العالم أبو الحسن البسياني(1) أنها اكتسابية أن الله تعالى لما نصب عليها
الدلائل المنصوبة، وأعد الثواب لمن امتثل والعقاب على من فرط وغفل دل
على أنها اكتسابية لا الاضطراريات لا يعد ثوابها ولا تتوعد عليها عقابا كما
لا يعدنا على ما خلق فينا من الجوارح بالثواب ولا يتوعدنا عليها بالعقاب
وقال بعض العلماء إن معرفة الله تعالى اضطرارية جبلت في قلب الإنسان
معلقة بالعقل ويستحيل انفصالها عن العقل كاستحالة بعض أعضائه، وقال الشيخ بشير(2) أنها اضطرارية فهي خلق الله والثانية اكتساب.
مسألة
[ كيفية معرفة الله ]
عن الشيخ أبي الحسن البسياني فإن قيل أعرف الله برسله أم به عرفوا
فقال بعض المسلمين أنه بهم يعرف وبه عرفوا لأنهم دعوا إلى الله من عرفه
ومن لم يعرفه فعرفوا به ضد من عرفه بهم عند من لم يكن به عارف.
__________
(1) 1- أبو الحسن البسياني : هو العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن علي
محمد بن الحسن البسياني الأزدي اليحمدي، من شيوخه أبو محمد بن بركة
البهلوي، والعلامة محمد بن أبي الحسن النزوي، كان أبو الحسن أصم ثقيل
السمع. من مؤلفاته : الجامع المسمى جامع أبي الحسن، وكتاب المختصر
المعروف بمختصر البسياني وهو مطبوع انظر تحاف الأعيان في تاريخ بعض
علماء عمان ص229 .
(2) 1- بشير: هو العلامة أبو المنذر بشير بن المنذر النزوي العقري جد بني زياد، وهو من
بني نافع بني سامة بن لؤي بن غالب من تلامذة الربيع وأحد الأربعة الذي حملوا
العلم من البصرة إلى عمان عن الربيع -رحمه الله- والثاني : موسى بن أبي جابر،
والثالث محمد بن المعلا الفشحي وأما الرابع : المنير بن النير الجعلاني يعتبر الشيخ
بشير أحد كبار علماء عمان في زمانه وقد أدرك عصر الإمام الجلندي وكان له
دور بارز في إعادة الإمامة. وقد أطلق عليه اسم الشيخ أو الشيخ الكبير، توفي رحمه
الله سنة 178 أيام الإمام الوارث بن الكعب الخروصي - رحمه الله.
পৃষ্ঠা ৪