بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
قال أبو عبد الله: الدار والدارة والدير، هي جميعًا من: دار، يدور، دوْرًا ودورانًا ودؤورًا، ودوُورًا. وذلك إذا طاف بالشيء، أو حوله، ثم عاد إلى موضع بدئه.
فأما الدار فاسم جامعٌ للعرصة والبناء والمحلة، وإنما سميت بذلك لكثرة دوران الناس فيها، واختلافهم، وترددهم خلالها.
وتطلق أيضًا على البلد، كقوله تعالى: (فأصبحوا في ديارهم جاثمين)، أي في بلدهم.
و"الدار" اسم لمدينة سيدنا رسول الله ﷺ.
والدارً: القبيلة، وفي الحديث (ألا أنبئكم بخير دور الأنصار؟ دور بني النجار ثم دور بني الأشهل ثم دور بني الحارث، ثم دور بن الساعدة، وفي كل دور الأنصار خير) .
فالدور ههنا جمع دار، وهي القبيلة، والمراد أنها قبائل اجتمعت، كل في محله، فسميت المحلة دارًا، وسمي بها ساكنوها على المجاز، بحذف المضاف، إذ الأصل أهل الدور وهو كقوله تعالى: (واسأل القرية)، أي أهل القرية.
وفي الحديث: (ما بقيت دارٌ إلا بني فيها مسجدٌ) أي ما بقيت قبيلةٌ لأهلها مسدٌ يجتمعون للصلاة فيه.
وقد يقال للدار دارةٌ، لكن الدارة أخص من الدار، قال أمية:
له داعٍ بمكَة مشمَعِلٌ ... وآخر خلف دارَ [ته ينادي]
والدار: صنمٌ سمي به بنو عبد الدار بن قصي ابن كلاب.
والدار: اسم رجلٍ من لحمٍ.
والدار مؤنثة، قيل: وقد تذكر، كقوله تعالى: (وتنعمَ دارُ المتقين) وذلك على معنى المثوى والموضع ولها جموعُ قلةٍ وكثيرٍ، فيقال في جمع القلة: أدؤر، وأدوُرٌ، بالهمز وبغيره، فإذا همزت، فالهمزة مبدلةٌ من واوٍ مضمومةٍ.
ويقال في جمع الكثير: دورٌ وديارٌ. قال ابن سيدة جمع الدار آدُرٌ على القلب، وديارةٌ ودياراتٌ وديرانٌ ودورٌ ودوْراتٌ.
وقال الأزهري: يقال: ديرٌ ودِيرةٌ وأديارٌ ودِيرانٌ ودارَةٌ، وداراتٌ، ودُورٌ، ودوْرانٌ، وأدْوارٌ، ودِوارٌ وأدورِةٌ، وديارةٌ.
وأما الدارة: فهي ما أحاط بالشيء، ومنه دارةُ القمرِ، وهي هالته التي حوله، ود دارة الرمل وما استدار منه.
والدارة أيضًا هي كل أرضٍ واسعةٍ بين جبالٍ.
قال الزمخشري: هي أرضٌ سهلةٌ تحيط بها جبال من جهاتها جميعًا. وكل موضعٍ يدار به بشيء يحجزه فهو دارةٌ كالدارات التي تتخذ في المباطخ ونحوها، وتُجعل فيها الخمر. وأنشد:
تلقى الإوزينَ في أكنافِ دارتها ... فوضى، وبين يديها التبن منثور
قال أبو منصور، حكايةً عن الأصمعي: الدارةُ رملٌ مستدير، في وسطه فجوة، وثال: الدارة هي الجوبة الواسعة تحفها الجبال، وقال أبو حنيفة: إنها تعد من بطونِ الأرض المنبتة، وقيل: هي البُهرة إلا أن البُهرة لا تكون إلا سهلة، والدار تكون غليظةً وسهلةً.
وقيل: الدارة كل جوْبة [تنفتح] في الرمل. والدارة مونثة، وجمعها داراتٌ ودورٌ، قال الراجز: من الدَّبيل ناشطًا للدور وقال زهير:
ترَبصُ، فإن تُقو ِ المروراتُ منهم ... ودارتُها، لا تقوِ منهم (إذًا تخلُ)
وأما الدير، فهو بيتٌ يتعبد فيه الرهبان، ولا يكاد يكون في البصر الأعظم. إنما يكون في الصحارى، ورؤوس الجبال. فإن كان في المِصر الأعظم كان كنيسة أو بيعةً.
وربما فرقوا بينهما، فجعلوا الكنيسة لليهود، والبيعة للنصارى.
قال الجوهري: "دير النصارى أصله وجمعه أديارٌ".
والديراني: صاحبه الذي ينسبُ إليه، وهو نسبٌ على غير قياسٍ.
وقال أبو منصور: "صاحبه الذي يسكنه ويعمُرُه ديراني وديارٌ".
وقال أيضًا: قال سلمة، عن الفرَّاء: يقال دارٌ وديارٌ ودُورٌ، وفي الجمع القليل: أدْوُرٌ وأدْؤرٌ وديرانٌ ويقال: آدُرٌ، على القلب. ويقال: ديرٌ ودِيرةٌ وأديارٌ وديرانٌ، ودارةٌ وداراتٌ وأديرةٌ وديرٌ ودُورٌ ودورانٌ وأدوارٌ ودِوارٌ وأدورَةٌ، هكذا على نسقٍ.
وهذا يشعر بأن الدير من اللغات في الدار، ولعله بعد تسمية الدار به خصص بالموضع الذي تسكنه الرهبان، فصار علمًا عليه، والله تعالى أعلم بالصواب.
الباب الأول
قال أبو عبد الله: من الدور التي حاولت استقصاءها: ١ الدارُ: معرفةً غير مضافة: محالٌ كثيرة، منا: محلةٌ كانت بين البصرة والبحرين. قال ابن درَيدٍ في الملاحين: الدار منزلٌ بين البصرة والأحساء.
1 / 1
٢ والدارُ اسمُ لمدينة رسول الله ﷺ وبذلك فسر قوله تعالى: (والذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم) .
٣ ودارٌ: اسم محلةٍ ذكرت في شعر نهشل بن حري:
ونحن منعنا الحيَّ أن يتقسموا ... بدارٍ، وقالوا: ما لِمن فرَّ مقعدُ
٤ ودارٌ: موضعٌ معروفٌ بالبحرين، إليه يُنسب الداري العطار، وقيل: إنه دارًا
وأما دارٌ مضافة فكثير، وسنذكر ما استطعنا جمعه ومعرفته، وهي: ٥ دارُ الأرقم: بمكة، وهي منسوبة إلى الأرقم ابن أبي الأرقم. أورد الطبري في (نسبٍ الصحابة) عن عثمان بن الأرقم أنه قال: (كنتُ ابن سبعٍ في الإسلام. أسلم أبي سابع سبعة، وكانت داره على الصفا، وهي الدار التي كان رسول الله ﷺ يدعو فيها أول العهد بالإسلام. فأسلم في تلك الدار خلقٌ كثيرون، ودعا فيها النبي ﷺ. ليلة الاثنين، وقال: اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر ابن الخطاب أو عمرو بن هشام، فجاء ابن الخطاب من الغد فأسلم في دار الأرقم، فخرج المسلمون منها وكبروا وطافوا بالبيت ظاهرين، وسميت بعد ذلك بدار الإسلام، وتصدق بها الأرقم على ولده وكتب بذلك: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما قضى به الأرقم في داره التي عند الصفا، إنها صدقةٌ بمكانها من الجرم، لا تباع ولا تورث، شهد بذلك هشام بن العاص ومولاه.
قال: فلم تزل هذه الدار صدقةً، فيها ولده يسكنونها حتى زمن المنصور قال يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم: إني لأعلم اليوم الذي وقعت فيه الدار في نفس أبي جعفر، فقد رأيته يسعى بين الصفا والمروة في بعض حجاته، وكنا نحن على ظهر الدار، فكان يمر من تحتنا، وهو ينظر إلينا من حين يهبط بطن الوادي حتى تصعد إلى الصفا.
فلما كان خروج محمد بن عبد الله بن الحسن عليه بالمدينة، كان عبد الله بن عثمان بن الأرقم. ممن بايعه، لكنه لم يخرج معه، فبعث المنصور بكتابٍ إلى عامله على المدينة ليحبس ابن الأرقم، ثم بعث برجلٍ كوفي يقال له شهابٌ، وكتب إلى عامل المدينة ليدخله عل ابن الأرقم وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، فوجده متضجرًا من سجنه فسأله: أتريد الخروج مما أنت فيه؟ قال: نعم. قال: تبيع دار الأرقم، فإن أمير المؤمنين يريدها لنفسه، قال: إنها صدقةٌ وحظي منها هبة لأمير المؤمنين، وإن معي شركاء، إخوةً وأبناء عمومة. قال: تخلَّ عن حظك منها تخرج مما أنت فيه، فوهبها له، وتتبع أقرباءه، وأغراهم فباعوه إياها فانتهت إلى المنصور، ومن بعده للمهدي ثم للخيزران أم موسى وهارون، ثم لجعفر بن موسى الهادي، ثم اشتراها غسان بن عبادة من أبناء جعفر بن موسى.
٦ دار الاستخراج: قيل: هي دار العذاب التي كان الحجاج يعذب عماله فيها إن بدر منهم تقصير، أو ما يوجب العقوبة.
٧ [دار البحر: وهي بالمنصورية، قال علي الإيادي يصفها ويمدح بانيها المعزَّ العبيدي:
ولما استطالً العزُّ واستولت البُنى ... على النجمِ وامتدَّ الرواقُ المُزوَّقُ
بنَى قبةٌ للمُلكِ في قلب جنةٍ ... لها منظرٌ يزهى به الطرفُ مونقٌ
بمعشوقةِ الساحاتِ أما عراصُها ... فخضرٌ، وأما طيرُها فهي نطقُ
تحفُّ بقصرٍ ذي قصورٍ كأنما ... ترى البحر في أرجائه وهو متأقُ
إذا بثَّ فيها الليل أشخاصَ نجمهِ ... رأيتَ وجوهَ الزندِ بالنارِ تحرقُ]
٨ [دار بشر: قال ابن الفقيه: هي بلدة قديمة، في غوطة دمشق، تقع شرق باب جيرون بخمسة أميال. مرَّ بها عدي ابن زيدٍ موفدًا من كسرى إلى ملك الروم، فنزل بها، وقال يذكرها:
ربَّ دارٍ بأسفلِ الجزعِ من دُو ... مة أشهى إليّ من جيرون
وندامى لا يفرحون بما نا ... لوا، ولا يرهبون صرفَ المنونِ
قد سُقيتُ الشمولَ في دار بشرٍ ... قهوةً مزَّةً بماءٍ سخينِ]
٩ دار ابن دعان: بمكة؛ وهي دار عبد الله بن عمرو بن كعبٍ بن سعد بن [تيمٍ] بن مرة. وهي الدار التي شهد فيها سيدنا رسول الله ﷺ حلفَ الفضول مع عمومته.
١٠ دار أبي سفيان: تنسب إلى أبي سفيان بن حربٍ وهي بمكة، ويقال لها: دارُ ريطة، وفي الحديث: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمنٌ) .
١١ [دار بجالة: وكانت سجنًا، وهي منسوبةٌ إلى بجالة ابن عبدة] .
1 / 2
١٢ دار البطيخ: وهي محلةٌ ببغداد، كانت لبيع الفاكهة قال الهيثم: كانت قبل أن تنقل إلى الكرخ، في درب يعرفُ بدربِ الأساكفة، وإلى جانبها دربٌ يعرفُ بدرب الخير، ثم نقلت من هذا المكان إلى موضعها بالكرخ أيام المهدي قال البصيري يذكرها:
أنتَ ابنُ كلِّ البرايا، لكنِ اقتصروا ... على اسم حمزةَ وصفًا غير تشميخِ
كدارٍ بطيخَ تحوي كل فاكهة ... وما اسمها الدهر إلا دارُ بطيخ
١٣ دار البقر: وهما قريتان بمصر، يقال للأولى: دار البقرِ القبلية، وللثانية، دار البقرِ البحرية] .
١٤ دار البنود: كانت دارًا للسلاح، بمصر، اتخذها علويو مصر سجنًا لمن يراد قتله، حبسَ فيها التهامي فقال يذكرها:
طرقَتْ خيالًا بعدَ طولِ صدودها ... وفرتْ إليه السجنَ ليلةَ عيدها
أنّى اهتدت؟ ولا التيهُ منشاها ولا ... سفحُ المقطمِ من مجرِّ برودها
أسرتْ إليهمن وراء تهامةٍ ... وجفاهُ داني الدارِ، غيرُ بعيدها
مستوطنًا دارَ البنود، وقلبُه ... للرعبِ يخفقُ مثلَ خفقِ بُنودها
دارٌ تحطُّ بها المنون سنانُها ... فتروحُ والمهجاتُ جلُّ صيودِها
١٥ دار بني بياضة: من دور المدينة، ولها ذكرٌ عند أهل السير.
١٦ دار بني عبد مناف: كانت بمكة، قبالة المسجد الحرام، عند باب بني شيبة.
١٧ دار بني جحجبى: وهي من دور المدينة.
١٨ دار بني جحشٍ: من دور مكة بالردم.
١٩ [دار بني ساعدة: من دور المدينة، ذكرها أهل السير] .
٢٠ [دار بني سلمة: من دور المدينة أيضًا] .
٢١ [دار بني مالك: من دور المدينة أيضًا، وعندها بركت ناقة رسول الله ﷺ يوم دخوله المدينة مهاجرًا] .
٢٢ دار بني النضير: رأيتها في شعر عروة بن الورد ولا أعلم عنها شيئًا. قال:
وأحدثُ معهدًا من أمٍّ وهبٍ ... معرّسنُا بدارِ بني نضير
٢٣ الدار البيضاء: كانت بأعلى مكة، وهي دار محمد بن يوسف الثقفي، بقرب بئر الطوي.
٢٤ [والدار البيضاء أيضًا بالبصرة: ابتناها عبيد الله بن زياد بن أبيه: واعتنى ببنائها وجملها بالتصاوير، فلما فرغ منها البناؤون، أمر رجاله ألا يمنعوا أحدًا من دخولها وأن يأتوه بمن تكلم بشيء عليها، فدخل إليها أعرابي بصحبة بصري، فلما شاهدا التصاوير، قال الأعرابي: لا ينتفع صاحب هذه الدار بها إلا قليلًا] .
وقال البصري: بقاؤه فيها مستحيل، ولبثُهُ [بيننا] غير طويل. فجيء بهما إلى عبيد الله، وأخبر بأمرهما وما قالاه. فقال [للأعرابي]: لم قلت ما قلت؟ فقال: لأني رأيت فيها أسدًا كالحًا، وكلبًا نابحًا، وكبشًا ناطحًا.
قال للبصري: وأنت، لم قلت ما قلت؟ فارتعد خوفًا وقال: لا أدري أيها الأمير، أهو مني للأعرابي احتذاء، أم أنه حمقٌ وبذاء. فأمر بإخراجهما [جرًا] على البطون، ولكن كان الأمر كما قالا، فلم يسكن هذه الدار إلا قليلًا، حتى أخرجه أهل البصرة، فانطلق إلى الشام ولم يعد بعد ذلك إليها.
وفي خبرٍ ذكره الخالدي أن عبيد الله لما بنى الدار البيضاء، أمر رجاله أن يأتوه بمن يقول فيها شيئًا، فجاؤوه برجل قرأ قوله تعالى وهو ينظر إلى الدار: "أتبنون بكل ريعٍ آيةً تعبثون. وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" فسأله: ما الذي دعاك إلى ما قلت؟ فقال: آيةٌ عرضت لي، فقال: لأعملنَّ بالآية الثالثة ثم أمر أن يُبنى عليه ركنٌ من أركان الدار] .
1 / 3
٢٥ دار التاج: كانت جليلة القدر، مشهورة واسعة، وهي ببغداد، على الجانب الشقي من دجلة. وضعأساسها المعتضد، وسماها باسمها، ولم تتم في خلافته، فأتمها ابنه المكتفي. وكان أول ما وضع من البناء في الجانب الشرقي قصر جعفر البرمكي وكان معروفًا بالشرب والتهتك مما أهم أباه كثيرًا، فنهاه عما هو فيه، فلم يجد معه شيء، فطلب منه أن يتخذ لنفسه قصرًا نائيًا على الجانب الشرقي، ليكون مع ندمانه وقيانه بعيدًا عن العيون. فبنى جعفر لنفسه قصرًا عظيمًا هناك فلما قارب فراغه، سار إليه في أصحابه وفيهم مويس بن عمران فطاف به فاستحسنه، وسمع ما قاله أصحابهُ فيه من تقريظ، ومويسٌ لا يتكلم. فقال له: مابك؟ قال: حسبي الذي قالوه. فأدرك جعفر ما يريده مويسٌ، فقال له: أقسمتَ عليك لتقولن. فقال: إذا مررت بدارِ صاحب لك، ورأيتها خيرًا من دارك فما أنت صانعٌ؟ قال: حسبك يا مويس! فما الرأي إذًا.
قال: اغدُ على أمير المؤمنين، فإنْ سألك عن سبب تأخيرك عنه، فقلْ: كنت في قصرٍ بنيته لمولاي المأمون فدخل جعفر على الرشيد فسأله: ما أخرك عنا؛؟ قال: كنت في الجانب الشرقي في قصرٍ بنيته لمولاي المأمون هناك. وله مكانةٌ عظيمةٌ عندي، فقد جعل في حجري قبل حجرك، واستخدمني أبي له، فرغبت في أن أتخذ هذا القصر له، في تلك الناحية، ليصحَّ مزاجه، ويصفو ذهنه، في موضع طاب هواؤه، وعذب ماؤه.
فقال: والله لا سكنه أحدٌ سواك. فظلَّ جعفر يتردد إليه إلى أن أوقع الرشيد بآل برمك.
وكان القصر يعرف إلى ذلك الوقت بقصر جعفر، ثم انتقل إليه المأمون، وأضاف إليه جملةً من البرية حوله وجعلها ميدانًا لركض الخيل واللعب بالصوالجة، ثم فتح له، بابًا شرقيًا، وأجرى فيه نهرًا ساقه من نهر المعلى وابتنى إلى جواره منازل لأصحابه، سميت من بعد بالمأمونية ثم أنزل في القصر الفضل والحسن ابني سهلٍ، ثم لما طلبه الحسن وهبه له، فعرف بالقصر الحسني مدة، ثم آل أمره إلى بوران بنت الحسن، بعد موت أبيها [استنزلها] المعتمد عنه وعوضها منه، فجددته وأحسنت فرشه، ثم أخبرت الخليفة باعتماد أمره، فأتاه فرح في نفسه، ونزل فيه بقية عمره.
ثم آل أمره إلى المعتضد من بعده، فوسعه، وأدار سورًا من حوله، ثم ابتدئ ببناء التاج، فجمع الرجال ليحفر الأساسات، ثم اتفق خروجه إلى آمد، فلما آب رأى الدخان منه [وابتنى] تحت القصر آزاجًا من القصر إلى الثريا تمشي فيها الحُرم والجواري والسراري. وما زال باقيًا إلى الغرق الأول الذي حدث ببغداد، فغفا أثره.
ومات المعتضد بالله في سنة تسع وثمانين ومائتين، وتولى بعده ابنه المكتفي بالله، فأتمَّ عمارة التاج.
أما صفة التاج، فكان وجهه [مبنيًا] على خمسة عقود، كل عقد على عشرة أساطين. وفي أيام المقتفي وقعت صاعقةٌ سنة تسع وأربعين وخمسمائة، فتأججت النار فيه وفي القبة والدار التي كانت القبة أحد مرافقها، وبقيت النار تسعة أيام ثم أطفئت، ثم جدد المقتفي بناءه، ثم [تركه فأتمه] من بعده المستضيء، وهو يعرف إلى اليوم بدار التاج.
٢٦ دار ثمود: بالحجر وكانت محلة لقوم صالح. وفي الحديث: (لما مرَّ بالحجر، دار ثمود، قال لأصحابه: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين) .
٢٧ دار جين: اسم موضع. ذكره العمراني. وفيه نظر.
٢٨ دار الحكيم: وهي محلةٌ مشهورةٌ من محال الكوفة، تنسب إلى الحكيم بن سعد بن ثورٍ البكائي، من بني البكاء بن عامر بن صعصعة.
٢٩ دار الحمام: بمكة، على يسار المصعد من المسجد إلى ردم عمر. بناها معاوية بن أبي سفيان.
٣٠ دار خالصة: بمكة، وهي من دورها القديمة، تنسب إلى خالصة مولاة الخيزران.
٣١ دار الخيزران: بمكة. بنتها الخيزران، جارية المهدي وزوجه.
٣٢ دار الحيل: وهي من دور الخلافة العظيمة ببغداد. كانت عظيمة الأرجاء، عالية البناء، فيها صحن عظيمٌ، ذرعه أكثر من ألف ذراع في أكثر من ألف ذراعٍ. وكان يوقف فيها في الأعياد، وعند ورود الرسل من كل أنحاء البلاد.
وفي كل جانب منها خمسمائة فرسٍ بمراكب الذهب والفضة كل فرس منها على يد شاكري.
٣٣ دار دينار: وهما محلتان من محالٌ بغداد، يقال [لإحداهما] دار دينارٍ الكبرى.
٣٤ وللأخرى دار دينار الصغرى.
1 / 4
وكانتا في الجانب الشرقي قرب سوق الثلاثاء، [وهما منسوبتان] إلى دينار بن عبد الله أحد موالي الرشيد، وهو الذي عاضد الحسن بن سهل في حروب فتنة إبراهيم بن المهدي قال الألوسي يذكر دار دينارٍ:
نهرُ المُعلّى لشاطي دارِ دينارِ ... مجامعُ العيس أوطاني وأوطاري
حيثُ الصبا ناعمٌ، والدار دانيةٌ ... والدهرُ يأتي على وقفي وإيثاري
والليل بين الدمى والغيد محتضرٌ ... قصيرُ ما بينَ روحاتي وإبكاري
وقد تطاول حتى ما تخيلَ لي ... أنَّ الزمانَ لياليه بأسحاري
وكان دينار المولى أجل قائد في أيام المأمون، ثم سخط عليه، وله أخٌ يسمى يحيى بن عبد الله قال دعبل يهموهما:
مازال عصياننا لله يرذلُنا ... حتى دفعنا إلى يحيى بن دينارٍ
إلى عليجين لم تقطع ثمارهما ... قد طالَ ما سجدا للشمس والنارِ
وقال يهجوهما، ويهجو الحسنَ بن رجاءٍ، وابني هشامٍ، أحمد وعليا، وكانوا ينزلون المحرم ببغداد:
ألا فاشتروا مني ملوكَ المخرَّمِ ... أبيعْ حسنًا وابني [رجاءٍ] بدرهم
وأعطِ [رجاءً] فوق ذاك زيادة ... واسمح بدينارٍ بغير تندمٍ
فإن ردَّ من عيبٍ عليَّ جميعهم ... فليس يرد العيب يحيى بن أكثم
٣٥ [دار الرزبن: من نواحي سجستان، وقيل: من نواحي كرمان. والله أعلم بالصواب] .
٣٦ [الدار الرقطاء: بمكة، كانت مسكنًا لسيدنا محمد ﷺ.
وتُعرف بدار خديجة أيضًا، لأنه ابتنى بها في تلك الدار ولم يزل يسكنها إلى يوم هجرته ﷺ، فأخذها عقيل ابن أبي طالب، ثم اشتراها معاوية في خلافته لتكون مسجدًا له] .
٣٧ دار الرقيق: وهي محلةٌ كانت ببغداد، متصلة بالحريم [الطاهري] من الجانب الغربي، ويقال لها شارع دار الرقيق أيضًا. قال: بعضهم من أبيات كتبها على حصن أبي جعفر المنصور:
إني بليتُ بظبيٍ ... من الظباء رشيقِ
رأيته يتسنى ... بقرب دار الرقيق
فقال لي: مولاي زُرني ... فقد شرقت بريقي
فقال لي رمت أمرًا ... أعلى من العيوق
ودار الرقيق ما تزال باقية إلى الآن، وفيها يقول التميمي:
شارع دار الرقيق أرَّقني ... فليت دار الرقيق لم تكن
به فتاةٌ للقلب فاتنةٌ ... أنا فداءٌ لوجهها الحسنِ
٣٨ [دار الروم: محلةٌ من محال بغداد، بجانبها الشرقي يقطنها جماعةٌ من الروم أنزلوا بها، ولهم فيها بيعتان] .
٣٩ دار [الريحانيين]: من دور الخلافة ببغداد. بعد نقضه تشرف على سوق الرياحين. أستجدها المستظهر بالله بعد نقضه لدار خاتون التي بباب الغربة، ودار السيدة بنت المقتدي وكان بالريحانيين سوق للسفطيين، فأخربها، وأضافها إلى الدار، وفيها اثنان وعشرون دكانًا.
وهناك خان معروف بخان العاصم، ومن ورائه ثلاثة وعشرون دكانًا، وسوقٌ للعطارين فيها خمسة وأربعون دكانًا، وستة عشر، دكانًا فيها مداد الذهب، وعدة آدُر من دار الحرم، وقد عمل الجميع دارًا ذات أربعة وجوه، بعضها يقابل بعضًا.
أما سعة صحنها فستمائة ذراعٍ، وكان في وسطها بستانٌ، وفيها أكثر من ستين حجرة، تنتهي إلى الباب المعروف بدرْكاه خاتون، من باب الحُرمِ، قرب باب النوبي.
وكان البدء بعملها في سنة ثلاث وخمسمائة، وفرغ منها بعد أربع سنين وفيها يقول سبطً:
تهنَّ بها أشرفَ الأرض دارًا ... جمعتَ العلاء بها والفخارا
تتيسه على البدر، بدر السماء ... بساكنيها شرفًا وافتخارا
وأضحت حمى ملك لا يجار ... عليه، وبحر ندى لا يُجارى
٤٠ دار رائعة: بالعين مهملة، محلةٌ بمكة، فيها مدفن آمنة بنت وهب، أم سيدنا رسول الله ﷺ. وقيل: مدفنها بالأبواء بين مكة والمدينة، وقيل: بمكة، في شعب أبي دب. والله تعالى أعلم بالصواب.
٤١ دار رائغة: بالغين معجمةً، محلةٌ من محال مكة، تنسب إلى امرأةٍ من أهلها، يقال لها رائغةٌ ذكرها أبو نصرٍ الساجي.
٤٢ [دار زنْج: محلة في بعض قرى الصغانيان، ينسب إليها أبو شعيب صالح بن منصور الجراح الدار زنجي الصغاني مات سنة ثلاثمائة، روى عن قتيبة بن سعيد، وروى عنه عبيد الله بن محمد بن يعقوب البخاري] .
1 / 5
٤٣ دار السلام: من أسماء بغداد، ودار السلام: الجنة، ولعل بغداد سميت بها على التشبيه.
٤٤ [دار سوق لتمر: وهي بقرب باب الغربة، من مشرعة الإبريين، ذات الباب العالي. وتعرف بالدار القطنية] .
٤٥ دار الشجرة: من دور الخلافة ببغداد، بناها المقتدر بالله، وهي دار فسيحة، فيها بساتين مونقة، وإنما سميت بدار الشجرة، لشجرة كانت فيها، مصنوعة من الذهب والفضة تتوسط بركة مدورة كبيرة أمام إيوانها، وبين شجر بستانها وغصونها ثمانية عشر غصنًا من الذهب والفضة، ولكل غصن فروعٌ مكللة بأنواع الجواهر على شكل ثمار.
وعلى أغصانها طيور منوعة مصوغة من الذهب والفضة، إذا مر بها الهواء سمعت لها من عجائب الصفير والهديل.
وفي جانب الدار عن يمين البركة تمثال لخمسة عشر فارسًا على خمسة عشر فرسًا، ومثله عن يسارها، وقد ألبسوا أنواعًا من الحرير المدبج، متقلدين بالسيوف، وفي الأيدي المطرد، وهم يتحركونعلى خط واحد، حتى كأن كل واحد منهم إلى صاحبه قاصد.
٤٦ دار شرشبر: بكسر الشينين المعجمتين، وبراءين مهملتين، وهي محلة كانت من قبل ببغداد وليست معروفة اليوم، رأيت لها ذكرًا في شعر جحظة البرمكي ولعله كان ينزلها، قال:
سلامٌ على تلك الطلول الدوائر ... وإنْ أقفرتْ بعدَ الأنيسِ المجاورِ
غرائرُ، ما فترْنَ في صيدِ غافلٍ ... بألحاظهنَّ الساجيات الفواتر
سقى الله أيامي برحبة هاشمٍ ... إلى دار شرشبرٍ محلٍّ الجآذر
سحائبُ يسحبنَ الذيول على الثرى ... ويُضحي بهنَّ الزهرُ رطبَ المحاجرِ
منازلُ لذاتي، ودارُ صبابتي ... ولهوي بأمثال النجومِ الزواهرِ
رمتنا يد المقدور عن قوس فرقةِ ... فلم يُحظنا للحينِ سهم المقادرِ
ألا هلْ إلى فيء الجزيرةِ بالضُّحى ... وطيبِ نسيمِ الروضِ بعدَ الظهائرِ
وأفنانها، والطير تندب شجوها ... بأشجارها بين المياه الزواخرِ
ورقةِ ثوبِ الجوِّ، والريح لدنةٌ ... تساق بمبسوطِ الجناحينِ ماطرِ
سبيلٌ، وقد ضاقتْ بي السُّبل حيرةً ... وشوقاُ إلى أفيائها بالهواجرِ
وهي طويلة. وقال من قصيدة أخرى:
سقى الله أيامي برحبةِ هاشمٍ ... إلى دارِ شرشيرٍ، وإن قدمُ العد
فقصر ابنِ حمدونٍ إلى الشارعِ الذي ... غنينا به، والعيش مقتبلٌ رغْد
منازل كانتْ بالملاحِ أنيسةً ... فاضحتْ، وما فيهن دعدٌ ولا هند
٤٧ دار طازاد كانت ببغداد على شاطئ دجلة وهي الدار التي نزلها البريدي سنة ٣٣٣هـ. قال ابن الفقيه: دار طازاد يقصر فرجٍ، على شاطئ جلة] .
٤٨ دار الطلوب: ببطحاء مكة، وهي تنسب إلى الطلوب مولاة زبيدة.
٤٩ دار الطواويس: كانت بدار الخلافة المعظمة ببغداد ابتناها المطيع، وكانت أعجوبة الزمان في عصرها، وهو الذي سماها باسمها، لما رأى الأرض حولها مخضرةً، وعليها كل ضروب الورد في أيام الربيع.
٥٠ [دار الظالمين: من دور البصرة، سمعت بها ولا أعلم عنها شيئًا] .
٥١ دار العامة: بسامراء. ابتناها المعتصم في موضع دير قديمٍ كان هناك. اشتراه من دياريه بأربعة آلاف دينارٍ، وأقام الدار في موضع تلك الدير.
٥٢ دار العجلة: بمكة، بلصق المسجد الحرام فيها، قال أحمد بن جابرٍ: حدثني العجلة بمكة، إلى من تنسب؟ فكتب: دار العجلَة هي دار سعيد بن سعد بن سهمٍ.
وبنو سعدٍ يقولون: إنها بُنيت قبل دار الندوة، وهي أول دار بنتها قريش في مكة.
٥٣ دار عرفان: بسوق يحيى، ببغداد، بالجانب الشرقي منها، وهي محلة ابن حجاج. ذكرها في شعره فقال:
فقولا للسحابِ: إذا مرتْكَ ال ... جنوبُ، وعدتَ منحلَّ العزالي
فجُدْ في دار عرفانٍ إلى أنْ ... تُسقيها من الماء الزلالِ
٥٤ [دار العقيقي: محلةٌ بدمشق، تعرفُ بدارِ الشريف العقيقي، وهي اليوم قبالة العادلية.
٥٥ دار علقمة: من دور مكة، تنسب إلى علقمة ابن عريج بن جذيمة بن مالك بن سعد بن عوف ابن الحارث بن عبد مناة بن كنانة.
٥٦ دار عمارة: وهما محلتان ببغداد: إحداهما على الجانب الشرقي في شارع المخرَّم، وهي دار حديثة، تنسب إلى عمارة بن أبي الخصيب، مولى روح بن حاتمٍ. قيل: إنه كان مولى المنصور.
1 / 6
٥٧ والثانية على الجانب الغربي، وهي قديمة منسوبة إلى عمارة ابن حمزة وهو من أبناء أبي لبابة مولى رسول الله ﷺ.
وكان المنصور قد أقطعها مولاه عمارة، وكانت بستانًا قبل بناء بغداد، يملكه بعض ملوك الفرس، ويجاورها ربض أبي حنيفة، ثم ربض عثمان ابن نهيك، وهو ما بين دار عمارة، ومقابر قريشٍ.
٥٨ دار فرجٍ: وهي من محال بغداد، بالجانب الشرقي منها، أعلى سوق يحيى.
وتنسب إلى فرجٍ الخادم التركي، وكان مملوكًا لحمدونة بنت غضيض، أم ولد الرشيد، ثم صار فرجٌ مولىً للرشيد، فأقطعه أرضًا بنى فيها دارًا عرفت به. ولم يكن على شاطئ دجلة بناءٌ أحكم من داره.
٥٩ [دار القتب: بكسر القاف وسكون التاء، أو بفتحتين عليهما. كانت بالبصرة، يقوم بأمرها حفص بن معاوية، (الغلابي) . قاله العمراني] .
٦٠ دار القز: محلةٌ كبيرةٌ ببغداد، تنسب إلى بيع القز، وهي في الجانب الغربي، في طرف الصحراء. ببينها وبين بغداد فرسخٌ. كان حولها دور كثيرة، خربت، ولم يبقَ منها اليوم إلا أربعٌ متصلة هي: دار القز.
٦١ ودار العتابيين.
٦٢ والنصرية.
٦٣ و[شهارْسُوك] والباقي خرائب وتلولٌ قائمةٌ.
وفي دار القز يعمل الكاغد اليوم.
وينسب إلى دار القز أبو خفصٍ عمر بن محمد بن المعمر بن أحمد بن يحيى بن حسان بن طبرزد المؤدب الدارقزي.
سمع كثيرًا بإفادة بي البقاء محمد بن محمد، وعُمِّر حتى روى ما سمعه، وحمل من بغداد إلى دمشق، فسمع عليه خلقٌ كثيرون، وعرف أنه ينفرد بكثير من الكتب مما لم يعرف إلا عنه. عاد إلى بغداد، ومات فيها سنة سبعٍ وستمائة، ودُفن بباب حربٍ، وكان مولده كما أخبر في ذي الحجة من سنة ست عشرة وخمسمائة ﵀.
وينسب إلى دار القز أيضًا أبو نصرٍ عبد المحسن بن غنيمة الدارقزي.
٦٤ دار القضاء: وهي دارٌ كانت بالمدينة، لعمر بن الخطاب ﵁، ثم صارت لمروان بن الحكم، وكان يسكنها عمر، فبيعت بعد موته في قضاء دينٍ كان عليه.
وزعم بعضهم أنها كانت دار الإمارة بالمدينة، وهذا محتمل لأنها صارت لأمير المدينة مروان بن الحكم من بعد.
٦٥ [دار القطن: وهما اثنتان: الأولى: محلة كبيرة كانت ببغداد بالجانب الغربي بين الكرخ ونهر عيسى، عند قطيعة الربيع، وإليها ينسب الإمام الحافظ أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد ابن المهدي الدارقطني البغدادي صاحب السنن ﵀.
روى عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن داود وابن صاعد، والحضرمي، وابن دريدٍ، وخلقٍ آخرين لا يحصون ببغداد والبصرة والكوفة وواسطٍ.
رحل إلى مصر والشام في كهولته. وكان أديبًا يحفظ عدة دواوين، منها: ديوان ديك الجن، وديوان السيد الحميري فنسب إلى التشيع، لكنه كان أبعد الناس عنه. وكان إمامًا في القراءات واللغة والنحو، وتفقه على مذهب الإمام الشافعي ﵁، أخذه عن أبي سعيد الأصطخري وقيل: عن صاحب أبي سعيدٍ. وكانوا يقولون: الدارقُطني أمير المؤمنين في الحديث.
كان مولده سنة ست وثلاثمائة ووفاته في ثامن ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو حامد الأسفراييني ودفن قريبًا من معروفٍ الكرخي.
٦٦ ودار القطن الثانية: محلة مشهورة بحلب،] ينسب إليها عمر بن قُشام صاحب التصانيف الكثيرة، رحل إلى أصبهان في صباه، ثم رجع إلى حلب، وكان يدرس عفي مدرسة البلاط بحلب] .
٦٧ [الدار القطنية: ذكرتها من قبل] .
٦٨ [دار قنافة: بحمص، كانت دارًا معروفة، نزلها عبد الله بن بسرٍ المازني الصحابي، الذي مات سنة ست وتسعين في بعض قرى حمص] .
٦٩ [دار قُمام: كانت بالكوفة، عند دار الأشعث بن قيس. وهي منسوبة إلى قمام بنت الحارث بن هانئ الكندي] .
٧٠ دار القوارير: قال أحمد بن جابرٍ: حدثني العباس ابن هشام، الكلبي، قال: كتب بعض الكنديين إلى أبي يسأله عن مواضع منها: دار القوارير، بمكة، فكتب له: فأما دار القوارير فكانت لعتبة بن ربيعة بن عبد شمسٍ بن عبد منافٍ ثم صارت للعباس بن [عتبة] بن أبي لهب ابن عبد المطلب، ثم صارت لأمجعفرٍ، زبيدة بنت أبي الفضل ابن المنصور، بنتها، فاستعملت في بنائها القوارير، فنسبت إليها، وكان حماد البربري قد بناها قريبًا من خلافة الرشيد، وأدخل إليها بئر جبير بن مطعم بن عدي.
1 / 7
٧١ دار كان: بفظ الفعل بعد الراء، وهي قرية من قرى مرو، تبعد عنها فرسخًا واحدًا. وكنت فررتُ إليها يوم دخل التتر مرو وخربوها في سنة ٦١٦.
وقد خرج منها طائفة من العلماء منهم: أبو عمرو يعمر ابن بشر الداركاني، وكان من أصحاب عبد الله بن المبارك حدث عنه، وعن الحسين بن واقدٍ.
ومنهم علي بن [إسحاق] السلمي الداركاني، أبو الحسن، صحب ابن المبارك، وحدث ببغداد، وروى عنه أحمد بن حنبلٍ، وعباسٌ الدوري وأحمد بن الخليل البرجلاني وغيرهم. وكان عالمًا فاضلًا، ثقة ورعًا. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
٧٢ دار المأمون: وتنسب إلى مأمون البطائحي وصارت إلى الطائفة الحنفية بمصر وتعرف اليوم بالسيوفية.
٧٣ الدار المثمنة: بناها المطيع لله تعالى بدار الخلافة ببغداد.
٧٤ الدار المربعة: بناها المطيع لله تعالى بدار الخلافة ببغداد أيضًا.
٧٥ [دار المخرج: كانت دارًا لسلاطين البويهية والسلجوقية في محلة المخرِّم ببغداد بين الرصافة ونهر المعلَّى.
خرَّبها أمير المؤمنين الناصر لدين الله أبو العباس أحمد سنة سبع وثمانين وخمسمائة. وكانت هذه الدار في محلة المخرِّم خلف الجامع المسمى بجامع السلطان.
وهي منسوبةٌ إلى مخرِّم بن يزيد بن شريح بن مخرِّم ابن مالك بن ربيعة بن الحارث بن كعبٍ. كان ينزلها أيام نزول العرب السواد أول عهدهم بالإسلام.
قال هشام: سمعت قومًا من بني الحارث يقولون: المخرَّم إقطاعٌ من عمر بن الخطاب ﵁، أقطعها المخرِّم، وقيل: إن كسرى أقطعه إياها والله تعالى أعلم بالصواب] .
٧٦ [الدار المعزية: ببغداد، كانت بباب الشماسية بأعلى بغداد، عند الباب الشرقي منها، وكانت قريبة من قصر فرج.
وهي منسوبة إلى صاحبها معز الدولة الديلمي أحمد بن بويه، فقد بناها سنة خمسين وثلاثمائة، بعد أن هدم ما جاورها، وكان قلع الأبواب الحديد التي على مدينة المنصور والتي بالرصافة، ونقلها إلى داره، ولزمه على بنائها ثلاثة عشر ألف ألف درهم] .
٧٧ دار المقطع: بضم أوله وفتح ثانيه، وطاء مهملة مشددة مكسورة، وبآخره عين، وهي بالكوفة، تنسب إلى المقطع الكلبي، وفيه يقول عدي بن الرقاع:
على ذي منارٍ، تعرف العين متنه ... كما تعرف الأضياف دارَ المقطعِ
٧٨ [دار ملولٍ: بفتح أوله. وهي من بلدان إفريقية، ولا أعلم موضعها] .
٧٩ [دار المملكة: بأعلى المخرِّم، وكانت قديمًا لسبكتكين الحاجب، غلام معز الدولة. نقض أكثرها عضد الدولة وأعاد بناءها، ثم نهبت [وأحرقت] . وفي سنة اثنتين وخمسمائة فوض بهروز الخادم بإعادة بنائها، فأتمها، وحملت إليها الفرش والكُسى والبُسط والآنية، ثم وقع فيها الحريق الثاني سنة خمس عشرة وخمسمائة، فأتت النيران عليها ولم يسلم منها شيء] .
٨٠ دار نخلة: مضافة إلى واحدة النخل، وهي في موضع سوق المدينة، جاء ذكرها في الحديث.
٨١ [دار مؤنسٍ: كانت في سوق الثلاثاء عند مشرعة القطانين، بالقرب من دار الخلافة] .
٨٢ دار الندوة: بمكة. أحدثها قصي بن كلاب بن مرة، لما تملك مكة. وكانت قريش تجتمع فيها للمشورة وإبرام الأمور في الجاهلية، وصارت بعد قصي لابنه عبد الدار بن قصي بنكلاب.
وإنما سميت دار الندوة، من لفظ الندي والنادي والمنتدى والمتندَّى.
فالندي مجلس القوم ما داموا مجتمعين فيه، فإذا تفرقوا عن مجلسهم فليس بندي. وفي الحديث: (اللهم اجعلني في الندي العلى)، أي مع الملأ الأعلى، وهم الملائكة. والنادي كالندي، وهو المجلس يندو إليه أهله، ولا يسمى ناديًا إلا إذا كان أهله فيه، فإن لم يكونوا فليس ناديًا. قال تعالى: (وتأتون في ناديكم المنكر) . وقال الشاعر:
وما يندوهم النادي ولكن ... بكل محلةٍ منهم فئام
ودار الندوة من ذلك المجلس الذي يندون حوله، أي يهذبون قريبًا ثم يرجعون.
والنادية في الإبل هي التي تصرف عن الورد إلى المرعى قريبًا، ثم يعاد بها إلى الثرب، وهو المندى.
1 / 8
وآلت دار الندوة إلى [حكيم] بن حزام بن خويلد ابن أسد بن عبد العزى بن قصي، فباعها من معاوية بمائة ألف درهم، فلامه [ابن الزبير] على ذلك وقال: يا حكيم، لقد بيعت مكرمة آبائك. فقال: ذهبت المكارم إلا التقوى، لقد اشتريتها في الجاهلية بزق خمر، وبعتها بمائة ألف درهمٍ وإني أشهد كم الآن أن ثمنها في سبيل الله، فأينا المغبون؟ قال هشام: دار الندوة أول دارٍ بنيت لقريشٍ بمكة بناها قصي بن كلابٍ، ثم صارت إلى ولده وبنيه، حتى باعها عكرمة بن عامر لبن هاشم بن عبد منافٍ من معاوية فجعلها دارًا للإمارة.
وكانت هذه الدار لاصقة بالمسجد الحرام، وكان معاوية ينزل فيها إذا حج واعتمر، ونزل فها خلفاؤه من بعده، ودخل بعض هذه الدار في زيادة عبد الملك والوليد وسليمان في المسجد الحرام، وبعضها الآخر في زيادة المنصور.
٨٣ [دار نهشل: وجدتها في شعر بعض السعديين ولا أعرفها. قال
ثوى ناظرُ الحاجاتِ في دارِ نهشلٍ ... ودار هُليكٍ، والرحامُ يهولُها]
٨٤ [دارُ نُهيكٍ] .
٨٥ [دار نيروز: بالبصرة، وكانت دارًا عظيمة، يدور حولها سور [مديدٌ] وحولها زروعٌ وأشجار.
٨٦ دار وأشكيدان: بواو وألف وشين معجمة، ثم كاف وياء مثناه تحتية، وذال معجمة وألف، وبأخره نون، وهي من قرى هراة، والنسبة إليها داري، يقول فيها الشاعر:
يا قرية الدار! هل لي فيكِ من دارِ
٨٧ دار الوزارة: ثلاثة مواضع.
في الأول: دار الوزارة ببغداد، وكانت في الأصل دار سليمان بن وهبٍ، بباب المخرم على دجلة، عند مشرعة الصخر. ثم صارت مقرًا للوزارة، وهي دار واسعة فيها عدة آدر منها: ٨٨ الدارُ الدمشقية.
٨٩ ودار المستخرج.
٩٠ والدار الجديدة.
٩١ ودار البستان، وهي التي نزلها ابن الفرات سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، في وزارته الثالثة.
٩٢ وفي الموضع الثاني: دار الوزارة بأصبهان، ابتناها الصاحب، وأنفق في تشييدها أموالًا عظيمة. ودخلها بعد الفراغ من بنائها، وحوله رجاله وشعراؤه وهم يحيطون به، وغليها ينظرون ويعجبون. قال الضبي فيها من قصيدة له:
دارُ الوزارةِ ممدودٌ سرادِقُها ... ولاحقٌ بُذارا الجوزاءِ لاحقُها
دارُ الأمير التي هذي وزارتُها ... أهدتْ لها وشُحًا راقتْ غارقُها
وقد قيلت في هذه الدار أشعار كثيرةٌ ٩٣ وفي الموضع الثالث: دار الوزارة بمصر، بناها يعقوب بن كلسٍ، وزير العزيز العبيدي نزار بن معد، صاحب مصر.
وكان يعقوب هذا يهوديًا خبيثًا، أصله من بغداد، قيل: إنه مات على دين آبائه وقيل: إنه اسلم، وحسن إسلامه [قبل موته] بسنين. كانت ولادته ببغداد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة بباب القز، ومات بالقاهرة سنة ثمانين وثلاثمائة.
٩٤ دار لوكالة: كانت دارًا للأفضل، وزير العبيديين بمصر، وموضعها على النيل، وكانت تسمى دار الملك.
٩٥ [دار هُليكٍ] وقيل: باللام، وجدتها في شعر بعض بني سعدٍ، وقد ذكرته] .
٩٦ دار الياقوتة: كانت بمكة بين الصفا والمروة، بناها نافع بن علقمة، خال بني مروان، وواليهم على الحجاز.
٩٧ دار يزيد: بالبصرة، وهي تنسب إلى يزيد بن منصور، والله تعالى أعلم بالصواب.
ومما وجدناه بلفظ التثنية: ٩٨ داران: وهي قريةٌ عجينة من أعمال إربل، قيل: فيها ماء يختلف لونه في أول النهار عنه في آخره ووسطه فيكون أبيض في أوله فيصير أسود في وسطه، ثم يعود أبيض في آخره.
ومما وجدناه بلفظ الجمع: ٩٩ دوران: اسم موضع، سمعت به، وهو قريب من الكوفة.
١٠٠ الدور: محلة بنيسابور، ينسب إليها قومٌ من الرواة، منهم: أبو عبد الله الدوري، وله ذكر في حكاية أحمد بن سلمة النيسابوري.
١٠١ والدور أيضًا: محلة في طرف بغداد، قرب دير الروم، وهي الآن خربةٌ.
١٠٢ والدور أيضًا: قرية قرب سميساط.
١٠٣ والدور أيضًا: موضع بالبادية. قال الشاعر:
وإلى لدورِ بالمروراتِ منهم ... فإلى فجِّ مائرٍ فالديارِ
1 / 9
١٠٤ودور بغداد مضلفة: محلة ببغداد، قرب مشهد أبي حنيفة ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن مخلدٍ الدوري، صمع يعقوب الدوري، والزبير بن بكارٍ وممن ينسب إليها الهيثم بن محمد الدوري، ومحمد بن الباقي بن أبي الفرج محمد بن أبي اليسري الدوري البغدادي، حدث عن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن بكران، وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري، ومحمد بن الفتح العشاري، وحفص بن عمر بن عبد العزيز ابن صهبان الدوري البغدادي الضرير المقرئ، روى عن الكسائي، ومات في شوال من سنة ست وأربعين ومائتين.
١٠٥ الدور الأعلى: قرية كبيرة بين سامرًا وتكريت.
١٠٦ الدور الأسفل: محلة بين سامرًا وتكريت أيضًا وهي قريبة من الدور الأعلى، وتعرف بدور عربايا، أنزل فيها المعتصم بعض قواده من الأتراك، لما اراد بناء (سرَّ من رأى) ينسب إليها محمد بن الفرخان بن روزبة، أبو الطيب الدوري.
١٠٧ دور بني الأوقر: قرية من عمل الدجيل بينها وبين بغداد سبعة فراسخ، تعرف بدور الوزير، نسبة إلى الوزير عون الدين يحيى بن محمد بن هُبيرة، وزير المقتفي والمستنجد بالله. وفيها جامعٌ ومنبرٌ.
قال هبة الله بن الحسين الأسطرلابي يهجو الوزير يحيى ويذكر دور بني الأوقر:
أقصى أمانيك الرجو ... عَ إلى المساحي والنيرْ
متربعًا وسطَ المزا ... بلِ، بين دورِ بني أقرْ
أو قائدًا جملَ الزبي ... ري اللعين إلى سقرْ
١٠٨ [دور بني الحارث: محلة من محال المدين، وهي من دور الأنصار] .
١٠٩ [دور بني ساعدة: محلة أخرى من محال الأنصار بالمدينة أيضًا] .
١١٠ [دور بني عبد الأشهل: من محال الأنصار بالمدينة أيضًا] .
١١١ [دور بني النجار: من محالهم بالمدينة] .
١١٢ دُورُ تكريت: بين سامرًا وتكريت.
١١٣ دُورُ حبيب: وهي من عمل دجيلٍ، قريبةٌ من دور بغداد التي سبق ذكرها، وبقرب دور الوزير أيضًا.
١١٤ دور الراسبي: بلدٌ مشهورٌ، قريبٌ من الأهواز.
١١٥ ودور الراسبي أيضًا: بين الطيب.
وجنديسابور من أرض خوزستان. كأنه منسوب إلى بني راسب ابن ميدعان بن ماك بن نصر بن الأزد بن الغوث. يُنسب إلى دور الراسبي أبو الحسين علي بن أحمد الراسبي. وهو من عظماء العمال وأفذاذ الرجال. مات ليلة الأربعاء لليلة بقيت من ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين ثلاثمائة، في أيام المقتدر بالله، ووزارة وزيره علي بن عيسى. ودُفن الراسبي بداره. وخلف [بنتًا] وأخًا، وكان يتقلد من واسط إلى شهرزور، وكورتين من كور الأهواز.
ومبلغ ضمانه ألف ألف وأربعمائة ألف دينار في كل عام ولم يكن للسلطان معه غير صاحب البريد، لأن الحراج والضياع والحرث والشجر وما سواه داخل في ضمانه. وقد استطاع ضبط جميع أعماله، وحمى ما تحت يديه من الأعراب واللصوص والكرد، ومات عن أموالٍ عظيمةٍ.
وحين وصل خبر موته إلى بغداد، من حامد بن العباس وقع نزاع بين أخيه وختنِهِ. لأن كل واحدٍ منهماطلب الأمر لنفسه، وصار مع كل منهما بعض أصحاب الراسبي وغلمانه، فوقع قتالٌ عنيف بينهما، وقتل رجالٌ من الطرفين فانهزم أخو الراسبي، ومعه الأموال، واجتاز بحامد بن العباس من قبل ختن الراسبي، ومعه كتاب إلى أبي صخرة، ومع الكتاب عشرون ألف دينار ليصلح بها أمره عند الخليفة المقتدر فأنفذ حامد جماعة من رجاله لحفظ تركة الراسبي، والإصلاح بين الرجلين، فتمَّ له ذلك، وحمل من التركة أموالًا وفرشا وجواهر وأشياء عظيمة، هي:
العين: أربعمائة ألف وخمسة وأربعون ألفًا، وخمسمائة وسبعة وثلاثون دينارًا.
الورِقُ: ثلاثمائة ألفٍ وأربعون ألفًا ومائتان وسبعةٌ وثلاثون درهمًا.
ومن الأواني الذهبية: ما زنته ثلاثة وأربعين [ألفًا] وتسعمائة وسبعون مثقالًا.
ومن الأواني الفضية: ما زنته ألفٌ وتسعمائة وخمسة وسبعون رِطلًا.
ومما وزن بالشاهين، من آنية الفضة: ثلاثة عشر ألفًا وستمائة وخمسون درهمًا.
ومن الند المعمول: سبعة آلاف وأربعمائة مثقالٍ.
ومن العود [المطري]: أربعة آلاف وأربعمائة وعشرون مثقالًا.
ومن العنبر: خمسة آلاف وعشرون مثقالًا.
ومن نوافج المسك: ثمانمائة نافجة.
ومن المِسْكِ المنشور: ألف وستمائة مثقال.
ومن السُّكِّ: ألفا ألفٍ وستةٌ وأربعون مثقالًا ومن الغالية: ثلاثمائة وستةٌ وستون مثقالًا.
1 / 10
ومن البرمكية: ألفٌ وثلاثمائة وتسعة وتسعون مثقالًا.
ومن الثياب: ثمانية عشر ثوبًا منسوجة بالذهب، قيمة كل ثوب منها ثلاثمائة دينارٍ.
ومن أصناف الكسوة: ما قيمته تسعةٌ وعشرون ألف دينار
ومن أصناف الفُرش: ما قيمته عشرة آلاف دينارٍ.
ومن قِباب الخيام الكبار: مائةٌ وخمسٌ وعشرون خيمةً.
ومن الهوادج والسروج: أربعة عشر هودجًا وعشرون سرجًا.
ومن السرج: ثلاثة عشر سراجًا.
ومن أعلاق الجواهر: حجرا ياقوت.
ومن خواتيم الياقوت: خمسة عشر خاتمًا، وخاتمٌ واحدٌ فصه زَبرجَدُ.
ومن حب اللؤلؤ: سبعةٌ وسبعون حبة، زنتها تسعة عشر مثقالًا ونصف مثقال.
ومن فحول الخيلِ وإناثها: مائةٌ وخمسةٌ وسبعون رأسًا.
ومن الدواب المهارى، والبغالِ: مائةٌ وثمانيةٌ وعشرون رأسًا.
ومن الجماز والجمازات: تسعةٌ وتسعون رأسًا.
ومن الحمير النقالة: تسعة وتسعون رأسًا.
ومن الخدم السودان: مائة وأربعة عشر خادمًا.
ومن الغلمان البيض: مائةٌ وثمانية وعشرون غلامًا ومن الخدم الروم والصقالبة: تسعة عشر خادمًا، ومن الغلمان الأكابر: أربعون غلامًا بما يلزمهم من آلاتهم وسلاحهم ودوابهم.
١١٦ دور سامراء: وهي من الدور المعروفة في سامراء، قيل: ينسب إليها أبو الطيب محمد بن فرخان بن روزبة حدّث عن أبي خليفة، وغيره. وأحاديثه منكرة روى عن الجنيد حكاياتٍ في التصوف والمتصوفة.
١١٧ دورُ صدي: قريةٌ عند دجيلٍ. قيل: إنها منسوبة إلى ذكر البوم مصغرًا.
١١٨ دورُ عربايا: مدينة معروفة بين سامرًا وتكريت قريبةٌ من دور تكريت، من نواحي بغداد. قيل: إنها الدور الأسفل نفسها، وقد مرت، وقيل: هي غيرها.
١١٩ [دور الوزير: قربةٌ من عمل الدجيل] .
١٢٠ الدورة: بلفظ الجمع، وبآخره هاء، قربةٌ قرب الخليل من قرى بيت المقدس.
١٢١ [الدويرة: بلفظ التصغير لدار، محلة ببغداد، نسب إليها قوم من العلماء منهم: أبو محمد حماد بن محمد بن عبد الله الفزاري الأزرق الدويري، كوفي نزل الدويرة ببغداد، حدَّث عن محمد بن طلحة، ومقاتل بن سليمان، وروى عنه عباس الدوري، وغيره. مات في سنة ثلاثين ومائتين] .
١٢٢ والدويرة أيضًا: قرية على فرسخين من نيسابور، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يوسف الدويري لنيسابوري، حدث عن إسحاق بن راهويه وقتيبة بن سعيد ومحمد بن رافع. روى عنه أبو عمرو بن حمدان النيسابوري، ومات في سنة سبع وثلاثمائة.
ومما جاء بلفظ ديار جمعًا لدار، وهي محال نزول القبائل، ومواطن سُكناها أصلًا.
١٢٣ ديار بكرٍ: وهي بلادٌ كبيرةٌ، عظيمة الاتساع، تنسب إلى بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دُعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وحدودها عظيمة، تبدأ من غرب دجلة إلى بلاد الجبل المطل على نصيبين، إلى دجلة في الشمال، ومنها حصْن كيفا وآمد وميافارقين، وقد يتجاوز دجلة إلى إسعرت وحيزان وحيني وما تخلل ذلك من البلاد، وما يتجاوز السهل.
قال أبو الفرج الببغاء، يمدح سيف الدولة، ويذكر ديار بكرٍ:
وكيف يُغلبُ من لله ينصرُ من ... دونِ الورى، وبعزِّ اللهِ يعتصمُ
إن سارَ كان لواءُ الحمدِ يقدمُهُ ... أو حلَّ كان بهِ الإقبالُ والكرمُ
يلقى العِدى بجيوشٍ لا يقاومُها ... كُثرُ العساكرِ، إلا أنها هِمَمُ
لما سقى البيضَ ريًا، وهي ظامئةٌ ... من الدعاءِ وحكمُ لموتِ يحتكمُ
سقتْ سحائبُ كفيهِ بصيبها ... ديارَ بكرٍ، فهانتْ عندها الديمُ
وينسب إلى ديار بكر من المحدثين عمر بن علي بن الحسن الديار بكري سمع الجبائي بحلب.
١٢٤ ديار بني ربيعة: وهي بلاد عظيمةٌ واسعة بين الموصل ورأس عينٍ، نحو بقعاء والقُرى، وقد تسمى ديار بكر وربيعة معًا ديار ربيعة، لأنهم كلهم من ربيعة. وديار ربيعة اسم قديم لتلك البلاد، واسم الجزيرة أشمل إن أطلق على الكلِّ.
١٢٥ ديار مضر: بلاد تقع في السهل قريبًا من شرقي الفرات، جهة حران وسروج والرقة وشمشاط وتل موزن.
والديار في بلاد العرب كثيرة، ولكل قبيلة ديار تنزلها وتقيم فيها، فتسمى باسمها.
1 / 11
لكن الذي يعرف باسمهم من تلك الديار قليل، وهم على ما يُعرف عنهم أهل [نُجعةٍ] ورحيل، وحسبي ما ذكرته على جهد الطاقة، وهو قليل، والحمد لله على منه وفضله، إنه نعم الوكيل.
الباب الثاني
القولُ في ذِكْرِ الدَّاراتِ التي مفردُها دارَةٌ
قال أبو عبد الله: دارات العرب، مواضيع في ديارهم، وهي كثيرة، أحصاها العلماء و[أوعبوها] وذكروا مواضعها وعينوها، وتحدثوا في أمرها ونسبوها، وها أنا ذا أذكر ما وقفت إليه منها، لأعرف بها وأزيل اللبس عنها.
استخرجتها من كتب العلماء، وذللت عليها بشعر الشعراء، على حسب الجهد والطاقة، ورأيت أنها لم تتجاوز عند بعضهم العشرين، وبلغ بها أبو الحسين أحمد بن فارس الأربعين، وزدت عليها بحول الله، فأربت على [التسعين] وقد سبق أن شرحت معناها، وأوضحت أصلها واشتقاقها ومبناها وباسم الله ابدأ بأولاها، فأقول: ١ دارة: مفردة غير مضافة، جاءت في شعر الطرماح، قال:
ألا ليت شعري، هل بصحراء دارة ... إلى وارداتِ الأريمينِ ربوعُ
٢ [دارة: غير مضافة أيضًا، بلد بالخابور، قرب قرقيسيا] .
ومن الدارات المضافة:
٣ دارة الآرآم: وهي للضباب، عند جبل لهم بين مكة والمدينة. وآرآم، يد، ويقصر، جمع رئمٍ وهو الظبي الأبيض الخالص في بياضه؛ قال برج بن مسهرٍ المازني، وكان الحجاج ألزمه الخروج إلى قتالِ الأزارقة مع المهلب: فهرب منه إلى الشام:
أيوعدني الحجاج إن لم أقم له ... بسولاف حولا في قتال الأزارق
وإن لم أردْ أرزاقه وعطاءه ... وكنتُ أمرءًا صبًا بأهل الخرانق
فأبرقْ وأرعدْ لي إذا العيسُ خلّفتْ ... بنا دارة الآرآم، ذات الشقائق
وحلِّفْ على اسمي بعد أخذك منكبي ... وحبِّس عريف الدرْدقي المنافق
٤ دارة الأرْجامِ: بالفتح في أوله، ثم السكون في ثانيه، وجيم بعدهما فألفٍ فميمٍ.
والأرجام: جبلٌ، قال الشاعر:
إن المدينة، لا مدينةَ فالزمَي ... أرض الستارِ، ودارة الأرجامِ
قال الأصمعي: الستارُ: جبالٌ صغارٌ سودٌ منقادةٌ لبني أبي بكر بن كلاب.
٥ دارة الأسواط: بظهر الأبرق، بالمضجع تناوحهُ حمةٌ، وهي برقةٌ بيضاءٌ لبني قيس بن جزء ابن كعب بن أبي بكر بن كلابٍ.
والأسواط في الأصل: مناقع المياه.
٦ دارة الإكليل: سميت هذه الدارة باسم موضعٍ ولم أظفر لها بشاهدٍ.
٧ دارة الأكوار: قال الزمخشري: في ملتقى دار ربيعة ابن عقيل، ودار نهيكٍ والأكوار جبالٌ.
٨ دارة أبرق: بوزن أحمر. قال الأصمعي: الأبرق والبرقاء: حجارةٌ ورملٌ. وكذلك البُرقة.
وقال ابن الأعرابي: الأبرقُ: جبلٌ مخلوطٌ برملٍ. وقال ابن شميل: البُرقة: أرض ذات حجارة وتراب، الغالب عليها البياض، وفيها حجارة حمرٌ وسودٌ، والتراب أبيض أعفر، وهو يبرق بلون حجارتها وترابها، وإنما برقها اختلاف ألوانها، وتنبت أسنادها وظهرها البقل والشجر نباتًا كثيرًا، ويكون إلى جنبها الروض أحيانًا.
٩ [و] دارة أبرق: ببلاد بني شيبان، عند بلدٍ لهم يقال له (البطن) .
قال الزمخشري: دارةٌ أبرق لبني عمرو بنربيعة
١٠ دار [أُجُدٍ]: عن ابن السكيت، ولم أظفر لها بشاهدٍ.
١١ دارة أهرى: من أرض هجر. قال نابغة بني جعدة:
جزى الله عنا رهط قُرَّة نظرةً ... وقرَّةُ إذْ بعضُ الفعالِ مزلجُ
تدارك عمرانُ بن مرةَ ركضهُمْ ... بدارة أهوى، والخوالجُ تخليجُ
وقال نصرٌ: أهوى وأُصهيب: ماءان لحمان، وهما من المروت، وأهل المروتِ من بني حمان. وبين أهوى وحجرِ اليمامة أربع ليالٍ. وعن أحمد بن يحيى أهوى، بفتح الهمزة وكسرها، ذكرها الراعي في قوله:
تهانقْتَ، واستبكاكَ رسمُ المنازلِ ... بدارةِ أهوى، أو بسوقةِ حائلِ
وقال: أهوى: ماءةٌ لبني قُتيبة الباهليين. قال الراعي أيضًا:
فإن على أهوى لألأمَ حاضرٍ ... حسبًا، وأقبح مجلسٍ ألوانا
١٢ دارة باسلٍ: بالباء الموحدة، عن ابن السكيت، ولم أظفر بشاهد، وما أظنها إلا دارة مأسلٍ. وقد ذُكرت بعد هذا.
1 / 12
١٣ دارة بُحتْر: بضم الباء الموحدة من تحت، وبعدها حاءٌ مهملةٌ، ثم تاء مثناةٌ فوقيةٌ مضمومةٌ، ةآخره راءٌ. وسط أجأ، أحد جبلي طيئ، قرب جو، وهي مسماة ببحتر، من قبائل طيء، وهو بُحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن جلهمة، وهي طيء.
١٤ دارة بدوتين: لبني ربيعة بن عقيلٍ. وبدوتان: هضبتان بينهما ماءٌ.
١٥ دارة البيضاء: تذكر مع الجشوم.
١٦ دارة التلَّى.
١٧ دارة تُيلٍ: بكسر أوله ويفتح، وثانيه ساكن، ولام في آخره. وتيلٌ: جبلٌ أحمر شاهق من وراء وادي تربة، من ديار بني عامر بن صعصعة.
وإلى هذا الجبل تنسب دارة تيل. قال ابن مقبلٍ:
لمنِ الديارُ بجانبِ الأحفارِ ... فبتيلِ دمخِ، أو بسفحِ جُرارِ
١٨ دارة الثَّلماء: بفتح الثاء المثلثة، وتسكين اللام وبالمد. قال نصرٌ: الثلماء ماءة لربيعة بن قريط، بظهر نملي، وهي تأنيث الأثلم، بمعنى الفُلول في السيف والحائط. قال الحفصي: الثلماء من نواحي اليمامة، وقيل ماء حفره يحيى بن أبي حفصة باليمامة. قال:
حيُّوا المنازلَ قد تقادم عهدُها ... بين المُراخِ إلى نقا ثلمائها
وقال أبو زيادٍ: الثلماء من مياه أبي بكر بن كلاب، وقال الأصمعي: الثلماء لبني قرة من بني أسدٍ، وهي في عُرض القُنة في عطف الحِبسِ، أي يلزقه، ولو انقلب لوقع عليهم، وهي منه على فرسخين، والحبس: جبلٌ لهم. وقال أيضًا: غرورٌ: جبل ماؤه الثلماء، وهي ماءةٌ عليها نخلٌ كثيرٌ وشجرٌ.
١٩ دارة الجُأب، والجأب: المغرةُ، والجأبُ: الحمار الغليظ، ودارة لجأب لبني تميمٍ. قال جرير:
ما حاجةٌ لك في الظعْنِ التي بكرَتْ ... من دارةِ الجأبِ كالنخلِ المواقيرِ
كاد التذكرُ يوم البينِ يشعفُني ... إن الحليم بهذا غير معذورِ
ماذا أردتَ بربع قد وقفتَ بهِ ... هل غير شوقٍ وأحزانٍ وتذكيرٍ؟
هل في الغوالي لمن قتلن من قودٍ ... أو منْ دياتٍ لقتلى الأعينِ الحُورِ؟
وقال أيضًا:
إن الخليط أجدَّ البينَ يوم غدوا ... من دارةِ الجأبِ إذ أحداجهُمْ زُمرُ
وقال أيضًا:
أصاحِ، أليس اليوم نتظري صحبي؟ ... نُحيِّي ديار الحي من دارةِ الجأبِ
٢٠ دارة الجثومِ: لبني الأضبط بن كلاب. والجثوم: ماء لهم يصدر في دارة البيضاء وهي للمنتْفق، من بني معاوية بن عقيلٍ. وقيل: الجثُومُ: جبلٌ. قال الشاعر:
جبلٌ يزيدُ على الجبالِ إذا بدا ... بين الربائع والجثُومِ مقيمُ
٢١ دارة جُدَّى: بضم الجيم والتشديد في الدال، والقصر. ذكرها الأفوه الأودي في قوله:
بداراتِ جدَّى، أو بصاراتِ جنبلٍ ... إلى حيث حلّتْ من كثيبٍ وهز﴾ هَلِ
٢٢ دارة جلجل: قال ابن دريدٍ في كتاب البنين والبنات: دارة جلجلٍ بين شُعبَي وبين حسَلاتٍ وبين وادي المياه وبين البردان، وهي للضباب مما يواجه نخيل بن فزارة.
وفي كتاب جزيرة العرب للأصمعي، أن دارة جلجلٍ بنجدٍ، من منازل حُجرٍ الكندي.
وقال يعقوب في تفسير بيت امرئ القيس:
ألا رُبَّ يومٍ لك منهن صالحٍ ... ولاسيما يومٌ بدارةِ جُلجلٍ
قال: دارةُ جلجلٍ بالحمى، ويقال: بغمرِ ذي كندة.
وقال عمرو بن الخُثارم البجلي: وكنا كأنا يوم دارة جلجلٍ=مدلٌ على أشبالهِ يتهمهم والجلجل: أصله ما يعلق على الدواب، فيصوت، وفي المثل: (جريءٌ يعلق الجلجل) . قال أبو النجم:
يرعدُ إنْ يرعدُ فؤادُ الأعزلِ ... إلا أمرأ يعقد خيط الجُلجلِ
يريد: الجريء الذي يخاطر بنفسه. وغلامٌ جلجلٌ وجلاجلٌ خفيف الروح، نشيطٌ في العمل.
٢٣ دارة الجُمُدِ: وقيل: الجُمُدُ بضمتين كعنقٍ.
قال أبو عبيدة: هو جبلٌ لبني نصرٍ بنجدٍ. وقال القرَّاء: الجماد: الحجارة، واحدها جمْدٌ. قال عُمارة:
ألا يا ديار الحيِّ من دارةِ الجُمْدِ ... سلمتِ على ما كان من قدمِ العهدِ
٢٤ دارة جُهْدٍ: بضم الجيم وسكون الهاء، وبعدها دالٌ مهملة، كذا وجدته في شعر الأفوه الأودي حيث يقول:
فردَّ عليهم، والجيادُ كأنها ... قطا ساربٍ يهوي هويَّ المُحجلِ
بداراتِ جهدٍ، أو بصارات جنبلٍ ... إلى حيثُ حلت من كثيبٍ وعزهلِ
٢٥ دارة جوْداتٍ: ببلاد طيئ، قال الجميحُ:
1 / 13
إذا حللتُ بجوداتٍ ودارتها ... وحال دني من حواءَ عرنينُ
عرفتُمُ أن حقي غيرُ منتزعٍ ... وأن سلمكمُ سلمٌ لها حينُ
٢٦ دارة جيفون: ٢٧ دارة حلْحَلٍ: بفتح الحاءين المهملتين قبل اللامين وحلحلُ: ليس مصحفًا عن جلجلٍ، وإنما هو بالمهملتين، ومنهم من ضبطه كقنفذٍ بضم المهملتين وهو جبل بعمان، ذكره الأخطل مصغرًا في قوله:
قبحَ الإلهُ من اليهود عصابةً ... بالجزعِ بين حُليحلٍ وصُحارِ
٢٨ دارة الخرج: والخرج خلاف الدخل، وهو لغةٌ في الحراج، ومنه قوله تعالى: " (فهلْ نجعلُ لك خرْجا) "، وجميعًا في قوله تعالى: " (أم تسألهمْ خرجًا فخراج ربك خيرٌ) ".
والخرْجُ: وادٍ فيه قرىً ومزارع، من أرضِ اليمامة، وهو لبني قيسٍ بن ثعلبة بن عكابة، من بكر بن وائلٍ وهو على طريق مكة من البصرة، وهو خير واد باليمامة، أرضه أرض زرعٍ، ونخله قليلٌ. قال جريرٌ يذكره:
يا حبذا الخرْجُ بين الدام فالأدْمى ... فالرِّمْثُ من برقةِ الروحانِ فالغرْفُ
وقال ذو الرمة:
بنفحةٍ من خُزامى الخرْجِ هيَّجَهَا
وقال الراجز:
يضْرِبْنَ بالأحقافِ قاعَ الخرْجِ ... وهنَّ في أمنيةٍ وهرْجِ
وقال المُخبّلُ يذكر درة الخرجِ:
محبّسة في دارة الخرج لم تذق ... بلالًا، ولم يُسمحْ لها بنجيلِ
٢٩ دارة الخلاءة: والخلاءة في الناقة الحران، وهو من قولك: خلأت الناقة خلأً وخلاءةً وخُلُوءًا، إذا بركت وحرنت، فلم تقم. قاله اللحياني. وقال أبو منصور: والخلاءُ لا يكون إلا للناقة عند بروكها، فلا تبرح.
٣٠ دارة الخنازير: ليس بعيدًا أن تكون التي بعدها إلا أنني وجدت العجير يقول:
ويومًا بداراتِ الخنازيرِ لم يئلْ ... من الغطفانيين إلا المشرَّدُ
٣١ دارة خنزرٍ: بكسر الخاء المعجمة وفتحها، واللغة الأولى عن كُراع. قال الجعدي:
ألمَّ خيالٌ من أميمة موهنًا ... طرُوقًا، وأصحابي بدارةِ خنزَرِ
وقال الحطيئة:
إن الرزية لا أبالك هالكٌ ... بين الدماخِ وبين دارةِ خنزرِ
وروي: دارة منزر. وقال العجيرُ:
ويومَ أدركنا، يومَ دارةِ خنزرِ ... وحماتها، ضربٌ رحابٌ مسايرُهْ
٣٢ دارة الخنزرتين: على التثنية للمؤنث، ويقال الخنزيرتَين قال ابن دريدٍ: وربما قالوا في الشعرِ: دارة الحنزَرِ، وهي لبني حملٍ من بني الضباب. والأرطاة: ماءة بني الضباب تصدر فيها. قال أبو زيدٍ: تخرج من الحمى، حمى ضرية، فتسير ثلاث ليالٍ مستقبلًا مهبَّ الجنوب من خارج الحمى، ثم ترد مياه الضباب. والأرطاة منها، وكلها بدارة الخنزرتين.
٣٣ دارة خوٍّ: من ديار بني أسدٍ، وقيل: خو: وادٍ، أو كثيبٌ بنجدٍ ويوم خوِّ لبني أسدٍ على بني يربوعٍ قال شاعرهم:
وهوَّن وجدي إذ أصابت رماحنَا ... عشية خوٍّ رهطَ قيسِ بن جابرِ
٣٤ دارة داثرٍ: في أرض فزارة، وداثرٌ: اء لهم قال حجر بن عقبة الفزاري:
رأيتُ المطايا دون دارةِ داثرٍ ... جنوحًا أذاقتْهُ الهوانَ خزائمُهْ
٣٥ دارة دمُّون: ذكرها الشاعر في قوله:
إلى دارة الدَّمون من آل مالك
ودمُّونُ التي تنسب إليها هذه الدارة مذكورة في شعر امرئ القيس، قال:
تطاول الليلُ علينا دمُّونْ
دمُّونُ، إنا معشرٌ يمانُونْ
وإنا لأهلِنا مُحبُّونْ
قال ابن الحائك: عندلُ وخوزون ودمُّون: مدنٌ للصدف باليمن، والصدف من كندة، وساكن دمون الحارث بن عمرو بن حجرٍ، آكل المرار.
وكان امرؤ القيس قد زار الصدف، ثم حنَّ إليها فقال:
كأني لم أسمرْ بدمُّونَ مرةً ... ولم أشهد الغارات يومًا بعنْدلِ
٣٦ دارة الدور: وضبطها الهُنائي في كتابه المنضد بتشديد الواو. رايتها بخط يده، وما أُراه صنع شيئًا وقال بعضهم: دارة الدور، على المبالغة، فهي كرملة الرمال.
وكان بين حجر بن عقبة وبين أخيه شيء، فأراد أن ينتقل، فأتى أخاه يسلم عليه، فخرج إليه فيلا السلاح فقال له: ليس لهذا جئت، فبكى أخوه فقال حجرٌ:
ألم يأتِ قيسًا كلَّها أن عزَّهَا ... غداة غدٍ من دارة الدورِ ظاعنٌ
هنالك جادتْ بالدموع موانعُ ال_عيونِ، وشلَّتْ للفراقِ الظعائنُ ٣٧ دارة الذئب: بنجدٍ، في ديار بني كلابٍ. قال عمرو بن براقة:
وهم يكدونً، وأي كدِّ
1 / 14
من دارة الذئبِ بمُجرهِدِّ
٣٨ دارة الذُؤيب: بتصغير سابقتيها، وهما دارتان: إحداهما: لبني الأضبط، حذاء الجثةوم، والجثُوم: ماءٌ لهم.
٣٩ والأخرى: بنجدٍ، لبني أبي بكر بن كلاب، من هوازن.
٤٠ دارة رابغٍ: بباء موحدة بعد الألف، ثم غينٍ معجمة.
ورابغٌ: واد يقطعه الحاج بين البزواء والجُحفة دون عزور. قال كثير يذكرها:
أقول وقد جاوزن دارات رابغٍ ... مهامهِ غُبرًا يفرَعُ الأكمَ آلهًا
أألحيُّ أم صيرانُ دومٍ تناوحَتْ ... بتريَمَ قصْرًا، واستحثّتْ شمالها؟
أرى حينَ زالت غيرُ سلمى برابغٍ ... وهاجَ القلوبَ الساكناتِ زوالُها
كأن دموعَ العينِ لما تخللتْ ... مخارِمَ بيضًا من تمنيّ جمالُها
و(تمني): موضعٌ تصادفه إذا انحدرت من ثنية هرشى وأنت تريد المدينة، وبها جبال يقال لها البيض.
٤١ دارة الردم: في أرض بني كلابٍ، قال بعضهم:
لعَنْ سخطةٍ من خالقي، أو لشقوةٍ ... تبدَّلت قرقيساءَ من دارةِ الردمِ
٤٢ دارة الردهة: والردهة: نقرةٌ في صخرة يستنقع فيها الماء. وقال الخليل: الردهة: شبه أكمةٍ كثيرة الحجارة، والجمع ردهٌ وهي موضع في بلاد قيسٍ، دفن فيه بشر بن أبي خازم، قال وهو يجودُ بنفسه:
فمن يكُ سائلًا عن بيت بشرٍ ... فإن له بجنبِ الردهِ بابا
جمع الردهة، وقيل: روي: "فإن له بدار رداه بابا" والرِّداه: جمعالردهة أيضًا. وأراد بالدار الدارة، وقيل:
روي: "بجنب الرَّد".
والرد: موضع. وبعده:
ثوى في غربةٍ لابدَّ منها ... كفى بالموتِ نأيًا واغترابا
٤٣ دارة رفرفٍ: بفتح المهملتين، ويروى بضمهما وبالتكرير. قال ثعلب: رواية ابن الأعرابي (رفرف) بالضم في المهملتين، وغيره بالفتح فيهما، وهي دارة في أرض بني نميرٍ. ولها عدة معانٍ: فالرَّفْرَف: كسر الخباء، وخرقةٌ تخاطُ في أسفل الفسطاط، وثياب خضرٌ.
والرفرف الذي في التنزيل: قيل: هو رياض الجنة. وقيل: المجالس، وقيل: البسط والفُرش. وقيل: الوسائد.
والرفرف: الرف تجعل عليه طرائف البيت.
والرفرف: الرَّوشنُ.
والرفرف: ضربٌ من السمك، بحريٌ.
والرفرف: شجرٌ مسترسلٌ ناعم يكثر باليمنِ. وقال الراعي يذكر دارة رفرفٍ:
فدَعْ عنك هِنْدًا والمُنى، إنما المُنَى ... ولوعٌ، وهل ينهى لك الزجرُ مولَعَا
رأى ما أرته يومَ دارة رفرفٍ ... لتصرعَهُ يومًا هنيدةُ مصرعا
٤٤ دارة رمحٍ: لفظ الرمح، السلاح الذي يطعن به. وعن أبي زياد أنها بالخاء المعجمة، وهذه الدارة منسوبة إلى (ذات رمحٍ)، وهو برقُ أبيض في أرض بني كلابٍ لبني عمرو بن ربيعة. وعنده البتيلة، ماءٌ لهم باليمامة، قال جران العود النميري:
وأقبلْنَ يمشينَ الهُوينا تهاديًا ... قصارَ الخُطا، منهن رابٍ ومُزحفُ
كأن النميري الذي يتبعنَهُ ... بدارةِ رمحٍ ظالعُ الرجلِ، أحنفُ
٤٥ دارة الرمرمِ: كسمسمٍ، قال الغامدي:
أعدْ نظرًا، هل ترى ظُعنهُمْ ... وقدْ جاوزَتْ دارة الرمرِمِ؟
٤٦ دارة الرُّها: يمد ويقصر، والراء مضمومة، قال المرار الأسدي:
برِئْتُ من المنازلِ غير شوقٍ ... إلى الدارِ التي بلوَى أبانِ
ومنْ وادي القنانِ، وأينَ مني ... بداراتِ الرُّها وادي القنانِ
٤٧ دارة وهبي: كسكرى، وهي بالصمَّان، بديار بني تميمٍ، قال الشاعر:
بها كل ذيالِ الأصيلِ كأنه ... بدارة رهبي، ذو سوارينِ امحُ
٤٨ دارة سعرٍ: بفتح سينه المهملة، وقيل: سعر بكسرها. قال ابن دريدٍ: داراتُ الحمى ثلاثٌ: إحداهنَّ: دارة عوارم، وعوارم: هضبٌ وماءٌ للضباب وبني جعفر. والثانية: دارة وسطٍ. ووسطٌ: جبلٌ عظيمٌ طويل على أربعة أميال من وراء ضريبة، لبني جعفر. [والثالثة: دار سعرٍ، وهي لبني وقاصٍ من بني أبي بكر بن كلابٍ، وبها الشطون وهي بئرٌ زوراءٌ يستقصى منها بشطنين، أي بحبلين] .
٤٩ دارة السلم: سميت باسم وادٍ ينحدر على الذنائب. والذنائب: في رض بني البكاء، على طريق البصرة إلى مكة.
والسلم في الأصل: شجرٌ، ورقه القرظُ الذي يدبغ به وبه سمي هذا الموضع، وقد أكثر الشعراء من ذكر هذا الموضع قال البكاء بن كعبٍ الفزاري، وسمي البكاء بهذا الشعر:
1 / 15
ما كنتُ أولَ من تفرَّقَ شملُهُ ... ورأى الغداةَ من الفراقِ يقينا
وبدارةِ السلم لتي شوفتُها ... دمنٌ يظلُّ حمامُها يُبكينَا
٥٠ دارة شبيثٍ: تصغير شبثٍ بالتحريك، وهي دويبةٌ كثيرة الأرجل، جمعها شبثان، واستقصيته في التبصرة. وشبيثٌ ماء معروف، ودارة شبيث لبني الأضبطِ، ببطن الجريب. والجريب: وادٍ يصبُّ في الرمة. قال الأسدي:
سكنوا شبيثًا والأحصَّ وأصبحتْ ... نزلتْ منازلَهُمْ بنو ذُبيان
٥١ [دارة شجَا: بنجدٍ، في ديار بني كلابٍ] .
٥٢ دارة صارة: من بلاد غطفان، قال ميدان ابن صخر:
عقلتُ شبيبًا يومَ دارةِ صارةٍ ... ويومَ نضادِ النيرِ أنتَ جنيبُ
وصارة الجبل في الأصل: رأسه. قال نصرٌ: وصارةُ: جبلٌ في ديار بني أسدٍ. قال لبيد:
فأجمادَ ذي رقدٍ، فأكنافَ ذادقٍ ... فصارةَ توفي فوقها فالأعابلا
وقال غيره: صارهُ: جبل قرب فيدٍ، وعنده دارة صارة، وعن السيد علي: صارة: جبل بالصمد، بين تيماء ووادي القرى وأنشد:
وذو العرشِ أبراهُنَّ لي بين صارةٍ ... وبين العذارى قارباتِ مبينِ
٥٣ دارة الصفائحِ: بناحية الصمّان، ذكرها الأفوه مجموعة في شعر له. قال:
فسائل جمعنا عنّا وعنهُمْ ... غداةَ السيلِ بالأسلِ الطويلِ
ألم نتركْ سراتهَمُ عيامَى ... جثومًا تحت أرجاءِ الذيولِ
تُبكيها الأراملُ بالمآلي=بداراتِ الصفائحِ، والنصيلِ ٥٤ دارة صلصلٍ: بالضم في الصاد المهملة والتكرير. والصلصل في الأصل: الراعي الحاذق، والصلصل: الفاختة ودارة صلصلٍ: منسوبة إلى صلصلٍ، وهو ماءٌ في جوف هضبةٍ حمراء لعمرو بن كلابٍ. قال جريرٌ:
إذا ما حلَّ أهلُكِ اسُليمى ... بدارةِ صلصلٍ شحطوا المزارا
أبيتُ الليل أرقبُ كلَّ نجْمٍ ... تعرَّض ثم أنجدَ ثم غارا
يحنُ فؤاده، والعين (تلقى ... من العبرات جولًا) وانحدارا
وقال أبو ثمامة الصباحي:
همُ منعوا ما بينَ دارةِ صلصلٍ ... إلى الهضباتِ من نضادٍ وحائلِ
٥٥ دارة ظالمٍ: في ديار بني ظالم، وهي تناوح المثامن.
٥٦ دارة عبسٍ: وهي عند ماء بنجد، في ديار بني أسدٍ قال الزمخشري: عبسٌ: جبلٌ، قال ابن مقبل:
ولا غرْوَ إلا غروَ ريقةٍ ضُحىً ... بعبسٍ، ونجَّتْ طيرَهُ حينَ أسفرا
٥٧ دارة عسعس: هذه الدارة لبني جعفرٍ، سميت باسم عسعسٍ. قال الحارزنجي: عسعس جبلٌ أحمر طويلٌ على فرسخٍ من وراء ضرية، لبني دبيرٍ من بني جعفر. وعسعس: موضعٌ بالبادية.
والأصل في الكلمة: أنها من الدنو. ومنه قوله تعالى: " (والليل إذا عسعس) " وقيل: إنه من لأضداد تقول: عسعس الليل: إذا أقبل وإذا أدبر.
قال بعض بني جعفر:
أعدَّ زيدٌ للطعانِ عسعسا
يريد أعدَّ لهم الهرب والإدبار. ودارة عسعس: لبني جعفرٍ أصحاب جبل عسعس. قال جهم بن شبل الكلابي:
تهددني وأوعدني مريدٌ ... بنجوته، وأفردهُ الضِّجاجُ
فلما أنْ رأى البزرَى جميعًا ... بدارةِ عسعسٍ سكتَ النباحُ
بمرهفةٍ ترى السفراء فيها ... كأن وجوههُمْ عصبٌ نضاجٌ
حلفتُ لأنتجنَّ نساءَ سلمَى ... نتاجًا كل أكثرَهُ الخداجُ
٥٨ دارة عوارضَ: بضم أوله، وبعد ألفهِ راءٌ مكسورةٌ وآخره ضادٌ. وهو في الأصل اسم علمٍ مرتجل لجبلٍ أسودَ في أعلى ديارِ طيء قال العمراني: أخبرني جارُ الله أن عليه قبرَ حاتم، وقيل: إنه جبلٌ لبني أسد.
وقيل: قفَا وعوارض: جبلان لبني فزارة، ذكرهما المجنون، فقال:
ألا حبذا نجدٌ، وطيبُ تُرابها ... وأرواحها، إنْ كانَ نجدٌ على العهد
ألا ليتَ شِعري عن عُوارضتَيْ قنًا ... لطولِ بِعادي، هل تغيرتَا بعدي؟
وقال ابن الطفيل:
فلأبغينَّكُمُ قنًا وعُوارضًا ... ولأقبلَنَّ الخيلَ لابةَ ضرغَد
لكن الصوابَ أن عوارض جبلٌ في ديار طيء، وناحية ديار فزارة. قال الراجز:
كأنها وقد بَدَا عوارضُ ... وفاضَ من أيديهنَّ فائضُ
وأدبيٌ في الغمام غامضُ ... وقطْقطٌ حيثُ يخوضُ الخائضُ
واليلُ بين قنوينِ رابضُ ... بجلهَةِ الوادي قطًا نواهضُ
٥٩ دارة عُوارِمَ: بضم أوله، وبعد ألفه راءُ مكسورة ثم ميم. وبعضهم رواه بالفتح في أوله.
1 / 16
يجوز أن يكون من العرم، وهو السكرُ والمسناة التي تسدُّ بها المياه، قال تعالى: "فأرسلنا عليهم سيلَ العرِم" أو أنه من اسم وادٍ، أو أنه الجرد، ويجوز أن يكون من العرم وهول شيء، أو أنه من قولهم: عارمٌ إذا كان النهاية في كل شيء.
ودارة عوارم: من دارات الحمى. قال ابن دريدٍ: دارات الحمى ثلاثٌ. وذكر منهن دارة عوارم.
وعوارمُ: هضبٌ وماءٌ للضباب وبني جعفر. قال نصرٌ: عوارم: جبل لبنيأبي بكر بن كلابٍ
[ومن رواه بالفتح يجعله جمع عارمٍ، وهو حدُّ الشيء وشده.
قال الشاعر:
على غولٍ، وساكنِ هضبِ غولٍ ... وهضبِ عوارمٍ مني السلام]
٦٠ دارة العوجِ: بضم عينه المهملة وتسكين الواو وآخره جيم. قال الراجز:
بدارة العوجِ لسلمَى مربعُ ... يكنفُهُ من جانبيهِ لعلعُ
وأنشد يعقوب لبعض بني سعدٍ:
يا دار سلمى بين داراتِ العُوجِ ... جرَّتْ عليها كل ريحٍ سيهوجِ
هوجاءَ جاءتْ من جبالِ يأجوجِ ... من عنْ يمينِ الخطِّ أو سماهيجِ
والعوج: يجوز أن يكون موضعًا، أو أنه جمع أعوج، وقد استوفينا تفسيره في عير هذا الكتاب. وقوله: جرت عليها يريد: جرَّت ذيلها، فحذف.
٦١ دارة عويجٍ: تصغير الذي قبله، أو أنه تصغير عاج، وكله معروفٌ. ودارة عويجٍ سميتْ به، ولم أظفر لها بشاهدٍ.
٦٢ دارة غُبيرٍ: بالغين معجمة، وهو تصغير غُبرةٍ أو غبارٍ، أو غابرٍ وهو صغير ترخيمٍ في الجميع، قال نصرٌ: وهي لبني الأضبطِ من بني كلابٍ، في ديارهم بنجدٍ، عند ماء لهم يقال له الغبير سميتِ الدارة به.
٦٣ دارة الغُزيلِ: بتصغير الغزال، من الوحش. دارةٌ لبني الحارث بن ربيعة بن أبي بكر بن كلابٍ، ولم أظفر لها بشاهد.
٦٤ دارة الغمير: بلفظ التصغير للغمر، وهو الماء الكثير، قال أبو المنذر: سمي الغمير، لأن الماء الذي غمر ذلك الموضع غير كثيرٍ، فصغّر لذلك. وهو في ديار بني كلاب، عند الثلبوت، قال ابن البرصاء الغطاني وقد جمع:
ألمْ ترَ أنّ الحيَّ فرَّق بينهم ... نوىً يومَ داراتٍ الغُميرِ لجوجُ
٦٥ دارة فتكٍ: بالفتح في أوله، ثم بالسكون، وبآخره كافٌ، وهو في الأصل من: فتك إذا أتى الرجل صاحبه وهو غارٌ غافلٌ فيقتله.
ودارة فتكٍ: ماءةٌ بأجأ، أحد جبلي طيء قال زيد الخيلِ:
منعْنا بينَ شرقَ إلى [المطالي] ... بحيٍّ ذي مكابرةٍ عنودٍ
نزلنا دارةً في جنِ فتكٍ ... بحيٍّ ذي مٌدارأةٍ شديدِ
٦٦ دارة فروعٍ: كجرولٍ، وهو موضعٌ في بلاد هذيل، قال الجموحُ الهذلي:
رأيت الأُلى يلحوْن في جنبِ مالكٍ ... قُعودًا لدينا يوم دارةِ فروعِ
تخوتُ قلوبُ القومِ من كلِّ جانبٍ ... كما خات طيرُ الماء ورد ملمَّعِ
فإن تزعموا أني جبئتُ فإنكم ... صدقتُمْ، فهلّا جيتُمْ يوم ندَّعي
٦٧ دارة الفروع: بضمتين على لفظ الجمعِ لفرعٍ كذا سمعتُ بها، ولا أعرفها، ولعلها سابقتها.
٦٨ دارة القدَّاح: بالفتح وتشديد الدال، وبآخرها حاءٌ مهملةٌ: موضع بديار بني تميمٍ، عن الحازمي. ووجدت عند غيرهِ أنها دارة القداح بكسرِ أوله وتخفيف الدال، كأنه جمع قدحٍ، عن ابن السكيت.
٦٩ دارة قُرح: بضم أوله وسكون ثانيه. والقُرح والقَرْح: لغتان في عض السلاح ونحوه مما يجرحُ الجسم، وقد قُرئ بهما، وبفتحتين.
ودارة قُرحٍ: موضع سوقِ وادي القُرى، وأنشد أبو عمرو:
حُبسْن في قُرحٍ وفي دارتِها ... سبْع ليالٍ غيرِ معلوماتها
وفي الحديث: "بنى رسول الله ﷺ في المسجد الذي في صعيد قُرحِ، فعلَّمنا مصلاه بعظمٍ وأحجارٍ، فهو في المسجد الذي يصلي فيه أهل وادي القرى".
وقالوا: قُرحٌ هو الوادي الذي هلك فيه عادٌ قومُ هودٍ ﵇، قرب وادي القرى.
٧٠ دارة القلتينِ: كفظ البحرين، وهي في ديار نميرٍ من وراء ثهلان. وجدته بط بعض أهل الأدب بتشديد اللام. قال بشر بن أبي خازم:
ألمَّ خيالُها يلوَى حبَيٍّ ... وصحبي بين أرحلُهِمْ هجوعُ
فهلْ تقضي لبانتَهَا إلينا ... بحيثُ انتابَها منها سريعُ
سمعتُ بدارةِ القلْتينِ صوتًا ... لِحَنْتَمَةَ الفؤادُ به مضوعُ
1 / 17
والأصل في القلْتَيَنِ أنها قرية من قرى اليمامة، لم تدخل في صلح خالد بن الوليد، يوم مقتلِ مسيلمة وقيل: هما نخلٌ لبني يشكر. وفيهما يقول الأعشى:
شربْتُ الراح بالقلتينِ حتى ... حسِبْتُ دجاجةً مرَّتْ حمارا
٧١ دارة القُطقُطِ: بالضم والتكرير، عن كُراعٍ، وبالكسرِ، والتكرير عن غيره.
٧٢ [دارة قيصر: من درات الشام القديمة قال الشاعر:
ولقد شربتُ الخَمر حتى خِلتُني ... لما خرجتُ أجرُّ فضلَ المِئزرِ
قابوسَ أو عمرو بنَ هندٍ قاعدًا ... ُجبَى له ما دون دارةِ قيصرِ
في فتيةٍ بيضِ الوجوهِ خضارمٍ ... عند الندامِ عشيرهُم لم يخسرِ
ولقد رميْتُ الخيل لما أقبلَتْ ... بأغرَّ من ولدِ الشموسِ مشهرٍ]
٧٣ دارة كبدٍ: بفتحٍ: ثم بكسر الموحدة من نحتُ، موضعٌ لبني أبي بكر بن كلابٍ.
وبالقرب من كبد ماءةٌ لغني: يقال لها مِذْعَى وفيهما يقول الغنويُّ:
تربعَتْ ما بين مِذعى وكبدْ
وكبدٌ أيضًا: هضبةٌ حمراءُ بالمضجعِ من ديار بني كلابٍ. قنةُ لغني قال الراعي:
غدا، ومن عالجٍ ركنٌ يُعارضهُ ... عن اليمينِ، وعن شرقيهِ كبدُ
٧٤ دارة الكبشات: بالتحريك، للضباب وبني جعفرٍ، وأصله أنه جمع كبشة، ولا أدري ما كبشة؟ إلا أن الكبش معروف، وهو الحمل الثني، وما علاه في السن، وليس لواحدٍ منها مؤنثٌ، إلا أن يكون أنثَ لتأنيث البقعة.
والكبشاتُ: أجبلٌ في ديار بني ذؤيبة، بهنَّ ماءةٌ يقال لها هراميت، وهي آبارٌ متقاربةٌ، والبكرة ماءةٌ لهم فيها. قال الأصمعي: ومن الجبال التي بالحمى كبشات، وهن أجبلٌ: كبشةٌ لبني جعفر، وكبشة لغني وتسمى لقيطة وكبشة للضباب. والله أعلم بالصواب.
٧٥ دارة الكَوْرِ: بفتح الكاف وسكون الواو، وقيل: هي تضم الكاف، فتحها ابن الأعرابي، وضمها غيره، وهي لبني عامرٍ، ثم لبني سلولٍ منهم.
قال الراعي:
خبرتُ أن الفتى مروانَ يوعدني ... فاتسبقِ بعض وعيدي أيها الرجلُ
وفي تدومٍ إذا اغبرَّتْ مناكبُهُ ... أو دارة الكورِ عن مروانَ مُهتزلُ
وقال سويدٌ:
ودارةُ الكوْرِ كانت من محلّتنا ... بحيثُ ناصى أنوفُ الأخزمِ الجردا
٧٦ دارة ماسلٍ: بالهمزِ وبدونه، في ديار بني عقيلٍ قال ابن دريد: ومأسل: نخلٌ وماءٌ لعقيلٍ، وصغبرهُ مويسلٍ، قال الراجز:
ظلتْ على مؤيسلٍ خياما
ظلّتْ عليهِ تعلِك الزمَامَا
وذكره عمر بن لجأ مكبرًا فقال:
لا تهْجُ ضبةَ يا جريرُ فإنهمْ ... قتلوا من الرؤساء ما لم يقتلِ
قتلوا شُتيرًا بابنِ غولٍ وابنهِ ... وابني هشيمٍ يومَ دارةِ مأسلِ
وقال غيره:
يؤملُ شربًا عندَ دارةِ مأسَلٍ ... وما الموتُ إلا حيثُ أرَّكَ مأسلُ
وقال ذو الرمة:
هجائنُ منْ ضربٍ العصافيرِ ضربُهَا ... أخذْنَا أباها يومَ دارةِ مأسلِ
والعصافير: إبلٌ كانت للنعمان بن المنذر، وقيل: كانت لقيسٍ.
٧٧ دارة متالعٍ: بضم أوله، وكسر ثالثه. يجوز أن يكون من التلعة، وهي واحدة التلاع، ومجاري الماء من الأسناد والنجاف والمواضع العالية. ويجور أن يكون من التليع، وهو الطويل. قال الاصمعي: متالعٌ: جبلٌ بنجدٍ، وفيه عينٌ يقال لها الخرارة، وقال الزمخشري: متالعٌ: جبل لبني عميلةَ.
قال صدقه بن نافعٍ العميلي يتشوق إلى متالع وأهله، وكان بعيدًا عنهم:
وهل ترجِعَنْ أيامُنَا بمتالعٍ ... وشربٌ بأوشالٍ بها وظلال
٧٨ دارة محرقٍ: اشتقاقها من أحرق فهو محرقٌ. وهي بين العقبة وواقصة، لبني شهابٍ الطائيين، قال بعض الشعراء يذكرها، وقد جمعها:
ألا ليت قبرًا بينَ داراتِ محرقٍ ... يُخبرُهُ عنَّا الأحاديثَ خابِرُ
٧٩ دارة المثامن: ٨٠ دارة محصنٍ: ويقال لها: محضرٌ بالراء مكان النون. وهي في ديار بني نمير في طرف ثهلان الأقصى. ومحصن بكسر أوله وبالسكون في ثانيه وبالفتح في الصاد المهلة، وآخره نون، هكذا ذكره الأديبي. ومعناه (القصْرُ) عند [أهل] اللغة، فإن كان منقولًا منه أو شبيهًا به، فو جائزٌ. أما إن من المنعة والحضانة فالقياس محصنٌ بفتحتين في أوله وثالثه، لأن فعله حصن يحصن والمكان محصنٌ.
٨١ وأما دارة مِحْصَرٍ بالراء، فقدرها دريد بن الصمة في قوله:
1 / 18
بدارة محصرٍ من ذي طلوحٍ ... فسرداحِ المثامنِ فالضواحي
وعلى هذا فهما دارتان، ويقال: إنها دارة واحدة تلفظ بالراء، كما تلفظ بالنون. والله أعلم بالصواب.
٨٢ دارة المراض.
٨٣ دارة المرْدَمَةِ: بالفتح فالسكون، ثم دال مفتوحة وميم وبعدها [هاء] وهو اسم موضعٍ من: ردم الحائط يردمه إذا سدَّه، كالمشرقة والمغربة. والمردمة: جبلٌ لبني مالك بن ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب عندها جبلٌ لبني مالك بن ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن كلابٍ عندها جبلٌ اسود عظيمٌ يناوحه سواجٌ.
وفي دارة المردمة ماءٌ عذبٌ لهم يدعونه مريخة ومريخة. قال أبو زيادٍ: مما يذكر من بلاد أبي بكر ابن كلاب، مما فيه مياهٌ وجبالٌ المردمة، وهي بلاد واسعة فيها جبلان يسميان الأخرجين، قال شاعرٌ يذكر المريخة، وهي ماء المردمة:
ومرَّ على ساقي مريخةَ فالتمسْ ... بها شربةً يسقيكما أو يبيعها
٨٤ دارة المرورات: بفتحتين: ثم بتسكين الواو، كأنه جمع مرورة، وليس في الكلام مثل هذا البناء، فهو مما ضعفت فيه العين واللام، فهو فعلعلةٌ، مثل صمحمحةٍ، وألفه منقلبة عن ياء أصلية، وهو قول سيبويه، مثل شجوجة وأبطل أن يكون من باب عقوقل. وقال ابن السراج في (قطوْقطاةٍ): هو مثل مرَوْراةٍ، فهو فعوْعلٌ، مثل عقوْقلٍ.
وقال سيبويه فيه: إنه من باب ضمحمة، فالياء زائدة على قول ابن السراج ووزنه عنده فعوعلةٌ.
والمرورات: موضعٌ كان فيه يومٌ من أيام العرب، ظفر فيه بنو ذبيان على بني عامرٍ. قال زهير:
تربضْ، فإن تقوِ المروراتُ منهمُ ... ودارتها، لا تقوِ منهم إذًا نخلُ
بلادٌ بها نادمتهمْ، وألفتْهُمْ ... فإن تقويا منهم فإنهم بسلُ
٨٥ دارة معروفٍ: قال الأصمعي، وهو يذكر منازل بني جعفر بالحمى: ثم معروفٌ وهو ماءٌ وجبالٌ. وقال أبو زيادٍ: ومن مياه بني جعفر بن كلاب معروف، وهو في وسط الحمى، مطويٌّ متوحٌ. قال ذو الرمة:
وحتى سرتْ بعد الكرى في لويةٍ ... أساريعُ معروفٍ، وصرَّتْ جنادِبُهْ
ودارة معروف عند هذا الماء من بلاد بني جعفر.
٨٦ دارة المكامن: لبني نمير في ديار بني ظالم، قال الزمخشري: إنها تناوح المثامن.
٨٧ دارة مكمنٍ: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وميمه الثانية مكسورة، وفي آخره نون. وهي في بلاد قيسٍ. قال الراعي:
عرفتْ بها منازلَ كلَّ حيٍّ ... فلم تملك من الطرب العُيونَا
بدارةِ مكمنٍ ساقتْ إليها ... رياحُ الصيفِ آرامًا وعِينا
٨٨ دارة ملحوبٍ: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ثم حاءٌ مهملة، فواوٌ ساكنةٌ، وباءٌ بآخره، وهو من قولك: طريق ملحوبٌ، أي واضحٌ سهل، وهو اسم ماء لنبي أسد بن خزيمة من بلاد نجدٍ. قال الشاعر:
إنْ يقتلوا ابن أبي بكرٍ فقد قتلَتْ ... حُجرًا بدارةِ ملحوبٍ بنو أسدِ
٨٩ دارة منزرٍ: بالفتح في أوله، ثم السكون على النون وراء معجمةٍ مفتوحةٍ، وآخره راءٌ مهملة، وهي من داراتِ نجدٍ. قال الحُطيئة:
إنّ الرزيةَ لا رزيةَ مثلُها ... فاقْنَي حياءكِ لا أبا لك واصبري
إْن الرزية لا أبا لكِ هالكٌ ... بينَ الدماخِ، وبين دارةِ منزرِ
٩٠ دارة مواضع: هكذا ذكرها العمراني، ولم يذكر موضعها، وكأنها جمع موضوعٍ.
٩١ دارة موضوعٍ: هي مفرد سابقتها، وهي بين ديار بني مرة وديار بني شيان. قال الحصين بن الحمام المري:
جزى اللهُ أفناءَ العشيرةِ كلها ... بدارةِ موضوعٍ عفوقًا ومأثَما
بني عمِّنا الأدنيْنَ منهم، ورهْطنا ... فزارةَ إذ رامتْ من الأمرِ مُعظّما
فلما رأيتُ الودَّ ليسَ بنافعي ... وإنْ كانَ يومًا ذا كوكبَ مُظلِمَا
صبرْنَا، وكانَ الصبرُ منا سجيةٌ ... بأسيافنا يقطعْن كفًا ومِعصَما
يُفلِّقْنَ هامًا من رجالٍ أعزةٍ ... علينا، وهم كانوا أعقَّ وأظلَمَا
٩٢ [دارة النشناشِ: بالفتح في أوله، وسكون شينه المعجمة، وبعدها نونٌ فألفٌ فشينٌ معجمةٌ، على وزن فعلال، لعله من قولهم: نشنش الطائر ريشه، أي نتفه وألقاه. قال أبو زياد: النشناش ماء لبني نمير بن عامر وهو الذي قتلت عليه بنو حنيفة، وعنده دارة عرفت به] .
1 / 19
٩٣ دارة النِّصاب: بكسر نونه، وبعدها صادٌ مهملةٌ يجوز أن يكون من نصاب الشيء، أي اصله، أو أنه من نصاب الشمس، وهو مغيبُها.
ودارة النصاب بأرض اليمن، قريبةٌ من نجرانَ، وكانت لبني الحارث بن كعبٍ. قال الأفوه الأودي:
ونحنُ الموردونَ شبا العوالي ... حياضَ الموتِ بالعددِ المُثابِ
تركنا الأزدَ يبرقُ عارضَاها ... على ثجرٍ فداراتِ النصابِ
٩٤ دارة واسطٍ: لبني أسيدٍ، في ديار بني قشيرٍ، قال بعض الشعراء:
بما قدْ أرى الداراتِ، داراتِ واسطٍ ... فما قابلت ذاتُ الصليلِ فجُلجُلُ
وقال بعض الأعراب وقد قتل ذئبًا:
أقولُ له والنبلُ تكوي إهابَهُ ... إلى جانب المعزاء: يا الَ ثاراتِ
قلائصُ أصحابي، وغيري فلم أكنْ ... إذا ما كبا الرعدْيدْ ذا كبواتِ
فأنقذْتُ منه أهلَ دارة واسطٍ ... وأنصلُهُ ينصلْنَ منحدرِاتِ
٩٥ دارة وسط: وقد تحرك السين المهملة، وقد تسكن قال ابن دريد: دارات الحمى ثلاث: إحداهن دارة عوارم وقد ذكرت، ودارة وسط، وهي جبلٌ عظيم طويل على أربعة أميال من وراء ضرية، لبني جعفر. وقال الأصمعي [لبني] جعفر رملة الشقراء، شقراء واسطٍ.
وشقراء جبلٌ، ووسط علم لبني جعفر، قال بعضهم:
دعوتُ اللهَ إذْ شقيتْ عيالي ... ليرزُقني ندى وسطٍ طعاما
فأعطاني ضرية خيرَ أرضٍ ... تمجُّ الماءَ والحبَّ التؤاما
٩٦ دارة وشجى: بفتح الواو، وقد تضم، وبالجيم بوزن سكرى، ركي معروف، جاء به الأديبي كذا بالجيم وهو ماء لبني عمرو بن كلابٍ.
قال المرار:
حيِّ المنازلَ، هلْ منْ أهلهَا خبرٌ ... بدورِ وشجى، سقى داراتها المطرُ
وربما ذكروه بالحاء المهملة مقصورًا، قال:
صبحْنَ من وشحَى قليبًا سُكّا
وجعله أبو زياد ممدودًا، وقال: دارة وشحاء موضع بنجد عند ماءة في ديار بني كلاب، لبني نفيل. وعن كراع: دارة وشحى بالحاء المهملة والقصر موضع هنالك، قال سماعه:
لعمرُكَ إني يومَ أسفلِ عاقلٍ ... ودارةِ وشحَى والهوَى لتبُوعُ
٩٧ دارة هضبٍ: ويقال لها: دارة هضب القليب. قال أبو زياد: بنو وبر بن الأضبط بن [كلاب] لهم من المياه هضبُ القليب. والقليب ماء لهم، ولهم هضبٌ كثيرةٌ قال جميلٌ:
أشاقكَ عالجٌ فإلى الكثيبِ ... إلى الداراتِ من هضبِ القليبِ
وقال الأفوه:
ونحنُ الموردونَ شبَا العوالي ... حياضَ الموتِ بالعددِ المُثابِ
تركنا الأزدَ يبرقُ عارضاها ... على ثجرٍ فداراتِ الهضابِ
وثجرٌ: ماءُ لبني الحارث بن كعبٍ قرب نجران من أرض اليمن.
٩٨ [دارة العضيد: لا أعرفها، ولكني وجدتها في شعر بعضهم، قال:
أو ما ترى أظعانهم مجرورة ... بين الدخولِ فدارةِ اليعضيد
وقال آخر:
واحتثها الحادي بهيدٍ هيدِ
كذا لقربِ قسقسٍ كؤودِ
فصبّحَتْ من دارة البيعضيدِ
قبلَ هتافِ الطائرِ الغريدِ]
٩٩ [دارة يمعون: بالعين المهملة وبآخره نون، وقد يروى بالزاي، قال:
....................... ... بدارة يمعونٍ إلى جنبِ خشرمِ
ومما وجدناه من الدارات بلفظ التثنية: ١٠٠ الدارتان: وهو اسم موضعٍ ورد في شعر ميدان ابن صخر، قال:
ويلٌ لعينيكَ يا بن دارةَ كلما ... يومًا عرفتَ بدارتين خيالا]
ومما وجدناه بلفظ الجمع: ١٠١ الدارات: وجدتها في شعر أنشده الأصمعي:
سقى دمنتينِ ليسَ لي بهما عهدُ ... بحيثُ التقى الداراتِ والجرعُ الكبدُ
والله تعالى أعلم بالصواب.
الباب الثالث
القولُ في ذكرِ الديرةِ التي مفردُهَا دَيْرٌ
الديرة في بلاد الله كثيرة متعددة، منها ما كان أبنية عادية أو صروحًا ممردة. منها ما اندثر وامَّحت آثاره، ومنها ما زالت أركانه مجددة وفيه عُمَّارُهُ.
قد أحصى العلماء والرواة، وأهل الأخبار كثيرًا منها، وتكلموا عليها و[أفاضوا] في الحديث عنها، فنسبوها، ووصفوها، وتحدثوا عمن عمروها، وذكروا طرفًا من أخبار من نزلوا بها أو زاروها.
وقد رجعت إلى كتبٍ كثيرة ألفت فيها، فاطلعت على ما كتبه هشام وأبو الفرج والخالديان والرفاء وابن رمضان والشمشاطي والبكري والشابشي.
1 / 20