فسبحان من جاد به طولا، وجعل سببه به موصولا. لقد أجل سبحانه به المنة على العباد، ودلهم به تبارك وتعالى على كل رشاد، فجاد لهم سبحانه بما لا تجود به نفس وإن عظم جودها، وكبر في الجود بالعطايا المحمودة محمودها، لقد جاد لهم منه بكنوز لا تبلى، وأعطاهم به عطية لا يجد لها واجد وإن جهد، فبذل لهم به منه كنز الكنوز، ودلهم به على كل نجاة وفوز، فتح لهم أبواب الجنان، وهداهم به سبيل الرضوان، ونبأهم فيه عن نبأ السماوات العلى، وما مهد تحتهن من الأرضين السفلى، وما فتق من الأجواء، بين الأرض والسماء، وعن خلق الملائكة والجن والإنس فقد نبأهم، وعن كل علم كريم مكنون فقد به أتاهم، قص به عليهم أخبار القرون الماضية، وأخبرهم فيه بمن أهلك بذنبه من الأمم العاتية، فكل عجيب من الأشياء، أو قصة كريمة من قصص الأنبياء، فقد أوصل فيه علمها إليكم، وأورد عجيب نبأها به عليكم.
পৃষ্ঠা ২৭