============================================================
لطائف المنن طلعت عند الشيخ فوجدت عنده مجلدة حمراء، فقال: هذا الكتاب استنسخه لى ابن عطاء الله، والله ما أرضى له بجلسة جده، ولكن بزيادة التصوف: وأخبرنى بعض قال: قال الشيخ يوما: إذا جاء ابن فقيه الأسكندرية فأعلمونى به، فلما أتيت أعلمنا الشيخ بك، فقال: تقدم فقدمك بين يديه ثم قال: جاء جبريل عليه السلام الى رسول الله ومعه ملك الجبال حين كذبته قريش، فقال له جبريل: هذا ملك الجبال أمره الله أن يطيع أمرك فى قريش، فسلم عليه ملك الجبال وقال: يا محمد إن شئت أطبق عليهم الأخشيين فعلت، فقال رسول الله ( لا ولكن أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يوحده ولا يشرك به شيثآ ) (1) فصبر عليهم رسول الله رجاء أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله، كذلك صيرنا على جد هذا الفقيه لأجل هذا الفقية.
وخرجت يوما من عند الفقيه المكين الأسمر ق،، وخرح معى أبو الحسن الجريرى، وكان من أصحاب الشيخ أبى الحمن، فسلمت عليه فسلم على بيشاشة واقيال فقلت له: من أين تعرفنى؟ فقال: وكيف لا اعرفك، كنت يوما جالسا عند أبى العباس وكنت أنت عنده، فلما نزلت قلت له: يا سيدى إنه ليمجبنى هذا الشاب انقطع فلان وفلان عن الملازمة وهذا الشاب ملازم، فقال الشيخ: يا أبا الحسن ان يموت هذا الشاب إن شاء الله تعالى حتى يكون داعيا يدعوا إلى الله فكان ما قاله الشيخ والحمد لله.
وأخبرنى أبو الحسن هذا قال: كنت عند الشيخ أبى الحسن وكان يقرأ عليه كتاب ختم الأولياء للترمذى الحكيم، فرأيت واحدا جالسا لم يطلع معنا، ولم يكن عند الشيخ وقت طلوعتا؟ فقلت لإنسان إلى جانبى: من هذا الرجل الجالس إلى جاتب فلان؟ فقال: ما هاهنا أحد غير الجماعة الذين تعرفهم، فكت وعلمت أنه لم يره، فلما انصرف الجميع سألت الشيخ أبا الحمن ي فقلت: يا سيدى هاهنا رجلا لم يطلع معنا ولم يكن عندك قبل طلوعنا، فقال الشيخ: ذاك أبو العباس المرسى يأتى كل ليلة من المقسم حتى يسعع الميماد ثم يعود من ليلته إلى مكانه، والشيخ أبو الحسن إذا ذاك بالأكندرية وكنت كثيرا ما يطرأ على الوواس فى الطهارة، فبلغ ذلك الشيخ فقال: بلغنى أن بك وسواسا فى الوضوء، فقلت: نعم، فقال هذه الطائفة تلعب بالشيطان لا الشيطان يلعب (1) حديث حيح: أخرجه مسلم فى حيحه (1420/3) وقم (1790) وانظر الجامع الصحيح المختصر (1180/3) رقم ( 3004) والديباج على حيح مسلم (406/4) رقم (1745) والسنن الكبرى (417/2) رقم (3986) والنهاية فى رمب الاثر (32/2)
পৃষ্ঠা ৭৪