إنما نزلت هذه الآية فينا لأنا كنا قد اشتغلنا بنصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتركنا أهالينا وأموالنا أن نقيم فيها ونصلح ما فسد منها فقد ضاعت بتشاغلنا عنها فأنزل الله أنكال لما وقع في نفوسنا من التخلف عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا صلاح أموالنا (ولا تلقوا بأيد بكم إلى التهلكة) معناه إن تخلفتم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقمتم في بيوتكم ألقيتم بأيديكم إلى التهلكة وسخط الله عليكم فهلكتم.
وذلك رد علينا فيما قلنا وعزمنا عليه من الإقامة وتحريض لنا على الغزو وما أنزلت هذه الآية في رجل حمل العدو ويحرض أصحابه أن يفعلوا كفعله أو يطلب الشهادة بالجهاد في سبيل الله رجاء الثواب الآخرة.
أقول: وقد نبهناك على ذلك في خطبة هذا الكتاب وسيأتي ما يكشف عن هذه الأسباب.
قال رواة حديث الحسين عليه السلام مع الوليد بن عتبة ومروان فلما كان الغداة توجه الحسين عليه السلام إلى مكة لثلاث مضين من شعبان سنة ستين فأقام بها باقي شعبان وشهر رمضان وشوال وذي القعدة قال: وجاء عبد الله بن عباس رضوان الله عليه وعبد الله بن الزبير فأشارا إليه بالامساك. فقال لهما ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أمرني بأمر
পৃষ্ঠা ২১