بنا أحدا (59 ا] ( ) (1) يا أبا شاكر ألا تعلم أن دولة بني هاشم إنما أخذت عن بني أمية رهط معاوية ولهم بالغرب رجل يدعو إلى نفسه، وقد أغنانا الله عز وجل عن ذكر شيء لا ينتفع به. واعتل صافي بعقب هذا الأمر، وكان غلامه قاسم غالبا عليه جدا، وكان صافي أشهد على نفسه قبل أن يموت بمدة أن ماله عند قاسم غلامه مالا ولا عقارا ولا وديعه بوجه ولا سبب إلا اله قف الذي وقفه على أموال له، وعلى كتاب اليتامى وأبواب من أبواب البر. فلما مات صافى حما غلامه القاسم إلى الوزير ابن الفرات من العين مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار، وحمل اليه سبع مائة منطقة وقال : هذا ما كان عندي له، فأعلم المقتدر بذلك فأمر أن يترك القاسم على مرتبته ، ولم يكن القاسم () (2) الرأي ولا محكمه، وما نعرف غلاما ولا سمعنا به تمكن من صاحبه تمكن قاسم من صافي ولا بدر من المعتضد، فإن به يضرب فى هذا [95 ب] المثل. وتوفي صافي في اليوم الذي توفي فيه، وهو صاحب أمر الدولة كلها، وإليه أمر دار أمير المؤمنين، وكان من يلي فيها شيئا من قبله. وكانت إليه ولاية الحرمين، وكان ابن الفرات لا يخالفه في شيء من يده، وكانت إليه الثغور الشامية، وما رأيت المال في مكان قط أكثر منه في دار قاسم غلام صافى. وكان أجلاء القواد يترجلون له، ويمشون بين يديه، ويتقربون إلى صافي بأن يكتبوا على أعلامهم اسمه، ولقد عاينت من أمره شيئا وشاهدته ما ظننت أن مثله تم لأحد، صليت معه يوما الغداة في داره بقصر عيسى فلما صليت الغداة أدنى كاتبا لأبي الهيجا عبد الله بن حمدان إليه، فناظره في ولاية ديار ربيعة لصاحبه، فزعم أن صاحبه ( ففارقه القاسم على خمسة ألف دينار لصافي، وألفي دينار له، وألف دينار لكتاب ابن الفرات، فأجاب كاتب أبى الهيجا إلى ذلك وقبله فقال: أين المال؟ فقال : حاضر إلى أن تعطيني الكتاب، فقال اعدله [60 آ] فقال: اجعله حيث شئت، فقال: اجعله عند هذا وأومأ إلي، فقام فجمل عندي أكياسا من العين والورق زعم أن فيها ما يزيد على الضمان، ومضيت إلى الدار مع قاسم، وكان يوم موكب وكان المقتدر بالله ( ) (4) بالجلوس ، فرأيت قاسما قد خلا بصافي فكلمه، ثم جاء ابن الفرات فوقف قليلا بين يدي المقتدر بالله، ثم خرج فخلا به صافي ( ) (5) فوقع بولاية أبي الهيجا ديار ربيعة، فدفع صافي التوقيع إلى غلامه قاسم ، وانصرفنا إلى دار القاسم، فدعا بكاتب أبي الهيجا ودفع التوقيع إليه وقال له: الكتب لاحقة به
পৃষ্ঠা ৭৩