وقال بعض العلماء بل رسله عرفوا وأنه حكيم لا يبعث يكتب الحق
كاذبا تعالى الله وإنما دعت الرسل إلى الله من قد عرفه ثم جحد وقد عرفه البعض وينكره آخرون فبينت الرسل ذلك ودعت إلى الله بالدلائل المنصوبة
والعلامات الموضوعة التي نصبها الله تعالى في ملكوت السماوات
والأرض وما فيهن وفي خلق الإنسان كما قال الله تعالى { وفي أنفسكم
أفلا تبصرون } (1) .
وقد كانت العرب يعظمون البيت ويحجونه وإنما يعبدون الأصنام
لتقربهم إلى الله تعالى(2) وإنما دعاهم رسول الله عليه وسلام إلى رفض
الأوثان وأمرهم بعبادة الرحمن، فأبوا واستكبروا وقال الله تعالى { ولئن
سألتهم من خلقهم ليقولن الله } (3) .
مسألة
[ الدليل على وجود الباري ]
فإن قيل فما الدليل على وجود الباري تعالى. قيل له : إطباق عقلاء
الأمة بأسرها، من موحد وملحد لأن الأفعال لا يتقنها معدوم ولا تتأتى منه.
مسألة
[ دليل النصارى ]
فإن قيل فما الدليل على من قال من النصارى أن المسيح عيسى ابن مريم
هو ابن الله واحتجوا أن من لا ابن له ناقصا والذي له ابن أكمل فوجب أن يصفه بالصفة التي توجب الكمال والتفضيل يقال لهم فلم لا يقولون أن له عينين ويدين كمثل هذه العلة، وقالوا إن الابن نطق والزوج حياة وسوى الناطق أخرس ومن لا روح له ميت يقال لهم إن من ليس بفاعل فهو عاجز ومحال منه الفعل فقولوا إنه لم يزل فاعلا أو تاركا لتنفوا عنه العجز واستحالة وقوع الفعل .
مسألة
[ إبطال بنوة عيسى ]
فإن قيل أليس قد اتخذ الله خليلا يقال له: نعم فإن قيل لم لا يجوز
أن يتخذ عيسى ابنا يقال له إنما اتخذ الله إبراهيم خليلا، فكان إبراهيم خليلا
- -(4) لا أن الله خليلا له. فلو كان قياس اتخاذ ابن على قياس اتخاذ خليلا
__________
(1) 1- سورة الذاريات آية 21 .
(2) 2- قال تعالى : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } [الزمر آية 3].
(3) 3- سورة الزخرف آية 87 .
(4) 1- بياض في الأصل .
পৃষ্ঠা ৫