وأي عجب أعظم، أو حكمة أحكم، أو كتاب أعلى وأعز، وأحفظ من كل ضلال وأحرز، لمن كان من أهله، أو من عليه بتقبله، عند من يفهم أو يعقل، أو يفرق بين الأمور فيفصل، من حكمة الله في تنزيله ووحيه، وما جعل فيه من ضلال عدوه وهدى وليه، وهو أمر من أمور الله واحد، يضل به الضال ويرشد عنه الراشد، فهو ضلال لمن ضل عنه، وهدى ورشد لن قبل منه، ونجاة لمن اتقى ورحمة وبركة، وخزي على من تعدى ونقمة وهلكة، كما قال سبحانه: {ألم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} [البقرة: 1 - 3].
وفي بركة كتاب الله وما أمر بهمن تدبره، وما وهب لأولي الألباب من الذكر به، ما يقول سبحانه: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29].
فنحمد الله رب الأرباب، على ما وهب من الهدى بما نزل من الكتاب، ونسأله أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هداها، وأن يمتعنا فيه بما وهب لنا من هداها، وأن يجعلنا له إذا قرئ من المستمعين بالإنصات، وأن ينفعنا بما نزل فيه من الآيات، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، عليه توكلنا وهو رب العرش الكريم.
تم المديح الكبير، بمن الله العالم القدير.
وصلى الله على رسوله سيدنا محمد النبي وعلى آله الطيبين، وسلم تسليما كثيرا.
পৃষ্ঠা ২৫