============================================================
مكتبة القاهرة وأخبرنى بعض أصحابه: عزم إنسان على الشيخ فقدم إليه الطعام يختبره، فأعرض عنه الشيخ ولم يأكله، ثم التفت إلى صاحب الطعام، وقال: إن كان الحارث بن أسد الحاسبى فى إصبعه عرق، إذا مد يده إلى طعام فيه شبهة تحرك عليه، فأنا فى يدى ستون عرقا تتحرك على إذا كان مثل ذلك، فاستغفر صاحب الطعام واعتذر للشيخ: ومن المشهور بين أصحاب الشيخ أبى الحسن وغيرهم أن الشيخ كان يوما بالقاهرة فى دار الزكى السراج وكتاب المواقف للنفرى يقرأ عليه، فقال: أين أبو العباس؟ فلما جاء قال: كلم يا بنى بارك الله فيك تكلم ولن تكت بعدها أبدا، فقال الشيخ أبو العباس: فأعطيت فى ذلك الوقت لسان الشيخ، ولقد كان علماء الزمن يسلمون له هذا الشأن حتى كان شيخنا الإمام العلامة سيف المناظر حجة المتكلمين شمس الدين الأصفهانى، والشيخ العلامة شس الدين الأيكى ، يجلسان بين يديه جلوس المستفيد، آخذين عنه ومتعلقين ما بيدي، حتى سأله أحدهما عن بعض الشايخ الظاهرين فى الوقت، يا سيدى: أتعرفه؟ فقال الشيخ أعرف هنا وأشار إلى الأرض، ولا أعرفه هنا وأشار إلى السماء.
واله أحدهما عن إنسان كان بدمشق الغالب عليه السكر والغيبة، فقال الشيغ كل من لا يكون له فى هذه الطريقة شيخ لا يفرح يه.
وكان من مذهبه قلي أنه لا يلزم أن يكون القطب شريفا حسيتيا، بل يكون من غير هذا القبيل، وتكلم يوما فى القطب وأوصافه، ثم قال: وما القطبانية بعيدة من بعض الأولياء، وأشار إلى نفسه وأخبرنى بعض أصحابه قال: استلقى الشيخ يوما على ظهره ومك بلحيته وقال: لو علم علماء العراق والشام ما تحت هذه الشعرات لأتوها، ولو سعيا على وجوههم وكان يقول والله ما نطالع كلام أهل الطريق إلا لنرى فضل الله علينا، وقال في الامام أبى حامد الغزالى طن: لنشهد له بالصديقية العظمى.
وكان الشيخ أبو الحسن يقول: إذا عرضت لكم إلى الله حاجة فتولوا إليه بإيمان أبى حامد الغزالى.
وكان يقول عن شيخه أبى الحن: كتاب الإحياء يورثك العلم، وكتاب القوت يورتك النور وكان يقول عن الشيخ أبى الحسن: عليكم بالقوت فإنه قوت، وكان ه والشيخ أبو الحسن كل منهما يعظم الإمام الربانى محمد بن على الترمذى، وكان كلام
পৃষ্ঠা ৬৭