وصف ما يلاقي المحبون من عنت الحب، ويدخل في ذلك كل ما يهيج الوجد، ويثير الدمع، كحديث الفراق، والعتاب، والذكرى، والحنين.
الثاني:
وصف ما يرى الشعراء في أحبابهم من روعة الحسن، ويدخل في ذلك كل ما تتمتع به النفس؛ والعين ، من جمال الأبدان والأرواح، كوصف العيون، والخدود، والثغور، والنحور، والصدور، وكالحديث عن العطف، والرفق، والوفاء والعفاف.
وقد رأيت أن أفصل مذاهب النسيب في وصف ما يشقى به المحبون في كتاب اسميه «مدامع العشاق»، وأن أشرح مذاهبهم في الكلام عن الحسن في كتاب اسميه «أفنان الجمال».
وكان الواجب أن نبدأ بطبع «أفنان الجمال» لأنه أوفى وأمتع، ولأن أفنان الجمال، وجدت قبل مدامع العشاق.
ولكن دولة الحسن لا عدل فيها ولا رحمة، فلنتابعها في الظلم، ولنقدم الفروع على الأصول!
موجبات الدموع
نذكر في هذا الباب حديث الشعراء عن أسباب البكاء، وموجبات المدامع، ثم ما يعرفون عن احمرار الدموع بعد أن كانت بيضاء، وابيضاضها بعد أن كانت حمراء!
وللدموع أسباب عامة، وأسباب خاصة، فأما الأسباب العامة فهي الحرق الدخيلة، والجوى الدفين، وما إلى ذلك من البث والحزن، واللوعة والحسرة، فمن هذا قول العباس بن الأحنف:
ظلمت عيناك عيني إنها
অজানা পৃষ্ঠা