فإن قيل فيقدر من علم الله منه المعصية أن يعمل خلاف ما علم منه قلنا لا
فإن قال هو المجبور قلنا ليس هو وإنما المجبور عجز عن فعل الطاعة
لانشغاله بالمعصية وإنما ترك هذا فقد استطاع فعل ضده إذ لا مانع له من
قبل الله تعالى.
مسألة
[ إنفاذ علم الله ]
فإن قيل فما الحجة على من قال أن الله تعالى جبر خلقه على المعاصي وعاقبهم على فعله لا على أفعالهم؟ قلنا لو كان إنما عذبهم على فعله لما قال
{ ذوقوا ما كنتم تكسبون } (1) ، { وذلك بما قدمت أيديكم } (2) وقال
{ من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها } (3) وقد علم الله أن أعمال
العباد قبل خلقه لهم فأراد إنفاذ ما علم كما الله تعالى.
مسألة
[ إيمان المشبه ]
فإن قيل ما الحجة على من قال المشبهة مفوضة للعباد قلنا إن الله تعالى
لم يجبر العباد ولا فوض إليهم الأمر ولا أهملهم سدى وكيف ذلك وهو
يقول { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون } (4) والعابث
ليس بإله حكيم.
مسألة
[ معنى قوله{لمن شاء منكم أن يتقدم ...} ]
فإن قيل ما معنى قول الله تعالى { فمن شاء فليؤمن ومن شاء
فليكفر } (5) فليس في هذا تفويض وإنما ذلك من تهديه من الله تعالى ألا
ترى يقول عقبى ذلك { إنا أعتدنا للظالمين نارا } (6) وهذه الآية وما يشابهها كقوله { لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر } (7) نسختهن قوله تعالى { وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين } (8) .
مسألة
[ الله عالم بالأشياء ]
فإن قيل أو تقولون أن لله علما قلنا نعم وما معناه أنه العالم بالأشياء ولا
__________
(1) 1- سورة الزمر آية 24 .
(2) 2- سورة آل عمران آية 182 .
(3) 3- سورة فصلت آية 46 .
(4) 1- سورة المؤمنون آية 115 .
(5) 2- سورة الكهف آية 29 .
(6) 3- سورة الكهف آية 29 .
(7) 4- سورة المدثر آية 37 .
(8) 5- سورة التكوير آية 29 .
পৃষ্ঠা ২৮