============================================================
فالذى يدل عليه ما تعلمه فى الشاهد من أنه لا يحسن من الواحد منا أن يقول : فلان بر تقى أسود صالح زكى... بل يكون قوله: اسود، مستهجنا (1) معيبأ عند الفصحاء 4 لأنه ليس بمدح ووسط (2) بين اوصاف المدح ما ليس مدح (3)، فإذا لم يحسن ذلك (4) فى كلام الواحد منالم يحسن ذلك (5) من كلام البارئ أحق وأولى.
(3) وأما الأصل الثالث: وهو أن قدحه، ينفى إدراك الأبصار(2)، تمدحا راجعا إلى ذاله فالذى هدل على ذلك آنه بين به آن ذاته لا ترى ، لأن (2) كون الشىء مرثيا أو غير مرئى، هو مما يتبع صفة ذاته ، الا ترى آنا ندرك الجسم على اخص أوصافه، وهو كونه متحيزا، ويستحيل علينا إدراك كثير من الأعراض، لما يرجع إلى ذواتها، فثبت ان هدا التمدح راجع إلى ذاته.
(4) وأما الأصل الرابع: وهو أن إثبات ما هذا حاله، يؤدى إلى انقلاب ذاته ، تعالى فالذى يدل على ذلك ، أن ما هو عليه فى ذاته ، إذا كان يقضى بأنه لا تصح رؤيته فى دار الدنيا، فمتى قيل بعد ذلك بصحة رؤيته فى دار الآخرة، أدى إلى أن تصير ذاته ذاتا أخرى، تصح عليها الرؤية ، بعد آن كانت مستحيلة، وذلك يؤدى إلى خروجه مما عليه فى ذاته، وهذا هو الانقلاب .
(5) وأما الأصل الخامس: وهو أن الاتقلاب عليه، تعالى، لا يجوز فالدى بدل على ذلك أن الانقلاب هو خروج الموصوف عن صفة ذاته، وقد بينا أن ذلك لا يجوز، على ما تقدم بيانه (1) ، ولانه لا خلاف بين السلف الصالح أن الله ، 20وا تعالى، لا يجوزان تحصل فى الآخرة على صفة ذاتية، امور لم يكن عليها فى دار الدنيا، فصح بهذه الجملة أن الله، تعالى ، لا يرى بالأبصار فى الدنيا ولا فى الآخرة.
(1) فى الأصل: مستهجتأ.
(2) لى الاصل: ووسطه. .. وما اثيتناه من هامش: (1) .
(3) مالس دح: ليست مالاصل.0. وما اليتناه بهامش: (1) (4) لهست لى: (1) (5) لمست لى الأصل.0. ومى بهامش: (1).
(6) السبارة لمست فى الأصل (8) هذه العبارة ليست في الأصبل
পৃষ্ঠা ১১২