লুবাব ফি উলুম কিতাব
اللباب في علوم الكتاب
والذين يؤمنون بما أنزل إليك
[البقرة:4] يتناول الإيمان ببعض الغائبات، فكان هذا من باب عطف التفصيل على الجملة، وهو جائز كقوله:
وملائكته ورسله وجبريل
[البقرة: 98].
وعن الثاني: لا نزاع في أننا نؤمن بالأشياء الغائبة عنا، فكان ذلك التخصيص لازما على الوجهين جميعا.
فإن قيل: أفتقولون: العبد يعلم الغيب أم لا؟
قلنا: قد بينا أن الغيب ينقسم إلى ما عليه دليل، وإلى ما لا دليل عليه.
أما الذي لا دليل عليه، فهو سبحانه العالم به لا غيره.
وأما الذي عليه دليل فلا يمتنع أن نقول: نعلم من الغيب ما لنا عليه دليل، وعلى هذا الوجه قال العلماء: الاستدلال بالشاهد على الغائب أحد أقسام الأدلة.
وعن الثالث: لا نسلم أن لفظ الغيبة لا يستعمل إلا فيما يجوز عليه الحضور، والدليل على ذلك أن المتكلمين يقولون هذا من باب إلحاق الغائب بالشاهد، ويريدون بالغائب ذات الله تعالى وصفاته، والله أعلم.
অজানা পৃষ্ঠা