وهذا آخر ما يقال في رسوم الديار، فحسب أطلالها من البلى، ورسومها من العفاء، أن تنكرها العينان، ولا يعرفها القلب إلا قليلا! والأدباء ينكرون أن يتردد القلب في معرفة دار كانت بالأمس جنة ونعيما، ويعجبون بقول طريح بن إسماعيل الثقفي:
تستخبر الدمن القفار ولم تكن
لترد أخبارا على مستخبر
فظللت تحكم بين قلب عارف
مغنى أحبته وطرف منكر
ومن الشعراء من يرى الديار الخالية، وكأنها بأهلها مأهولة، كأبي نواس حين يقول:
لمن دمن تزداد طيب نسيم
على طول ما أقوت وحسن رسوم
تجافى البلى عنهن حتى كأنما
لبسن على الأقواء ثوب نعيم
অজানা পৃষ্ঠা