وكذلك يبعثون على ما كانوا عليه في الدنيا من الهدى والضلال، وليس تأويل على وجوههم إن شاء الله ما يذهب إليه أهل الجهالات من تبديل الله في يوم القيامة للخلق والهيئات التي كانوا عليها في الدنيا بدءا وكيف يتوهمون صما وبكما وعميا، والله يقول سبحانه في ذلك اليوم ولا يسأل حميم حميما، يبصرونهم: هو يرونهم، وكيف يتوهمون صما بكما خرسا وهم يقولون: يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة وكيف يتوهمون ذلك، ذلك وهم يقولون في يوم الحساب ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالح فكفى بما بيانا الله من هذا ومثله بيانا لقوم يعقلون على أن الأمر في ذلك ليس كما يتوهم الجهلة ولا كما يظنون، وقرآنا فرقناه، تأويله فرقناه قطعا وفرقنا وجعلنا مفرقا لتقرأه على الناس على مكث، وهو على مهل وبمكث.
وتأويل نزلناه: فهو قليلا قليلا كذلك يذكر، والله أعلم أن جبريل صلى الله عليه كان يعلم رسول الله صلى الله عليه ما علمه من القرآن خمس آيات خمس آيات لما أراد الله إن شاء الله بذلك لفؤاده من الثبات كما قال الله سبحانه: كذلك لنثبت به فؤادك، ورتلناه ترتيلا: تأويله ونزلناه تنزيلا والتنزيل هو الإبانة والتفصيل، ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون،فقال: يقول أختبرنا وعذبنا لأن الفتنة اختبار ومحنة وتعذيب وعقوبة.
وقوله سبحانه: لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، فقال: خبر عن رضاء الله عمن بايع تحت الشجرة إنما هو لقد رضي الله عمن آمن بالله. ألا ترى كيف يقول رب العالمين: لقد رضي الله عن المؤمنين فذكر أن رضاه تبارك اسمه إنما هو عمن آمن ممن تايعه وشايعه في البيعة وطاوعه.
وقوله: ثم ليقضوا تفثهم، فقال: التفث لغوا لسعت وسعته وامتناعه مما يمتنع منه المحرم من الطيب وغيره وما يلزمه ما كان محرما في إحرامه حتى يطوف بالبيت العتيق كما أمره الله بالطواف.
পৃষ্ঠা ১৩