وأين بمن عرف الله وحكمته ؟ وإحسانه بتنزيل الكتاب ونعمته، عن كتاب الله وتنزيله، وما فيه من فرقان الله وتفصيله، وهل يذهب عنه إلا عمي القلب مقفله ؟! لا يتدبر حكم الله ولا يعقله، كما قال سبحانه: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24]، فلا يسقط أبدا المعرفة بما جعل الله في كتابه من النور عن القلوب إلا انقفالها، ولا ينقفل قلب عما فيه من الهدى إلا بضلال، ولا يترك ما ذكر الله من تدبيره إلا من كان من الضلال، فأما من نور الله قلبه، ورضي عقله ولبه، فلا يعدل بتذكر ما أنزل من الكتاب، كما قال الله سبحانه: {وما يتذكر إلا أولوا الألباب} [البقرة: 269]، وقال سبحانه في كتابه، وما ذكر الله من نعمه وتذكيره به: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} [ق: 37].
وماذا يا سبحان الله يريد ؟! من خلق الله كلهم مريد رشيد ؟ بعد قوله تبارك وتعالى لقوم يسمعون: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون} [آل عمران: 83]. فأخبر سبحانه عن استسلام من في سماواته وأرضه، لحكمه فيهم وفي غيرهم وفرضه، وأخبرهم عن مرجعهم جميعا إليه، ليحفظ كل امرئ ما حكم به له وعليه، تعليما من الله لهم لا كتعليم، وهداية من الله لهم إلى صراط مستقيم.
পৃষ্ঠা ১০