ومثل هذا مما كان من رأيه وفعله، ولم يأته في كتاب الله ولا سنته؛ مما كان يستحبه ويفعله من نوافل صلواته، وتعبده من بعد الفرائض المفروضات لما كان يتعبد من النوافل المعروفات، اللواتي كن منه اختيارا وعبادة، يطلب بذلك من الله الفضيلة والزيادة؛ كان ذلك منه صلى الله عليه استحسانا لنفسه، ولم يكن فرضا من الله لا يسع تركه، ولا يجب على من تركه الكفر بربه؛ لان بين الفرض وغيره من النوافل فرقا بينا، وفصلا نيرا؛ فكثير يعلمه العلماء، ويفهمه الفهماء، ليس بفرض لازم واجب(1) على المتعبدين؛ إذ لم يكن فريضة من الله رب العالمين، إن أخذ به أحد فقد أخذ بركة ويمنا، واتبع فضلا ورشدا، وإن تركه تارك من غير زهد فيه، ولا قلة معرفة بفضله، ولا استخفاف بحق فاعله، ولا اطراحا لرأي صانعه، ولا مضادة له في فعله لم يكن بتركه له في دين الله فاجرا، ولا بعهد رسول الله صلى الله عليه غادرا.
فافهم هديت ما به في السنة قلنا، وأحسن الفكر والتمييز فيما منهما (2) شرحنا؛ تبن بذلك إن شاء الله من الجهال، وتبعد بمعرفته من اسم الضلال، وتسلم بحول الله من قول المحال .
والحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله على محمد خاتم النبيين، وعلى أهل بيته الطيبين وسلم تسليما كثيرا.
(تم كتاب السنة ولله المنة) (3).
****
পৃষ্ঠা ৬৬৮