١٣٣ دير الشاء: هو بأرض الكوفة، على رأس فرسخ وميل من النخيلة.
١٣٤ دير الشمع: هو دير قديم بنواحي الجيزة، من مصر، معظم عند النصارى. بينه وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ مصعدًا على النيل. وقدمه جعل له مكانة عند القبط بمصر، وفيه كرسي البطريك، وبه مستقره ما دام بمصر.
١٣٥ دير الشهيق: وجدته في شعر أبي نواس، ولا أعرفه.
وقال يذكره:
بكنسِ الرومِ، والشاماتِ طرًّا ... وباللكّامِ والدّيرِ الشهيقِ
١٣٦ دير الشياطين: وهو بين مدينة بلد والموصل، غربي دجلة، يقع بين جبلين، في فم الوادي، بالقرب من أوشل يشرف على دجلة، في موضع نزه، حسن الرواء والهواء، وقلاليه عامرة، وأرضه كثيرة الرياض، وهو مقصود من أهل البطالة والخلاعة.
وفيه يقول السري الرفاء:
عصى الرشادَ، وقد ناداه مذ حينَ ... وراكضَ الغيَّ في تلك الميادينَ
ما حنَّ شيطانه الآتي إلى بلدٍ ... إلا ليدنو من ديرِ الشياطينِ
وفتيةٍ زهّرُ الآداب بينهم ... أبهى وأنضر من زهرِ البساتين
مشوا إلى الراحِ مشيَ الرخِّ وانصرفوا ... والراح تمشي بهم مشيَ الفرازينِ
تفرّغوا بين أعطانِ الهياكلِ في ... تلك الجنانِ، وأقمارِ الدّواوينِ
حتى إذا أنطقَ الناقوسَ بينهمُ ... مزنّرُ الخصرِ، روميُّ القرابين
يرى المدامةِ دينًا، حبذا رجلٌ ... يعتدُّ لذَّةَ دنياهُ من الدّينِ
وقال فيه الخباز البلدي:
رهبانُ ديرٍ سقوني الخمر صافيةً ... مثل الشياطينِ في ديرِ الشياطينِ
غدوا سراعًا كأمثال السهام بدتْ ... من السقيِّ وراحوا كالعراجينِ
١٣٧ دير الشيخ: وهو ذاته دير تل عزاز، وهو في مكان نزه، طيب الهواء. عذب الماء، لا توجد به العقارب، وقيل: إن ترابه إذا ترك على عقرب قتله، والله أعلم.
وعزاز: مدينة لطيفة من أعمال حلب، بينها وبين حلب خمسة فراسخ ذكر أبو الفرج الأصبهاني في كتابه "الديرة" أن عزاز بالرقة، وأنشد لإسحاق الموصلي:
إنّ قلبي بالتّلِ، تلِّ عزازِ ... عندْ ظبيِ من الظباءِ الجوازي
شادنٌ يسكنُ الشآمَ وفيهِ ... مع لطفِ العراقِ ظرفُ الحجازِ
ويقول اسحاق أيضًا في هذا الدير:
وظبيٍ فاتنٍ في دير شيخِ ... غضيض الطّرفِ، ذي وجه مليح
١٣٨ دير صباعي: قال الشابشتي: دير في شرقي تكريت مقابل لها، ومشرف على دجلة، وهو دير عامر نزه مليح. لها ظاهر [عجيب] فسيح، وحوله مزارع على نهر يصب من دجلة إلى الإسحاقي. وفيه مقصد أهل الخلاعة والمجون، ويقصدونه في أعياده، وأيام الربيع.
وينسب هذا الدير إلى شمعون صباعى، ومعناه بالسريانية الصباغ، لأن أهل الدير كانوا يصبغون الثياب.
قال بعضهم يذكر هذا الدير:
حنَّ الفؤادُ إلى ديرِ بتكريتِ ... إلى صباعى، وقسِّ الدَّيرِ عفريتِ
ويقول لص من شيبان يذكره:
ألا ربِّ سلمْ ديرَ صبّاعى ... وزدْ رهبانَ هيكلهِ اجتماعا
فكم جئناهُ جياعًا عطاشًا ... ورحنا عنه في ريٍّ شباعا
فيا للقصفِ ما أسرى نبيذًا ... ألذَّ طلًا، وأحسنهُ شعاعا
لمنّته، ونعمته علينا ... عمرناهُ، وخلفّنا الضّياعا
١٣٩ دير صلوبا: [من قرى الموصل، والله أعلم] .
١٤٠ دير صلبا: قال الشابشتي: بنواحي دمشق، مطل على الغوطة، ويليه من أبوابها باب الفراديس، ويعرف بدير خالد أيضًا، لأن خالد بن الوليد. ﵁ نزله لما حاصر دمشق قبل فتحها.
وهو في موضع حسن، كثير المياه والبساتين، عجيب البناء، وبقربه دير للنساء، وهما آهلان.
قال الشابشتي: وأنشدت فيه:
يا ديرَ باب الفراديسِ المهيّجَ لي ... بلابلًا بقلاليه، وعمّارهْ
لو عشتُ تسعينَ عامًا فيكَ مصطحبًا ... لما قضى منكَ قلبي بعضَ أوطاره
ونزله أبو منصور محمد بن علي، المعروف بابن أبي البقاء، فقال فيه:
جنةٌ لقّبتْ بدير صليبا ... مبدعًا حسنهُ كمالًا وطيبا
جئتهُ للمقام يومًا فظلنا ... فيه شهرًا، فكانَ أمرًا عجيبًا
شجرٌ محدقٌ بهِ وعيونٌ ... جارياتٌ، والرّوض يزهو ضروبا
من بديعِ الألوانِ يضحي به الثّا ... كل ُ مما يرى لديه طروبا
كم رأينا بدرًا من فوقِ غصنٍ ... مائسٍ، قد علا عليهِ كثيا
1 / 39