মাকলুম ওয়া মাজহুল

ওয়ালি দ্বীন ইয়াকিন d. 1339 AH
207

মাকলুম ওয়া মাজহুল

المعلوم والمجهول

জনগুলি

ومنهم توفيق أفندي باشكاتب مجلس الإدارة وضياء الدين أفندي مميز المكتوبجي، وكانا في التجسس والوشاية فرسي رهان، ولا أدري أيهما أشد تعصبا من صاحبه. وضياء أفندي زارني مرة في العيد، فأبصر بين الصور المعلقة على جدار الغرفة صورة شاب من فضلاء إخواننا الأرمن وهو المسيو باليوزيان، فاشمأز وبدا الغيظ على عينيه، ثم التفت إلي وهو يقول: انزع هذه الصورة، لا ترفع صور الكافرين على جدار بيتك، ألا تعلم أن هذا الرجل هو أحد أعضاء الجمعية الأرمنية السرية؟ فقلت: ليس ذا من شأنك، فخرج من عندي وهو يكاد يستعر غيظا. أما توفيق أفندي فلم يسلم علي ولا سلمت عليه، وأبغضني الرجل وأبغضته من أول يوم اختلفت فيه بيننا النظرات.

ومنهم حسين أفندي، سرقوميسير الولاية، واليوم بدل هذا الاسم إلى مدير البوليس. رجل لا أعرف له سيئة. ولقد حمدت سيرته وكنت أزوره مستطيبا زيارته، والمنفيون كلهم يحبونه ولا يذكرونه إلا بالخير.

إخواني في النفي

كان عبد الحميد يتخذ من بعض الولايات ديارات للنفي، فما غضب على حر ولا غضب على غير حر إلا أشخصه إلى واحدة منها، وإنما اختلفت عنده مراتب النفي باختلاف الأجرام واختلاف الأماكن، فمن نفاه من خاصته امتحانا أو عتبا اختار له الثغور أو البلاد القريبة من العمران، ومن نفاه قاليا ناقما رمى به في أبعد المرامي وراء الجبال، حيث البداوة والعصبية والموت الأحمر والبلاء الأسود، وسيواس هي إحدى مواطن النقمة الحميدية.

ألفيت بها أناسا سبقوني إليها، أولئك إخواني من أحرار العثمانيين، طائفة منهم كانت آوت إلى مصر في أيام كرومر الجليل وحامي الأحرار، وطائفة كانت هاجرت إلى أوروبا أو كادت تهاجر، ما زالت الأقدار تسيرهم وتطوفهم في الآفاق حتى رجعوا كلهم إلى العش الذي استطيروا منه، فمغلوب على أمره بالحاجة ومنخدع بوعد ومستخف له الشوق، وكأن حوادث الصروف كانت مسخرة للرجل الظالم، تحارب من يحاربهم. فما استقرت على أرض سيواس قدماي إلا ولحق بي آخرون، فكنت أنا صاحب الفترة بين البريدين.

فتجدد جلدي وثبتت نفسي، وقلت: المواطن أوطان إذا تجاورت فيها الأحبة. وأقمت أياما أترقب زيارتهم لي فلم يطل ترقبي، فكانوا يتوافدون علي فرادى ثم مثنى، ولما اطمأنت قلوبهم علي وعرفوا أني غير محجوب عن الناس أكثروا الترداد في ود وصفاء لا أنساهما أبدا. وها أنا ذاكر أسماءهم على ما علق في ذهني:

الخواجة شكري (هو الآن مبعوث سيواس).

الدكتور فائق.

توفيق أفندي.

خالد أفندي.

অজানা পৃষ্ঠা