وسألته: عن حديث الثقلين، وهو حديث صحيح مذكور كبير في أيدي الرواة مشهور ومن تمسك كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهما فلن يضل أبدا لما جعل الله فيهما ومعهما من النور والهدى، وكتاب الله تبارك وتعالى كما قال رسول الله ص فهو أحدهما، وفيه الشفاء والبرهان والنور وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعليهم وسلم كلهم مجمعون، فمنهم من عدل أبدا بمن الله لا يجور فمن تمسك بالمتقين منهم لم يضل ولم يجز عن الحق ولم يمل وكيف يضل متبع من يعدل في إتباعه على عدله وهو فيه كمثله. وحديث سفينة نوح من ذلك، وهي النجاة بها كذلك ومثل أهل بيت النبي ص كلهم، وفيما ذكر من التمسك بهم كمثلها في نجاة من نجا، وفيما ذكر من الضلالة والهدى.
وأما المسح على الخفين: فإن أهل البيت مجمعون أنه فاسد لا يجوز، وأما المسح على القدمين فليس فيه إلا ما يقول أصحاب الإمامية عن من يقولون به عنه، ولم ندرك أحدا من آل الرسول إلا وهو يفعل بخلاف ما قالوا به فيغسل ولا يمسح.
وسألته: عن السموات والأرض كيف الأرض والسماء بعضها فوق بعض، وكذلك ما سألت عنه من الأرض فأعلا السموات آخرها وأول السموات أولها، وكذلك أول الأرض أعلاها وأخرها أسفلها، وسألت أبي رضوان الله عليه عن قول الله عزوجل ثناؤه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما?.
فقال: تأويل ذلك إن شاء الله أنهم يبعثون يوم القيامة حين يجمعون، ويحشرون على صورهم التي فارقوا الدنيا عليها، وهيأتهم فعلى ما فارقوا الحياة عليه من ضلالهم وعماهم فمن فارق دنياه وهو أعما في بصره بعث كذلك عند حشره، وكذلك يبعث الأبكم وهو الأخرس اللسان، وكذلك الأصم من صمم الأذن فكل يبعث ويحشر على ما كان عليه في دنياه من الأحوال.
পৃষ্ঠা ১২