من مقامك وإني عليه لقوي أمين، قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي} 1.
ونرى من ركب هواه عقله في الدنيا ينطق بالحق حين يرى مصيره يوم القيامة: {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} 2.
وقال عز من قائل: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} 3. وقال: {أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء} 4، وقال عز وجل: {أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق} 5.
خاطب الإسلام في الإنسان عقله وحواسه وجوارحه التي تنفذ به إلى المعرفة والتعلم؛ فاسترعى انتباهه إلى مفاتيح العلوم بالنظر والمشاهدة والتأمل والاعتبار، وغير ذلك مما يدفع به إلى ذروة المعرفة والوقوف على الحقيقة الكبرى لهذا الكون، ومن ثم لن نستغرب اهتمام الإسلام بالعلم هذا الاهتمام الكبير الذي لم نعهد له مثيلا في الأديان السابقة والأنظمة القديمة والحديثة حتى في أرقى بلاد العالم
পৃষ্ঠা ২০