ونقول : هل في غلط الإمام ونسيانه وخطأه ضياع للإسلام وضياع للحق المبين ؟ فإذا كنا لا نستفيد منه لغيابه وكان وجوده وعدمه على سواء فهل في غلطه ضياع للإسلام ؟ وكيف والإمامية تشحن كتبها لتدل على أن ما تعتقده صحيح بالأدلة والبراهين عندها من دون معصوم موجود أو موجود ولا فائدة منه ؟ أم أن الإمامية لا دين لها ولا إسلام لعدم وجود المعصوم ؟ وأما عصمة الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين عليهم السلام فلا تدل على أن الإمام لابد أن يكون معصوما ، وإلا فما فائدة عصمة الزهراء عليه السلام ؟ ولماذا كانت معصومة وهي ليست بإمام ؟ فعصمتها لتدل على أن عصمة الإمام علي ليست لكونه إماما .
واعلم أن جميع الأدلة على عصمة التسعة ظنية - إن سلم كونها أدلة - فلا يصح الاحتجاج بها .
2- النقلية :
أ- الآيات :
1- قوله تعالى : (( لا ينال عهدي الظالمين )) :
قالوا الآية تفيد العموم لأن له صيغة يقتضي ظاهرها الاستغراق وتفيد الآية العصمة لأنها اقتضت نفي الإمامة عمن كان ظالما على كل حال ، ومن ليس بمعصوم وإن كان ظاهره حميدا يجوز أن يكون مبطنا للظلم والقبح ولا أحد ممن ليس بمعصوم يؤمن ذلك منه ، ولا يجوز فيه فيجب بحكم الآية أن يكون من يناله العهد الذي هو الإمامة معصوما حتى يؤمن استمراره بالظلم وحتى يوافق ظاهره باطنه (1) .
قلت : أولا : الآية ليس فيها ما يدل على العصمة لأن الإنسان إذا أخطأ أو غلط أو نسي لا يسمى لا لغة ولا شرعا ظالما وإلا لكان تكليفا لما لا يطاق ، فنفي الظلم لا يدل على العصمة التي بمعنى الخطأ والنسيان .
পৃষ্ঠা ৩০