وأما الرأي والتدبير:[فقد كان] من أشد الناس رأيا، وأصحهم تدبيرا، وهو الذي أشار على عمر بن الخطاب لما عزم[على] أن يتوجه بنفسه إلى حرب الروم والفرس بما أشار، وهو الذي أشار على عثمان بأمور كان صلاحه فيها ولو قبلهالم يحدث عليه ما حدث، وإنما قال أعداؤه: لا رأي له؛ لأنه كان مقيدا بالشريعة لايرى خلافها، ولا يعمل بما يقتضي الدين تحريمه، وقد قال[هو] -عليه السلام-: ولولا الدين لكنت أدهى العرب، وغيره من الخلفاء كان يعمل بمقتضى ما يستصلحه، ويستقويه سواء كان مطابقا للشرع أو لم يكن، ولا ريب أن من يعمل بما يؤدي إليه اجتهاده، ولا يقف مع ضوابط وقيود يمتنع لأجلها مما يرى الصلاح فيه تكون أحواله الدنيوية إلى الانتظام أقرب، ومن كان بخلاف ذلك تكون أحواله الدنيوية إلى الانتثار أقرب.
পৃষ্ঠা ১০৮