وأنا ماض فيه. قال: فخرج ابن عباس وهو يقول وا حسيناه.
ثم جاء عبد الله بن عمر فأشار إليه بصلح أهل الضلال وحذره من القتل والقتال فقال له: يا أبا عبد الرحمن أما علمت أن من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدى إلى بغى من بغايا بني إسرائيل أما تعلم إن بني إسرائيل كانوا يقتلوا ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيا ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأن لم يصنعوا شيئا فلم يعجل الله عليهم بل أمهلهم وأخذ هم بعد ذلك أخذ عزيز ذي انتقام اتق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعن نصرتي.
قال: وسمع أهل الكوفة بوصول الحسين عليه السلام إلى مكة وامتناعه من البيعة ليزيد فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فلما تكاملوا قام سليمان بن صرد فيهم خطيبا وقال في آخر خطبته: يا معشر الشيعة إنكم قد علمتم بأن معاوية قد هلك وصار إلى ربه وقدم على عمله وقد قعد في موضعه ابنه يزيد وهذا الحسين بن علي عليهما السلام قد خالفه وصار إلى مكة هاربا من طواغيت آل أبي سفيان وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبله وقد احتاج إلى نصرتكم اليوم فإن كنتم تعلمون إنكم
পৃষ্ঠা ২২