سيليه، وأن يتنكبوا أن يحدثوا في مساجدهم رسما مستقبلا وكتابا محددا، إذ لم يكن السلطان يلطيف فكره، وحسن تفقده، ونظره، بعيد الظن من أن يوجد بذلك سبيل إلى الفرقة، وذريعة الى التنازع والتأول فيه، واتباع متشابه القرآن دون محكمه، فيتطرق بذلك إلى الجدل وتبعت به أسباب الفرقة ويحل به مبرم الألفة. ومن وجد من عمالك بعد نهي أمير المؤمنين عما نهى عنه، وأمرو بما أمر به أحدا أخدت كتابا في مسجد من المساجد، وتوقف في مخو كتاب متقدم في شىء منها على رسم ما تقدم أمير المؤمنين بإبطاله ما تبطل منه، أن تحمله إلى باب أمير المؤمنين ([73 ب] على سبيل مثله حتى يسلم إلى من يؤمر بتسليمه إليه وتكتب معه بشرح خبره وتلخيص أمره لئنهي ذلك إلى أمير المؤمنين، فيأمر فيه بما يوفق الله جل اسمه له فاعلم ذلك من رأي أمير المؤمنين، وتقدم في إنفاذ كتبك إلى عمالك به، موعزا إليهم في الانتهاء إلى ما أمر أمير المؤمنين، ومحدرا لهم أن يعارضوا أمره بتقصير عنه، أو توان فيه، أو إغفال له، فيرجع عليهم من تغير أمير المؤمنين ما لا يكون معه بقية ولا بعده صلاح . وكتب إبراهيم بن العباس في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
~~قال أبو بكر: وأحضر أبو علي محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان دار المقتدر ابالله بوم الأربعاء لأربع خلون من ذي الحجة فقلد الوزارة، وانصرف إلى منزله بباب الشماسية في طيار، فركب في يوم الخميس لخمس خلون من ذي الحجة، فخلع عليه، وحمل، وقلد سيفا، فأمر بأن يطلب [74 آ] من نهب الدور من العامة، فأخد منهم (1) جماعة فضربوا بالسياط وكان أول من أخذ منه مال جليل من أصحاب ابن فرات «وصيف الديواني».
~~قال الصولى: فكان السبب في ولاية محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزارة أم ولد المعتضد بالله المعروفة بدستنبويه، عنيت به وعملت في أمره وكان ضمن لها مائة ألف دينار، فوفى لها بذلك ومما قوى أمره أن ابن الفرات طلبه وقد كان بلغه أنه يكاتث في الهزارة سرا، فاستتر، وجد ابن الفرات في طلبه، فنبه بما فعل من ذلك عليه، وظن أن ذلك لفضل بين فيه.
~~وقد كان أشير على ابن الفرات أن يؤمنه ويوليه بعض الدواوين، لينكشف للناس أمره، ويزول ما في نفس السلطان منه، فلم يفعل ذلك، ولو فعله كان صوابا . ومما قوى أمره أن الخدم من الدار كانوا يجيؤونه بالرقاع فلا يكلم الواحد منهم إلا بعد مائة ركعة يصليها، ثم يأخذ الرقعة [74 ب] ويقرؤها، ويطيل القراءة والتسبيح، ثم يجيب عنه، فكانوا ينصرفون بوصفه وما رأوا منه فكان أقوى أسبابه، وله أخبار كثيرة سنجيء بها في كتاب «الوزراء» كما شرطت في
পৃষ্ঠা ৮৫