173 ولقد دنا البيت المقدس منه بال
بطحاء ينعته بلا نسيان
174
فعموا وأبصر قوله حقا أبو
بكر بعين حقيقة الإيمان
175
فأذاع بالتصديق لم يرهب ولم
يرتب من الحق المبين بشان
176
فلذلك التصديق ساد وسمي ال
صديق وهو اسم سما بمعاني
177
وأتى على الأنصار عام ثالث
يعدون أنفسهم بخير أماني
178
فأتوه في السبعين ثمت أقبلوا
من أشرف العقبات كالغضبان
179
متتابعين فبايعوه ببيعة
عقدت بحسن السمع والآذان
180
وبعمه العباس أحكم عقدها
منهم وأتقن غاية الإتقان
181
سعدت به أوس وفازت خزرج
فحوى الفخار بنصره الحيان
182
فأولئك الأنصار حقا أحسنوا
نصر النبي بمرهف وسنان
183
فهناك آذن صحبه ليهاجروا
مستنبطين لذلك الإيذان
184
وأقام مصطبرا وعير صحبه
حينا لمر الهجر والهجران
185
ودرت قريش بالحديث فأظهرت
ما عندها من مضمر الأضعان
186
وتشاوروا في قتله أو حبسه
أو بعده ومضوا على كتمان
187
فأتاه جبريل الأمين مخبرا
بجميع ما أخفوا من الشنآن
188
وفى بمكة بضع عشرة حجة
يلقى الأذى في السر والإعلان
189
حتى أتى إذن فسار مهاجرا
نحو المدينة هجرة القطان
190
وأتى أبا بكر بحر ظهيرة
سرا فتابعه بغير توان
191
حلا بثور غاره فلقد غدا
وهما به من أشرف الغيران
192
باضت على الباب الحمامة واغتدى
يهن العناكب طامس الأكنان
193
واشتد تطلاب العداة فأجزلوا
فيه الرشا ونفائس الأثمان
পৃষ্ঠা ৯