لم أعلم اختلافا بين قومنا أن في حكم الخطاب يجوز من
فعل الحكم تعالى كيف يعلم أنه من يعصيه من خلقه فيصيرون إلى النار فلو
لم يخلقهم ما كفروا ولا استحقوا ذلك أن وجب أن يكون الخلق والتبليغ بالتكليف قبيحا ولا يكون حكمة لكان لا شيئا أوضع ولا أقبح من العقل
ولا أضر منه لأن الإنسان متى لم يكن عاقلا لم يلم في صنع ولم يلزمه
عقاب ومتى كان عاقلا لحقه ذلك والأمة الملحدة والموحدة مجموعون على
شرف العقل وفضله وإنما كفر من كفر بسوء اختياره.
مسألة
[ صفة أهل الجنة ]
فإن قيل هل يجوز إن يكلف الله أهل الجنة في الجنة كما كلفهم في
الدنيا لكان الأمر من الوعد والوعيد كما كان في الدنيا.
مسألة
[ كيفية أهل الجنة ]
فإن قيل لابد لأهل الجنة من فروض معرفة الله تعالى والشكر له قلنا إن أهل الجنة إلا وهم عارفون جميع ذلك فبعد استقراره في قلوبهم لم ينسونه
ليعاد عليهم التكليف مرة أخرى، فإن قيل: أن يكون حكيما من ترك عبده يعصيه ويعمل عملا يستحق به الخلود في النار ولا يمنعه وهو قادر على ذلك قلنا قد منع الله العباد من أن يعصوه أشد المنع وخلصهم منه بأفضل الخلاص بأن زجرهم ونهاهم وتوعدهم بالنار وأراهم العبر والآيات والمثلات
وأقدرهم على ترك المعاصي وجعل لهم السبيل إلى الطاعة وأعطاهم كلما ينجون به من المعصية وحذرهم وتوعدهم ووعدهم.
مسألة
[ استحقاق الثواب والعقاب ]
فإن قيل فهل لا خيرهم وقهرهم عن المعاصي قلنا لو فعل ذلك بهم لم
يستحق محسنين ثوابا ولا مسيء عقابا وكان لا معنى فخلقهم إذ لم يخلقهم لينفعهم وكان خلقه لهم عبثا وسدى تعالى الله .
مسألة
[ الانتقال في العبادات «نسخ تخفيف» ]
পৃষ্ঠা ২০