ودعي عجر للكلام فحكى حكايته من ساعة عشقه لجلنار حتى دس نفسه بين الصعاليك المقبوض عليهم.
23
رفعت القضية بحذافيرها إلى السلطان شهريار، فأمر بعزل يوسف الطاهر لفقدان الأهلية، وعزل حسام الفقي لتستره على رئيسه، وجلد حسن العطار وجليل البزاز وفاضل صنعان للسكر والعربدة، ومصادرة أموال عجر الحلاق وإطلاق سراحه.
وخلا دندان إلى ابنته شهرزاد فقال لها: لقد تغير السلطان، وتخلق منه شخص جديد مليء بالتقوى والعدل.
ولكن شهرزاد قالت: ما زال جانب منه غير مأمون، وما زالت يداه ملوثتين بدماء الأبرياء. •••
أما عجر فقد تناسى خسارته في فرحة النجاة .. وسرعان ما فسخ العقد بينه وبين قمر، ومضى إلى النخلة غير بعيد من اللسان الأخضر، فانحنى أمام المجنون المتربع تحتها وقال بامتنان: إني مدين لك بحياتي أيها الولي الطيب.
أنيس الجليس
1
شهريار ودندان يغوصان في الليل، يتبعهما شبيب رامة، وقد تلاشت حركة الإنسان .. على ضوء المصابيح المتباعدة لاحت الدور والحوانيت والجوامع نائمة، وخفت حرارة الصيف، وومضت النجوم في الأعالي .. تساءل شهريار: ما رأيك فيما كان؟
فقال دندان: سليمان الزيني رجل مأمول كحاكم .. كذلك كاتم سره الفضل بن خاقان. - إذا نامت الرعية نام الخير والشر، الجميع شغوفون بالسعادة ولكنها كالقمر المحجوب وراء سحب الشتاء، فإذا وفق حاكم الحي الجديد سليمان الزيني تساقطت قطرات من السماء مطهرة الجو من بعض ما ينتشر فيه من الغبار. - سيكون ذلك بفضل الله المتعال وبيد مولانا السلطان وحكمته.
অজানা পৃষ্ঠা