سنة تسع وتسعين ومائتين
~~قال أبو بكر محمد بن يحيى الصولي: في هذه السنة ورد حاجب المعروف بأبي سعيد الجنابي فى الأمان، ومعه مائتا رجل، ففت ذلك في عضد الجنابي.
~~وفيها ورد بغداد ورقاء بن محمد الشيباني من «فيد» ومعه من الأعراب المشهورين عشرون أسيرا، كل (1) واحد منهم قد أعيا السلطان، وكان أعطى بعضهم الأمان، وأصلعم الطريق كله بهم، فكان منهم الأغبر [65 آ] الكلبي صاحب زكرويه، وفيهم العطير الكلمي صاحب زكرويه ويكنى أبو حيان (2) .
~~فخلع على الأغبر، وعلى عبدون أخي العطير. وورد من مصر مال في جمادى الأولى مبلغه خمس مائة ألف دينار وهدايا فيها عجائب، زعموا أنه كان فيها تيس له ضرع يحلب منه لبن ، وضلع طولها أذرع في عرض أربع أصابع . وتحدث الناس في هذا الوقت أن خالة المقتدر دعثه في شعبان، وجمعت ملهيات القصر ومن تغشاه بنوبة، فنثرت على خواص القصر خمسين ألف دينار مسيفة، ونثرت على كل من كان دونهم خمسين ألف درهم مسيفة، ووصلت كل واحدة منهم على مقاديرهن من عشرة دنانير إلى مائة دينار وأن نفقة الدعوة استغرقت مائة ألف دينار. وسألت أنا بعض خدم القصر في ذلك الوقت عن هذا، فذكر لي أنه قد كثر في الأمر، وأن النفقة لم تبلغ نصف ما ذكر. وفيها أدخل «القتال» من فارس أسيرا وانكب، ومعه أسرى [65 ب] من قواد سبكري مشهورين وقد مر ذكر هذا، وإدخال سيكري بعده، إلا أنه استوهب رجلا منهم يقال له طاهر بن علي السمين أحد قواد كوره، فعفا السلطان عنه وضم إليه رجالا وقوده، وقد كان قبل ذلك عند السلطان فلحق بسبكري. وفيها رد العلج الهارب من دار الخليفة ومعه أخوه وابنه ودليلان كانا معه في شوال، وكان هذا الرومي رجلا له خطر وقدر ومعه جيش من الروم، قدم في أيام المكتفى بالله لأنه خاف الملك على نفسه، وزعموا أن ملك الروم اتهمه بأن قوما أرسلوه فى أن يجلسوه مكانه فأجرى العباس بن الحسن الوزير [له] ولأصحابه بأم المكتفي أرزاقا ثم لم يزل أمره يخلق، إلى أن هرب في هذه السنة، فرد كما ذكرنا ووكل به، وؤسع عليه، فمات هو وابنه بعد شهور. وفيها رد رسل أحمد بن إسماعيل بن أحمد الذين كانوا جاءوا بسيكري، وبأخي الليث بن علي فأركبا [66 آ] فيلين بين يدي هؤلاء الرسل، وسيرهم من باب الشماسية إلى باب السلطان، فرد الرسل معهم هدايا سنية خطيرة منها: بدنة مرصعة بفاخر
পৃষ্ঠা ৭৮