194 فسرى سراقة تابعا فرآهما
وهما بظهر البيد يرتميان
195
فهوت يدا فرس الحريص بصلبة
صلد وثارت وهي ذات عثان
196
فغدا على علم يعمي عنهما
إذ كان أيقن غاية الإيقان
197
ثم انبرى المختار يجتاب الفلا
بتواتر الإدلاج والذملان
198
وتسامعت أنصاره بقدومه
فتقلدوا فرحا بكل يماني
199
وأتوه بالترحيب والبشرى مع ال
تعظيم بالإخبات والخضعان
200
وغدوا يفدون النبي محمدا
بالمال والأرواح والولدان
201
لم يلقه منهم فتاة أو فتى
إلا بقلب نير جذلان
202
فاستبشر القلب الشريف بما رأى
من حسن أخلاق ومن إحسان
203
ما منهم من منزل إلا رجا
أن النبي له من السكان
204
يعدونه إن حل فيهم أنهم
لنبيهم من خير ما جيران
205
لكن ناقته سرت مأمورة
قد أعفيت من حبسة الأرسان
206
حتى لقد بركت بأشرف منزل
بمكان مسجده بلا حيدان
207
فنمى السرور وأصبح الأنصار في
عيد بمن شرفت به العيدان
208
وتكنف ابن سلام الفضل الذي
بالمصطفى أفضى إلى سلمان
209
عرفاه معرفة اليقين فأصبحا
وهما بثوب الرشد مشتملان
210
وابتاع سلمان ابتياعا بالذي
وفاه من ذهب ومن فسلان
211
دخل المدينة فاكتست حلل الرضى
وتعطرت بالروح والريحان
212
أضحت به بعد الخمول شهيرة
بالفضل سامية على الأوطان
213
قرنت بمكة في الفخار وحرمت
وبه سما وتشرف الحرمان
214
وتضاعفت بركاتها بدعائه
فلها على أم القرى مثلان
215
পৃষ্ঠা ১০