وما دام الله أزليا أحدا فلكيا، فينتج منه أنه لا يمكن أن يكون لامتناهيا ولا أن يكون متناهيا، فإنما اللاموجود هو اللامتناهي ما دام ليس له أول ولا وسط ولا آخر ولا أي جزء آخر. وهذا هو اللامتناهي. ولكن الموجود ليس كاللاموجود والموجودات ما دامت متكثرة؛ فإنها يحد بعضها بعضا على التبادل. فالأحد لا يمكن أن يشبه لا باللاموجود ولا بالموجودات المتكثرة ما دام الأحد لا يحده شيء.
50
الأحد - الذي إكسينوفان يسميه الله - لما كان كذلك لا يمكن أن يتحرك ولا أن يكون لامتحركا؛ فإن اللاموجود هو في الحق لا متحرك؛ لأنه لا موجود يأتي فيه ولا هو يمكن أن يذهب في موجود آخر، ولا حركة إلا متى كانت الموجودات أكثر من واحد ؛ لأن من الضروري للحركة أن واحدا يتحرك في الآخر. ولا يمكن أن يتحرك شيء في اللاموجود ما دام أن اللاموجود لا يوجد مطلقا في أية جهة. وإذا كانت الأشياء تتغير بعضها إلى بعض فحينئذ يكون الموجود أكثر من واحد.
51
فانظر كيف يزعم إكسينوفان أنه يلزم شيئان على الأقل أو أكثر من واحد لكي توجد الحركة، وأن اللاشيء هو في سكون ولامتحرك، وأن الأحد على ضد ذلك لا يمكن أن يكون في سكون ولا أن يكون في حركة؛ لأنه لا يشبه اللاموجود ولا الموجودات المتكثرة.
52
ومن كل هذه الوجوه فهذا - على رأي إكسينوفان - هو الله أزلي أحد متشابه من كل جهة، وفلكي لا لامتناه ولا متناه، لا هو في سكون ولا هو في حركة.
53
الباب الرابع
ننبه تنبيها أول؛ وهو أن إكسينوفان كميليسوس يفترض أن كل ما يولد ويصير يتولد من الموجود. ومع ذلك فماذا يمنع من أن ما يولد لا يولد لا من الشبيه ولا من اللاشبيه، بل يولد من اللاموجود؟ ولكن الله ليس لامخلوقا أكثر من الباقي إذا كانت كل الأشياء آتية من الشبيه أو من اللاشبيه؛ ذلك هو ما لا يمكن. وبالنتيجة إما أنه لا شيء خارج عن الله، وإما أن يكون سائر الأشياء هي أيضا أزلية.
অজানা পৃষ্ঠা