~~أفعل . قال : أولها فشخ ضماني فقد زاد علي أمر العامة وظنوا أن هذا من جهتي 1213 ب] فأجابه إلى ذلك، وساله أن يأذن له في الشخوص إلى واسط لينفذ عماله ويقلع ما ثم من الأطعمة فأجابه إلى ذلك، وأن يعفيه من الوزارة. فلم يجبه إلى ذلك. وشخص حامد بن العباس في المحرم ولم يبق غاية في حمل ما وجد من الأطعمة، وصلحت الأسعار ببغداد.
~~وقدم في غرة شهر ربيع الآخر إلى بغداد وركب فدعا له الناسع لرخص الأسعار. وقد كان المقتدر بالله عرض على علي بن عيسى الوزارة فأبى، فوجه إليه بثياب كثيرة هدية وفيها سواد مقطوع فقال : قد خلفت حامدا فأدخل إليه بسواد، فاستعفى من ذلك ولم يفارق الدرآعة.
~~وفي أول هذه السنة أو في آخر سنة ثمان أعطاني علي بن عيسى كتابا في الدار وقال لي: اقرأ هذا بين يدي الخليفة أيده الله بتسمية مؤنس الخادم «المظفر» حتى يسمع الناس . فقرأته والغلمان وقوف فاستحسن ذلك الخليفة لأني رفعت صوتي ولم [122 ا] أقف في شيء منه، فلم يبق أحد ممن حضر حتى وصفني وعرض لي بصلة.
~~فقال له على بن عيسى: له عندي فائت كثير وأنا أطلق له منه ما يأمرني به الخليفة، فضجت الجماعة وقالوا: لا نريد له من جهتك شيئا، وإنما نريد أن يشرف بشيء من حضرة مولانا، فأمر لي بخمس مئة دينار، فقبضتها من وقتي ذلك من جهة أبي القاسم نصر الحاجب أنفذت إلي مع خادم، فعملت قصيدة أمدح الجماعة فيها فوصلني المقتدر بصلة سنية.
~~وقال أبو بكر : في هذه السنة أهدى حامد بن العباس الوزير إلى المقتدر بالله ضيعته المعروفة بالناعورة بعد أن أنفق عليها نفقة عظيمة، وزعم أنها تقوم عليه بمائة ألف دينار فوقعت أحسن موقع، وكان المقتدر بالله مغجبا بها كثير الركوب إليها.
خبر الحسين بن منصور المعروف بالحلاج
~~قال أبو بكر : قد رأيت هذا الرجل مرات كثيرة وخاطبيه فرأيت جاهلا يتعاقل وعييا بينا يتبالغ، وفاجرا يتزهد. وكان ظاهره أنه ناسك صوفي، فإذا علم أن أهل بلده أو قوما يرون الاعتزال صار معتزليا عندهم ووكد ذلك عندهم . وإذا رأى قوما يميلون إلى الإمامة صار إماميا وأراهم أن عنده علما من إمامهم القائم الذي ينتظرونه. فإذا رأى قوما من أهل السنة صار سنيا.
~~وكان خفيف الحركة شعوذيا، وقد عالج الطب وجرب الكيمياء وما يعرفه منه. وكان مع جهله خبث، وكان يتنقل بين (1) البلدان. وكانت له أسباب يطول شرحها فمن ذلك: أن أول ما أوقع به على بن أحمد الراسبي فأدخله بغداد وغلاما له على جملين قد شهرهما وذلك في شهر ربي مر
পৃষ্ঠা ১২৬