سنة إحدى وثلثمائة وكتب معهما كتابا يزعم أن البينة قامت عنده أن الحلاج يدعي الربوبية 123 آ] ويقول بالحلول. فأحضره علي بن عيسى الوزير في سنة إحدى وثلثمائة وناظره وأحضر الفقهاء، فأسقط في لفظه ولم يحسن من القرآن شيئا ولا من الفقه ولا من الحديث ولا من أخبار الناس ولا من الشعر ولا من اللغة، فقال له علي بن عيسى: تعلمك لفروضك وطهورك أجدى عليك من رسائل لا تدري ما تقول فيها، كم تكتب ويلك إلى الناس تبارك ذا (1) النور الشعشعانى الذي يلمع في شعشعته، ما أحوجك إلى أدب. وأمر به فصلب في الجانب الشرقي بحضرة مجلس الشرطة، وفي الجانب الغربي) اثم احمل] (2) إلى دار الخليفة فلحبس [فظل) (3) يتقرب بالسنة إليهم فظنوا أن ما يقول حق.
~~وقد كان يدعو في أول أمره إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم فسعى بيه فضرب بالسوط بناحية الجبل. وكان يقدم الدعوة للناس إلى السنة لمن يعلم أنه يريدها، وإلى التشيع لمن يعلم ذلك منه، ثم يري الجاهل منهم شيئا من شعوذته [123 ب] ثم يدعوه إذا وثق إليه إلى أنه إله يفعل ما يريد. فدعا فيمن دعا أبا سهل البوشنجي (4)، فقال لرسوله: أنا رأس مذهب، وخلفي ألوف من الناس يتبعونه باتباعي إياه، ثنبت لي في مقدم [رأسي] شعرا، فإن الشعر منه قد ذهب، ما أريد غير هذا.
~~وحرك يوما يده فنثر على قوم وسكا، وحركها فنثر دراهم. فقال له بعض من يفهم: أرى دراهم معروفة، ولكني أؤمن بك وخلق معي إن أعطيتني دراهما عليه اسمك واسم أبيك .
~~فقال: وكيف وهذا مما لم يصنع؟ فقال : ومن أحضر ما ليس بحاضر صنع ما لم يصنع. وكان ابن الفرات كبسه في وزارته الأولى وعني بطلبه موسى بن خلف فأفلت هو وغلام له يعرف بالكرنباني . ووجدت له كتب فيها حماقاث وكلام مقلوب.
~~ثم ترامت به الحال إلى أن دفع عنه نصر الحاجب لأنه قيل له هو رجل من أهل السنة، والكتاب رافضة يريدون قثله، وقيل له فالوزير حامد بن العباس سني لا يشك [124 ا] فيه، قال: نعم فسلمه إليه، فحضرته غير مرة وقد أحضره وصفعه وأمر بنتف لحيته. وأحضر صاحبا له يعرف بالسامري فقال: أما زعمت أنه كان ينزل عليكم من السماء، أغفل ما تكونون؟ قال:
পৃষ্ঠা ১২৭