وما لي سوى عين نظرتُ لحُسنها ... وذاك لجهلي بالعُيُون وغُرَّتِي
وقالوا في الحُبِّ عينٌ ونظرةٌ ... لقدْ صَدَقُوا عينُ الحبيبِ ونظرتِي
فقال: كان ذلك وانفصل، واتَّصل بك من الوَجْد والغرام ما قد اتَّصل؟!
فقلتُ: نعم، قضى الله وما شاء فعل، ومن ذا الذي يرد القضاء إذا ما نزل، وما
بقي لي غير تدبيرك الحسن المعهود، وأجري من صنيعك المحمود، وبذل المجهود، فقد قامت قيامتي إن لم أشاهد وجه المليح، وقد زالت سلامتي، إن لم أعاين قده الرجيح:
أنا واللهِ هالِكْ ... آيَسُ مِنْ سَلامَتِي
أو أرى القامَةَ التِي ... قَدْ أقامت قيامَتِي
قفْ معي أو معينًا، أو ضاحكًا أو حزينًا، أو عاذلًا أو عاذرًا، أو فاضحًا أو ساترًا:
قفْ مشوقًا أو مُستعِدًا أو حزينًا ... أو مُعينًا أو عاذرًا أو عذولًا
فقال: لأجعلنَّ وجهي في خدمتك أبيضًا، ولأبذلن جهدي لتنال الرضى، وفوق الرضى، ولكن؛ اكتم ما بك واصبر على الغرام، ولا تظهر شأنك لأحد من الأنام، فلست من السوقة الأرذال، وظهور هذا منك ليس بطائل.
فقلت: صدقت، ولكن ليس لي دمع يمتنع، ونصحت، ولكن؛ ليس لي قلب يرتدع، فما أقابل حلاوة محبوبي بالصبر،
1 / 34