فتمتم فاضل صنعان: كل على قدر همته!
فاقتحمته الجملة مثل رائحة الفلفل وتساءل: ترى هل تلقاها من المصدر نفسه؟! وقال ممهدا لمجرى جديد من الحديث: ومن كمال الهمة الحذر.
ناجى كل منهما أفكاره الخاصة مليا، ثم قال عبد الله: نحن نوشك أن نصير أسرة واحدة؛ لذلك أقول لك إن الحمال يدخل الدور التي لا يتاح دخولها إلا للصفوة.
حدس فاضل أن صاحبه مقبل على الإدلاء باعتراف ما فحدجه بنظرة متسائلة، فقال عبد الله: في داري يوسف الطاهر الحاكم وعدنان شومة كبير الشرطة يدور الهمس أحيانا عن أعداء الدولة.
فقال فاضل متظاهرا باللامبالاة: إنه أقل ما ينتظر. - لا يتصور أحد أني أفقه معنى لما يدور أو أنني أمد إليه أذنا. - ولكنك رجل غير عادي يا عم عبد الله، وهذا ما أعجب له! - لا تعجب لفطنة رجل طالما تقلب بين البلدان والأحوال!
فقال فاضل بأريحية: الحق أني سعيد بك.
فمضى عبد الله في اعترافه قائلا: وهم قوم موسوسون، كلما تمادوا في الإجرام تخايلت لأعينهم أشباح الشيعة والخوارج. - أعرف ذلك تماما. - لذلك قلت إنه من كمال الهمة الحذر.
فرمقه فاضل بارتياب، وسأله: ماذا تعني؟! - إنك لبيب! - كأنك تحذرني! - لا بأس من ذلك. - ما أنا إلا بائع حلوى، هل رابك مني شيء؟
فابتسم ابتسامة غامضة وقال: إني أحب الحذر كما أحب الشيعة والخوارج!
فسأله فاضل بلهفة: من أيهما أنت؟ - لا من هؤلاء ولا من أولئك ولكني عدو الأشرار!
অজানা পৃষ্ঠা