( وإن لم تعرف الإباضية) فمنهم الامام عبد الوهاب ومملوك ابيه الامام عبد الرحمن لما سار بالامام عبد الرحمن من موضع مخوف وحملاه وقد كبر سنا قال كل من عبد الوهاب والمملوك للاخر إذا لحقنا من العدو ما دون خمسمائة فارس فلا تضع الشيخ عبد الرحمن وانا اكفيك دفاعهم ولعل ذلك المكان المخوف هو القيروإن . ولما وصل تيهرت اجتمع له من الإباضية الوهبية مائة الف.

(وإن لم تعرف الإباضية الوهبية) فمنهم الامام عبد الرحمن ورعيته لما وصل من ذلك السير أرض تيهرت وهي أرض اشجار ووحوش وسباع نادى مناديه باعلى صوته ياأيتها السباع والوحوش ارتحلن من تلك الارض والاشجار فانا نريد عمارتها ولكن ثلاثة ايام مؤجلة فما راى منك بعد فلايلومن الانفسه فاسرعن بالخروج ورأوهن تحمل أولادهن في افواههن خارجة . ويروى خطابها عمن رأوا هذا الجمع يامن بهذه الارض من الوحوش والسباع اخرجوا وارتحلوا . ووجهه ان المنادى والامام ومن معه طمعوا في ان تعقل النداء وتمييزه وتتأثر به فتكون كلعاقل ففعل الله تعالى بها ذلك . وتيهرت بكسر التاء بعدها اسكانا ميتا وبفتحها واسكان الياء بعدها حيا والفتح اولى وبفتح الهاء وبعدها راء مهملة ساكنة والتاء مجرورة في السطر الاعلى صورة هاء لانها تاء تأنيث في لغة اللبربر . وغالب لغة البربر كما شهر في السنتنا تأنيث الاسم بتاء في اوله مفتوحة وتاء ساكنة في اخرها كما نقول تازدايت اى نخلة وتادارت اى داروى إذا استعمل في عبارة عربية اعرب على التاء آخرا ولا تبدل في الوقف هاء . ويقال تاهرت بالالف وهو ضعيف . ويا أيها العقبى اردت لك ارتفاعا فانخفضت وانخفاضا لنا فارتفعنا وهكذا كما قيل

وليس بقولك من هذا بضائره * العجم تعرف من انكرت والعرب

وكما قيل

পৃষ্ঠা ৬৯