الجديدة لم تعد تجذبنا اليوم إلا قليلا، لأننا أصبحنا نعيش جميعا في بيت سليمان، كما تتملكنا الدهشة، مثل بيكون، من الثورات والمعجزات التي يحتوي عليها. وقد بدأنا نتحقق بالتدريج من أن المعرفة والتقدم العلمي ليسا مرادفين للسعادة الإنسانية، كما بدأنا نشك في أن المؤيدين المتحمسين للتقدم لم يهتموا اهتماما حقيقيا بسعادة الجنس البشري، بل بالقوة التي تمنحها لهم هذه المعرفة وهذا التقدم. وهذا هو الذي يفسر سبب استرسال بيكون في الحديث بالتفصيل عن ألوان الشرف، والامتيازات والقوة التي يتمتع بها أعضاء بيت سليمان، وإيجازه إيجازا شديدا في كلامه عن السعادة التي جلبوها للشعب. ونحن اليوم في موقف أفضل يسمح لنا بأن نقدر أخطار «العلم الذي يفتقر إلى الضمير»، وأن مجرد التفكير في «إساءة» استغلال الطاقة النووية ربما يعني نهاية حضارتنا، يحرم العلم من هالته السحرية. لم يعد العالم هو «فاعل الخير» للبشرية، وإنما يقوم على غير إرادته بدور مشئوم، كما يغلب عليه أحيانا الشعور بالذنب. (6) فرانسوا رابليه (1490-1553م): «دير تيليم»
ربما يصعب علينا مقاومة الإغراء الشديد بضم «دير تيليم» لرابليه إلى يوتوبيات «عصر النهضة»، وذلك على الرغم من علمنا التام بأن الأمانة تمنعنا من وصفها بأنها مجتمع مثالي. ولكننا سنحاول، في هذه المرة وحدها، أن نتبع القاعدة التي سار عليها أهل تيليم و«نفعل ما نشاء». والواقع أننا لن نفعل هذا بغير مسوغ، لأن جماعة رابليه الخيالية تجسد روح عصر النهضة بصورة أكمل من كل اليوتوبيات التي درسناها حتى الآن.
অজানা পৃষ্ঠা