لبكاء هذا اليوم صُنتُ مدامعي ... وكذا العزيز لكُلِّ خطب يذخرُ
يا ساكني وادي العقيق فَدَتْكُم ... عينٌ مدامعها عقيقٌ أحمرُ
بنُتم فما استعذبتُ بعد حديثكُم ... لفظًا ولم يحسنِ لَعْينِي منظَرُ
وإذا بصاحبي قد أقبل من جانب البستان، وهو يجاوب الأطيار بترجيح الألحان فرآني على تلك الحالة التي وصفت، والصورة التي ما راقت ولا صفت، فاستعظم أمري واستبشعه، وازدرى حالي واستشنعه.
وقال: ما لي أراك على هذه الصورة العجيبة، وأرى دموعك سائلة ومجيبة، ولا تكتم مني، وصرح ولا تكني:
أيا صاحِبِي مالي أراكَ مُفكَّرًا ... وحتَّامَ قُلْ لي لا تزالُ كئيَبا
لقد بانَ لي أشياءُ منكَ تُريبُنِي ... وهيهاتَ يخفى مَنْ يكونُ مُريبا
تعالَ فَحَدَّثْني حديثَكَ آمِنًَا ... وجدتَ مكانًا خاليًا وطبيبا
تعالَ أطارحكَ الأحاديث في الهوى ... فيذكر كُلٌّ مِنْ هواهُ نصيبا
قل لي ما أصابك جعلت فداك، وأي خطب به الدهر رماك، أبك خبال أم جنون، أم أصابتك عيون عيون؟!
فقلت (له): نعم، بي نظرة عيون كحيلة، ما لي من التخلص منها حول ولا حيلة:
1 / 33