والكبر والهرم ومشارفة الموت قد فسح له في المهل قد تصاعفت عقود عمرة تناهت به السن قد صحت الايام الحاليه فلان شمس العصر على القصر قد بلغ ساحل الحياة ووقف على ثنية الوداع واشرف على دار المقام وكاد يلحق باللطيف الخبير " ولما " سقطت ثنية معاوية في الطست اشتد جزعه فقال له ابو الاعور السلمى خفض عليك يا أمير المؤمنين فو الله ما بلغ أحد سنك الا نقض بعضه بعضا
" فصل في الكناية عن الموت "
استاثر الله به أسعده الله بجواره نقله الله إلى دار رضوانه ومحل غفرانه كتبت له سعادة المحتضر وافضت به إلى الامر المنتظر اختار الله له النقلة من دار البوار إلى محل الابرار وانا استحسن قول المرقش الاكبر
ليس على طول الحياة من ندم
ومن وراء المرء ما يعلم
وحدثني أبو نصر سهل بن المرزبان قال دخل ابن مكرم إلى ابي العيناء عائدا فقال له ارتفع فديتك قال رفعك الله اليه اي اماته " وتولع " رجل ببعض الظرفاء فقال له رأيتك تحتي قال مع ثلاثة مثلي يعني في رفع جنازته " وسمعت " بعض الحكماء يقول في الكناية عن موت صديق له قد استكمل فلان حد الانسان لان حد الانسان انه حي ناطق وكثيرا ما يكنون عن القبر بالتربة والمضجع والمرقد والمشهد
" فصل في الكناية عن القتل " صلى بحر مناصل قبل حر النار
وسقى الارض من دمه بطل ووابل عدم برد الحياة وذاق حر المرهفات اروى منه غلة السيف وأحسن من هذا كله قول الله تعالى فوكذه موسى فقضى عليه اي قتله " وحدثني " ابو النصر محمد بن عبد الجبار قال كان وزير الوقت سلم بعض أفاضل العمال إلى ابن ابي البغل عند نهوضه إلى رأس عمله بالاهواز وامره بتصريفه من اعماله فيما يستصلحه له ليجبر به خلل حاله فاستعمله على بعض اموال بيت المال ثم قتله تحت المطالبة بما جمعه حكم الاستيفاء عليه وخاف من درك الانتقام من جنايته على وديعة من لزمه شكر صنيعته فافضى الفكر إلى تمحل ما يخرجه من عهدة بادرته ويحله من ربقة جنايته فلم يجد لذلك معنى محيلا ولا لفظ يكون على المراد دليلا وطلب من يفحص عنه بالمعذرة ويوجب له سبب الانفصال من تبعة تلك المعاملة على شريطة حال يعظم خطره ويظهر في سد خصاصة الحال اثره إلى ان دل على شيخ من أرباب الصناعة قد اقعدته المحنه واكسدته العطلة فدعاه واستنشاءه كتاب إلى الوزير في مهمات من وجوه المعاملات ومن حديث القتل في ضم الكلام فقال له اكتب عذرا بهذا المعنى فكتب اما فلان فان الوزير رسم باستعماله فلما استعملته استحويته فاديته فوافق الادب الاجل فتعجب ابن ابي البغل من قدرته وسرعة فطنته وقوة خاطره على استخلاصه ما للفظ الوجيز والمعنى المحيل عن عهدة جناياته ووصله بمال جزيل وشغله بعمل جليل قال مؤلف الكتاب اظن الشيخ ألم في معنى ما كتبه بتوقيع لعبد الله بن طاهر فزاد في تحسينه ولطف تهذيبه وقد كان عبد الله ضرب بعض قواده ضربا مبرحا فمات منه فرفع خبره اليه فوقع ضربناه لذنبه فمات لاجله
الباب السادس فيما يوجبه الوقت والحال من الكناية عن الطعام والشراب وما يتصل بهما
" فصل في الاطعمة وما يتعلق بهما "
পৃষ্ঠা ৭৮